سياسة عربية

"النصرة" تنفي إعلانها إمارة إسلامية لكنها تسعى لذلك

النصرة
نفت جبهة النصرة إعلانها إقامة إمارة إسلامية في سوريا، لافتة إلى أنه "في اليوم الذي يوافقنا فيه المجاهدون الصادقون والعلماء الربانيون سنعلن عنها بإذن الله".

وقالت "النصرة" في بيان توضيحي صادر عنها السبت، حول ما أشيع عن إعلان الجبهة لإمارة إسلامية: "إنَّ مشروع جبهة النصرة من أول يوم أُسست فيه، هو إعادة سلطان الله إلى أرضه وتحكيم شريعته"، وجاء في البيان: "إننا نسعى لإقامة إمارة إسلامية وفق السُنن الشرعية المعتبرة".

وأضافت في بيانها: "إننا نسعى لتحكيم الشريعة من خلال، إقامة دور للقضاء ومراكز حفظ الأمن وتقديم الخدمات العامة للمسلمين، في غضون عشرة أيام بديلا عن الهيئات الشرعية السابقة".

وقالت: "لن نسمح لأحد أن يقطف ثمار الجهاد، ويقيم مشاريع علمانية أو غيرها، من المشاريع التي تقام على دماء وتضحيات المجاهدين"، وأضافت: "لن تتهاون جبهة النصرة مع المجموعات المفسدة في المناطق المحررة بالاتفاق مع الفصائل الصادقة"، مؤكدة على "رص الصفوف ضد الأخطار التي تهدد الساحة سواء من قبل النظام النصيري أو جماعة الخوارج الغلاة".

وكانت وسائل إعلامية وصحفية نقلت أن أمير جبهة النصرة في سوريا، أبو محمد الجولاني، أعلن عبر تسجيل صوتي له عن إقامة إمارة إسلامية "على أرض الشام".

ونقلت الوسائل الإعلامية والصحفية أن الجولاني قال: "لقد جئتكم ببشرى والله، بملف نقيم فيه شرع الله عز وجل في هذه الأرض، قد آن الأوان أن نقيم إمارة إسلامية على أرض الشام، تطبق حدود الله عز وجل، وتطبق شرعه، بكل ما ترتضيه الكلمة من معنى، دون تهاون أو استهانة أو مواربة أو مداراة".

واللافت أن البيان الذي وزعته شبكة المنارة البيضاء، الناطقة باسم جبهة النصرة، كرر عبارات الجولاني التي وردت في التسجيل، باستثناء إعلان الإمارة. كما أن الشبكة لم تنف كذلك صحة التسجيل المنسوب للجولاني.

وكان الجولاني قد "بشر" في التسجيل المنسوب إليه بإعلان إمارة إسلامية. وقال مخاطبا مجموعة من مقاتليه: "بعد كل التضحيات التي قدمتموها في سبيل الله لتحكيم شرعه ونشر نهجه، قد حان الوقت أيها الأحبة لتقطفوا ثمار جهادكم الذي مضى منه ثلاث سنوات في بلاد الشام وأكثر من أربعين سنة من جهاد تنظيم القاعدة".

وتابع: "لقد آن الأوان لتقطفوا هذه الثمار.. لقد جئتكم ببشرى والله.. لقد جئتكم بملف نقيم فيه شرع الله في هذه الأرض.. لقد آن الأوان لأن نقيم إمارة إسلامية على أرض الشام، تطبق حدود الله وتطبق شرع في كل ما تقتضيه الكلمة من معنى، دون تهاون استهانة أو مواربة أو مداراة.. لقد آن الأوان لأن نقيم إمارة إسلامية على أرض الشام تحفظ حقوق المسلمين وتصون حرماتهم وتصون مقدساتهم وتجبي الزكاة وتقيم كل ما يأمرنا به الله عز وجل من الصغيرة إلى الكبيرة".

وقال الجولاني على وقع التكبيرات والهتافات الحماسية من المقاتلين: "لن نسمح لأحد كائنا من كان أن يقطف ثمار جهادكم مهما بلغ بنا الحال، ولو لم يبق فينا قطرة دم واحدة.. لن نسمح لا لمشاريع علمانية ولا لمشاريع انبطاحية ولا لمشاريع خارجية غالية". ويبدو أنه يشير إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) التي أشار إلى أتباعها في غير موضع بـ"الغلاة".

وقال الجولاني: "مفتاح هذه الإمارة بأيديكم.. أنتم من يستطيع إقامتها في هذه اللحظة في عشرة أيام.. لو أنكم سمعتم وأطعتم وأصررتم وملكتم الإرادة التامة لتقديم هذا الأمر".

وأكد الجولان في التسجيل: "اليوم سنبدأ بجد لأن نقيم هذه الإمارة مهما كلفنا من طاقة.. ومن يأبي هذا فلا حاجة لنا عنده لكي يكون بيننا".

ونبه الجولاني إلى أن "هذه الإمارة سيكون لها حدود تماس مع كل من يتربص بالمسلمين شرا. وهذه الحدود تمتد بطريقة واسعة، منها مع النظام ومنها مع الغلاة ومنها مع المرتدين ومنها مع الفسدة".

ودعا أنصاره إلى أن يكونوا جاهزين لكي يخوضوا القتال "مع كل من يريد أن يؤذي هذا المشروع الذي نحن نسعى إليه. فهل أنتم جاهزون لهذا؟"، فيرد المقاتلون بحماس بموافقتهم، فيما صاح أحد المقاتلين "والله لو خضت بنا البحر لخضناه معك".

وقال الجولاني محفزا مقاتليه: "لا معنى لانسحابنا بعد اليوم.. سنقاتل حتى الموت".

وأعلن الجولاني في التسجيل عن بدء تشكيل كتائب وسرايا للمشاركة في القتال، في حين سيكون هناك قسم آخر من المقاتلين لنظام الشرطة وملاحقة المفسدين. وأعلن عن إقامة محاكمة شرعية في المناطق المحررة، وأن جميع مقاتلي الجبهة وقياداتها سيخضعون لهذه المحكمة.