صحافة دولية

"كيهان" صحيفة خامنئي: سيبقى المالكي كما بقي بشار

(أرشيفية)
نشرت صحيفة "كيهان" مقالا مهما عن الأحداث والتطورات الإقليمية في المنطقة كالوضع العراقي والسوري واللبناني، وتطرقت لمحاور مهمة في هذه الملفات العربية الحساسة، وتعتبر صحيفة "كيهان" هي المتحدثة الرسمية لمواقف القائد والمرجعية الشيعية علي خامنئي في الإعلام الإيراني، وأيضا يمولها خامنئي بشكل مباشر.
 
وبدأت كيهان في مقدمتها عن تطور الأحداث بالمنطقة في السنوات الـ35 الماضية، حيث قالت إن إيران استطاعت أن تكرس وجودها ونفوذها الإقليمي عن طريق التركيز على الصحوة الإسلامية في المنطقة بتشكيل محور المقاومة والممناعة في مواجهة (المثلث الغربي العربي الصهيوني) على حد تعبيرها.
 
وتابعت بأن الولايات المتحدة الأمريكية حاولت تحجيم المشروع الإيراني حتى لا يصبح هذا المشروع أنموذجا للمقاومة في المنطقة، وحتى تبقي إيران معزولة جغرافيا عن العالم الإسلامي، لكن فشلت في ذلك، ونجحت إيران في مشروعها في كل من "الصحوة الإسلامية" و"المقاومة الإسلامية"، على حد قولها.

 واعتبرت "كيهان" أنه وبعد الحرب العالمية الثانية لم يشهد العالم حروبا كما نشهادها اليوم في منطقة الشرق الأوسط، وينبغي علينا أن نعترف، بأن المنطقة تعيش حالة من الحرب الحقيقية في مواجهة جبهة الاستكبار وحلفائها من العرب في كل من لبنان وأفغانستان وسوريا والعراق وفلسطين، واليوم إيران هي الأقوى والقادرة في هذه المناطق، والتي عرّت من خلال هذه الحروب سياسات الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط، على حد زعمها.
 
 وقالت "كيهان" إن "أمريكا تعلم جيدا أن إيران هي صاحبة القول الفصل في العراق، وأن شبح نفوذ قائد فيلق قدس، قاسم سليماني، يمتد من أفغانستان حتى سوريا والعراق ولبنان، وأن الساحة السورية هي آخر ميدان لاختبار حجم النفوذ بين الولايات المتحدة وإيران هناك".
 
ومنذ ثلاث سنوات، بعد إشعال الحرب في سوريا، "توالت التصريحات التي تطالب بتنحي بشار الأسد من قبل المسؤولين في الإدارة الأمريكية والرئيس الأمريكي باراك أوباما، وتم تكشيل مجموعة أصدقاء سوريا لإسقاط الأسد حتى تضعف إيران، وأطلق مؤتمر جنيف لذلك، ولكن بعد ثلاث سنوات من الرابح ومن الخاسر الحقيقي في هذه الحرب"، وفق الصحيفة.
 
وتساءلت الصحيفة: "أليس الخاسر في هذه الحرب أوباما وكامرون وهولاند والملك عبدالله؟ أليس الأمريكان هم من دفع الأوروبيين قبل بضعة أشهر من الانتخابات الرئاسية في سوريا إلى إيران، ووافقوا بشكل غير علني في الرسالة التي وصلت لإيران على بقاء الأسد بشرط عدم إجراء الانتخابات الرئاسية في سوريا، وقالوا نحن نوافق على بقاء الأسد لكن دون إجراء الانتخابات الرئاسية".
 
وأضافت: "إن جبهة المقاومة والممناعة هي من وقفت مع الأسد.. وكما حضر الشعب السوري إلى صناديق الاقتراع ليقول للعالم سوف يبقى الأسد، ولهذا طالب المرشد الأعلى خامنئي من الأمريكان عدم التدخل في الشأن العراقي، ويعتقد المرشد أن العراق بمرجعيته الشيعية وحكومته المنتخبة قادر على مواجهة الفتنة ويستطيع القضاء عليها"، بحسب الصحيفة.
 
 وأشارت إلى أنه "وبعد فشل الأمريكان بإسقاط الأسد" اعتبرت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية لا تستطيع أن تطلب بشكل مباشر من رئيس وزراء العراقي نوري المالكي التنحي، ومع ذلك بدلا من أن يطلب المسؤولون الأمريكيون من الدول العربية الداعمة للإرهابيين في العراق بقطع دعمهم عن الإرهابيين هناك، تقوم هذه الإدارة بكيل التهم ضد حكومة المالكي على أنها تغذي النزاع الطائفي ودعم المليشيات، وأن المالكي هو المسؤول عن ما يحدث الآن في العراق".
 
ووفقا لصياغة التطورات الإقيليمة، قالت الصحيفة إن "ما يحدث في الشرق الأوسط هو الحرب وليس السلام، والوضع والحالة التي نواجه فيها الغرب اليوم تشبه الانتصارات بحروب المسلمين في بدر وخيبر والخندق، وليس صلح الحديبية أو صلح الإمام حسن مع معاوية"، على حد تعبيرها.