سياسة دولية

إزالة اسم بلوشستان السني من السجل العام في إيران

زعيم جند الله في بلوشستان عبدالمالك ريغي الذي أعدمته السلطات الإيرانية - أرشيفية
أزالت المؤسسات الحكومية الإيرانية في إقليم بلوشستان ذات الأغلبية السنية في إيران اسم الإقليم من الوثائق الحكومية لبعض المؤسسات في بلوشستان واستبدل باسم سيستان واعترض سكان الإقليم على إزالة الاسم من الوثائق الإدارية هناك.

وأوضح المسوؤلون الإيرانيون في إقليم بلوشستان ردا على اعتراضات سكان الإقليم أن حذف اسم بلوشستان كان خطأ في الطباعة، وسيتم اتخاذ إجراءات عاجلة لحل الأزمة لوقف احتجاجات البلوش السنة هناك.

ووفقا لمصادر صحيفة "عربي 21" فوجئ الناس في بلوشستان هذا الأسبوع بحذف الاسم من وثائق حكومية رسمية كثيرة، كالرسائل الرسمية وفواتير الهاتف والكهرباء والمياه، ما زاد من مخاوف البلوش من تغيير هوية الإقليم السني البلوشي التاريخية من قبل الحكومة الإيرانية هناك.

واعترض الشيخ مولوي عبد الحميد إمام أهل السنة والجماعة في إقليم بلوشستان، على تغيير هوية الإقليم وإزالة اسم بلوشستان من الوثائق الحكومية واستبدال اسم الإقليم باسم سيستان.

وقال مولوي، إن "تسمية إقليم بلوشستان تعتبر تسمية تاريخية مرتبطة بالشعب البلوشي في الإقليم، ونرفض المساس بهويتنا التاريخية من قبل الحكومة الإيرانية" على حد قوله.
 
يذكر أن إقليم بلوشستان السني يقع في جنوبي شرق إيران على الحدود مع باكستان وأفغانستان، ويقدر عدد سكان الإقليم بأكثر من ثلاثة ملايين نسمة وفقاً للإحصائيات الرسمية في إيران.

ويتميز إقليم بلوشستان السني بالغالبية السنية والفقر والتهميش والبطالة، ويعتبر الإقليم الأكثر فقراً بين المحافظات الإيرانية باعتراف الحكومة الإيرانية، ما جعل الإقليم في صراع دائم مع السلطات الإيرانية هناك.
 
ويعتقد البلوش السنة في إيران أن تغيير اسم الإقليم من قبل السلطات الإيرانية يندرج ضمن محاربة النظام الإيراني للأقليات غير الفارسية في إيران، كالبلوش والأكراد والعرب وغيرهم. كما أنه تم تغيير اسم عربستان الأحواز إلى خوزستان اليوم في إيران.
 
ويؤكد المراقبون للشأن الإيراني أن التطورات الإقليمية في المنطقة وخصوصا الوضع في العراق ومطالبة الأكراد في إقليم كردستان بالانفصال زاد من مخاوف النظام الإيراني تجاه الشعوب غير الفارسية في إيران، ومطالبتهم بالانفصال على غرار الوضع العراقي الذي لم يحسم حتى الآن، ما دفع النظام الإيراني إلى استباق الأحداث والتطورات الإقليمية الحساسة في المنطقة لتغيير التركيبة الديمغرافية في الأقاليم ذات الأقلية العربية والبلوشية والكردية، من خلال تغيير هوية هذه الأقاليم ودمجها بالأقاليم الإيرانية الأخرى للتخلص من شبح التقسيم الذي أصبح على حدودها من جانب العراق.