ملفات وتقارير

يساري مغربي: العدالة والتنمية يتعرض لحرب غير شريفة

عبد الصمد بلكبير - عربي 21

أكد المفكر  اليساري المغربي، عبد الصمد بلكبير، أن حزب العدالة والتنمية بالمغرب، يواجه اليوم حروبا "استثنائية وغير شريفة، تروم النيل منه ومن شعبيته، وتدفعه لتطبيق برنامج آخر غير الذي انتخب من أجله". 

وأضاف القيادي السابق بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في تصريح لـ"عربي21" أن هناك من يريد من حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة لأول مرة في تاريخه، "أن يخسر شعبيته، في الانتخابات الجماعية المقبلة سنة 2015، بإجراءات معروفة".

وشدد الأستاذ الجامعي في التصريح ذاته، على أن الخسارة إذا وقعت لا قدر الله، فهي لن تمس حزب "المصباح" أخلاقيا وسياسيا وفكريا لوحده، وإنما ستطال الوطن بأسره، وعندها، من سيواجه الشارع؟، يتساءل بلكبير، قبل أن يجيب بسؤال آخر، "هل الأحزاب الإدارية قادرة على ذلك؟"، مؤكدا أن هذا السيناريو سيطيل أمد الأزمة بالمغرب ويضع البلد على سكة تهديدات في المستقبل. 

المحلل السياسي قال إنه في الوقت الذي كان من المنتظر أن تجري فيه الأمور بشكل متوازٍ "خطوة من هنا وخطوة من هناك" حتى لا يكون خاسر وحيد أو رابح وحيد، ما بين المواطنين ومن يمثلهم وبين من وصفهم بالمسؤولين الحقيقيين عن الأزمة التي يعيشها المغرب، يتعرض حزب العدالة والتنمية للضغط لكي ينجز جزء من برنامج الحكومة فقط على حساب باقي الأجزاء الأخرى والتي اعتبرها المتحدث ذات أهمية، خاصة المرتبطة بالعدالة والتعليم والصحة والإدارة والاقتصاد. 

بلكبير دعا رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران إلى الانسحاب من اللعبة إذا اقتضى الأمر منه ذلك، ووجد نفسه بين خيارين، إما أن ينفذ أجندات لا علاقة لها ببرنامج انتخب بسببه، وإما ألا يحقق مكتسبات لفائدة المواطنين. 

واعتبر بلكبير إنه إذا كانت فعلا هناك إكراهات موضوعية تتطلب من الدولة فرض بعض القرارات اللاشعبية، التي يؤدي فاتورتها المواطنون البسطاء، فلا أقل من أن يُحرز هؤلاء البسطاء مكتسبات يختصرها برنامج العدالة والتنمية في محاربة الفساد والريع. 

وبعد أن أشار بلكبير وهو أحد أبرز الوجوه اليسارية بالمغرب، إلى أن ما يجري هذه الأيام في المغرب لا يعني سوى الضغط على حكومة ابن كيران من أجل تنفيذ برنامج كان مهيأ له سلفا، "ومن أجله تم تشجيع حزب العدالة والتنمية لقيادة الحكومة للاستفادة من شعبيته وعلاقته بالشارع".

بعد تلك الإشارة، تأسف على ما يعتمل بالمشهد السياسي المغربي اليوم، مشبها إياه بما حدث مع حكومة عبد الرحمن اليوسفي "حيث أن الطرف الآخر المُتعاقِد يريد منا أن نؤدي من دون أن نأخذ"، على حد تعبير بلكبير الذي كان مستشارا للوزير الأول عبد الرحمن اليوسفي في أول حكومة توافقية بين القصر الملكي والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. 
 
بلكبير بنى تصريحه لـ"عربي 21" على عدة مؤشرات اعتبرها مقلقة، منها ما يهم تشويه صورة الاقتصاد المغربي اليوم، وسلوكيات بعض مكونات المعارضة ذات القليل من المصداقية، فضلا عن عن محاولة بعض أسباب الأزمة بالمغرب بالعودة للواجهة، وهي مؤشرات قال صاحب أكثر من مؤلف في السياسة والآداب إنها "تشير بوضوح إلى أن شيئا ما يتم الإعداد له، للإخلال بمعادلة القيام بالإصلاحات المطلوبة مع مواجهة الإكراهات الاقتصادية والمالية".