بينما قال نشطاء إن كتائب "جبهة
النصرة" في مدينة
البوكمال السورية قرب الحدود مع العراق قد "بايعت" تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (
داعش)، نفت تنسيقية إعلامية في المدينة سيطرة "داعش" عليها، وقالت إن ما حصل هو التحاق بعض قادة جبهة النصرة بالتنظيم فقط.
ويأتي هذا بينما شنت طائرات النظام السوري هجمات هي الأولى من نوعها على مناطق يسيطر عليها "داعش" في
الرقة ومناطق أخرى داخل الأراضي العراقية. لكن نشطاء قالوا إن الضحايا في الرقة هم من المدنيين.
وقالت "شبكة أخبار البوكمال"، أكبر تنسيقية إعلامية في المدينة، إن الوضع داخل البوكمال (130 كلم شرقي
دير الزور) طبيعي، ولا صحة للأنباء التي نشرتها بعض وسائل الإعلام عن سيطرة الدولة الاسلامية عليها".
وأشارت إلى أن ما حصل الأربعاء هو "بيعة" لبعض عناصر وقادة من جبهة "النصرة" لأمير في "الدولة الإسلامية" في مدينة البوكمال فقط، وليس سقوط المدينة بيد التنظيم.
و"البيعة" هو أسلوب مستوحى من الشريعة الإسلامية، ويتبعه "داعش" في قبول الولاء والطاعة من قبل من ينوي الانضواء تحت لوائه من فصائل وأفراد.
وقال محمد الخلف، الناشط الإعلامي من أبناء مدينة البوكمال، إن عدداً محدوداً من عناصر وقادة "النصرة" في البوكمال بايعوا أميراً لتنظيم "داعش"، ما يزيد من احتمالات سيطرة الأخير على كامل المدينة الاستراتيجية الحدودية مع العراق.
وأشار الناشط في تصريحه لوكالة الأناضول؛ إلى أن مبايعة عناصر وقادة النصرة للأمير لا تعني بالضرورة سقوط البوكمال بيد تنظيم "داعش"، كون أن هنالك فصائل أخرى تابعة للثوار تسيطر على المدينة مثل ألوية "القادسية" و"الله أكبر" و"عمر المختار".
ولم يخف الناشط أن مبايعة النصرة لـ"داعش" في البوكمال، قد تكون "مؤشراً قوياً على قرب سيطرة التنظيم على المدينة".
من جهتها، عرضت حسابات على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي على الانترنت، ومنها "الدولة الإسلامية في العراق والشام" صوراً يظهر فيها شخص ملتح قالت إنه قيادي في النصرة ويدعى "أبو يوسف المصري" يقوم بمصافحة شخص قالت إنه أبو عمر الشيشاني الأمير في "داعش".
وعلّقت الحسابات على الصور بقولها: "مبايعة جنود الجولاني (أبو محمد الجولاني قائد جبهة النصرة) للدولة الإسلامية في العراق والشام"، و"سيطرة الدولة الإسلامية على البوكمال دون قتال".
وتعتبر مدينة البوكمال الحدودية، الواقعة تحت سيطرة الثوار منذ نحو عامين، منفذاً استراتيجياً هاماً بالنسبة لتنظيم "داعش" نظرا لكونها نقطة حدودية بين سورية ومحافظة الأنبار العراقية التي تعد معقلاً أساسياً للتنظيم غربي العراق.
وتدور منذ أشهر اشتباكات بين الفصائل المقاتلة، ومن ضمنها جبهة "النصرة" من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، أدت لمقتل المئات من الطرفين، وأدى ذلك لطرد التنظيم من عدد من المناطق في محافظات اللاذقية وحلب وإدلب ودير الزور.
ولا تزال الاشتباكات مستمرة خاصة في ريف محافظة دير الزور، الذي طردت الفصائل المقاتلة عناصر التنظيم منه قبل أكثر من شهرين، ويحاول الأخير استعادته ليحقق الامتداد الجغرافي لحلم "الدولة الإسلامية" التي يخطط لإعلانها في مناطق تمتد من وسط وشمالي العراق وحتى مناطق بشمالي محافظة حلب مروراً بدير الزور والرقة المعقل الرئيس للتنظيم في سورية.
ضحايا مدنيون:
من جهة أخرى، ذكر نشطاء ان غالبية الضحايا الذين سقطوا في الغارات على مدينة الرقة هم من المدنيين.
وقالت "تنسيقية شباب الرقة" وتنسيقية "الرقة مباشر" إنها تمكنت من توثيق أسماء 20 قتيلا و36 جريحا نتيجة القصف على الرقة.
وشنت طائرات النظام السوري سبع غارات جوية على الأقل على مواقع في مدينة الرقة، وذلك للمرة الأولى منذ سيطرة تنظيم "داعش" على المدينة قبل نحو ستة أشهر.
وأشارت التنسيقيات إلى أنها اعتمدت في توثيقها لأسماء الضحايا والمصابين على بيانات من المشفى الوطني في الرقة وعدد من المشافي الميدانية التي تم نقل الضحايا والمصابين إليها.
ولفتت التنسيقيات إلى وجود 12 جثة لم يتم التعرف على أصحابها بسبب تشوهها أو لعدم وجود ما يثبت الهوية.
وكان عدد من التنسيقيات قد أعلنت ظهر الأربعاء، أن 14 شخصا قتلوا وأصيب عشرات آخرون، كحصيلة أولية نتيجة الغارات الجوية التي تعد الأكبر التي يشنها طيران النظام على الرقة منذ أشهر.
ويسيطر تنظيم "داعش" على مدينة الرقة بشكل كامل منذ نحو 6 أشهر، بعد معارك مع فصائل الثوار التي سيطرت على المحافظة مطلع عام 2013 من أيدي النظام السوري.