صحافة إسرائيلية

كاتب إسرائيلي: الأردن وإسرائيل أمام تحديات صعبة

تعبيرية
قال الكاتب الإسرائيلي عوديد عيران إن القيادتين السياسيتين للأردن وإسرائيل ستقفان أمام تحديات صعبة وستضطران إلى إبداء ضبط نفس كبير في سلوكهما المتبادل، بسبب التطورات المرتقبة في أعقاب تجميد المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية، والمسيرة السياسية الداخلية في المعسكر الفلسطيني، واستمرار الصراع في سوريا والآثار المحتملة لازمة ذات أبعاد إقليمية في سياق البرنامج النووي الإيراني.

 وأضاف الكاتب في مقاله المنشور في صحيفة "نظرة عليا" الإسرائيلية، الثلاثاء، أن الفصل الذي ضربته بريطانيا الانتدابية في 1921 بين الضفة الشرقية لنهر الأردن والمنطقة الواقعة بين النهر والبحر المتوسط لم يلغِ الصلات المختلفة.

وتابع عوديد: "في الصلة الأردنية – الفلسطينية يمكن أن نشخص فجوة هائلة بين ضم الأردن في 1950 للضفة الغربية التي تبقت بعد الحرب في 1948 تحت سيطرة إسرائيل، وبين فك الارتباط التام في 1988، غير أن مصلحة الأردن في ما يجري في الطرف الغربي من نهر الأردن لم تتوقف وبشكل خاص، في كل ما يتعلق بالقدس، فالواقع الديمغرافي الذي يجعل أكثر من نصف مواطني الأردن هم من اصل فلسطيني، هو بحد ذاته يخلق الحاجة إلى دور اردني ولكن موضوع القدس يمنح المملكة الهاشمية المكانة الخاصة في العالم العربي.

 وأضاف أن الأردن ترجم اهتمامه العملي بالقدس في وثيقتين مركزيتين. الأولى في اتفاق التسوية مع إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 1994، حيث ورد في المادة 9 "... إسرائيل تحترم الدور الخاص القائم للمملكة الهاشمية الأردنية في الأماكن المقدسة الإسلامية في القدس. وعند المفاوضات على المكانة الدائمة، ستمنح إسرائيل أولوية عالية للدور الأردني التاريخي في هذه الأماكن المقدسة". ومقابل ذلك وعلى سبيل التوازي الأردني – الفلسطيني نجد الاتفاق الذي وقعه في 31 آذار 2013 الملك عبدالله الثاني بصفته "حامي الأماكن المقدسة" دون تمييز بين إسلامية ومسيحية ومحمود عباس بصفته "رئيس الدولة الفلسطينية". ففي المادة الثانية من الاتفاق، فان الملك الأردني "... يتعهد من الآن فصاعدا أن يتمكن المسلمون من الوصول إلى الأماكن المقدسة الإسلامية في القدس..."، وسيدير الملك الأماكن المقدسة ويحميها ويمثل المصالح المرتبطة بهذه الأماكن في المحافل الدولية. وسيشرف الملك الأردني على الأوقاف المقدسية وأملاكها – حسب القانون الأردني، كما أن هذا الاتفاق منح شرعية فلسطينية للادعاء الأردني بان وصايتها على الأماكن المقدسة في القدس يعود مصدرها إلى طلب فلسطيني رفعه الحاج أمين الحسيني ورئيس بلدية القدس في حينه راغب النشاشيبي في آذار 1924 إلى الشريف حسين والد الملك عبدالله الأول. 

وتحدث الكاتب عن الجدل الإسرائيلي – الأردني حول المقدسات والمسجد الأقصى والتي اتخذت طابعا إقليميا في مجلس النواب الأردني والكنيست الإسرائيلي، ثم انتقلت إلى مستوى دولي حيث قال سفير الأردن في الأمم المتحدة الأمير زيد بن رعد إن أعضاء الحكومة والكنيست من أحزاب اليمين تشكل تحديا وتهديدا للأردن.

وعلى مستوى آخر، والذي يحظى بكشف إعلامي أقل، قال الكاتب إن الأردن وإسرائيل يطوران منظومة علاقات تعتمد على مصالح اقتصادية مشتركة وعلى الحاجة للتصدي لاضطرارات سياسية – أمنية أضيفت كنتيجة للهزة التي تعصف في المنطقة منذ ثلاث سنوات ونصف السنة. فالاتفاقات في مواضيع الماء والغاز الطبيعي والذي وقعت في الأشهر الأخيرة بين إسرائيل، الأردن والشركات العاملة في هذه المجالات في الدولتين، تشير إلى ميل هام والى قدرة الزعماء السياسيين في الدولتين على تمييز المصلحة السياسية عن المحاولات الاستفزازية للمس بنسيج العلاقات بينهما. وعلى المستوى الأمني أيضا يتعزز التعاون بشكل خاص في ضوء التحديات الجديدة التي يخلقها الوضع في سوريا والعبء الثقيل الذي يلقيه على جهاز الأمن الأردني الذي يحاول إغلاق الحدود المشتركة مع الجار الشمالي. 

 وأشار عوديد إلى أن تجميد مسيرة المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين من شأنه أن يلقي بأثر سلبي على علاقات إسرائيل والأردن. ومثال على ذلك هو مقال من كان وزير الخارجية الأردني كامل أبو جابر والذي هاجم فيه إسرائيل بشكل لاذع في ظل استخدام اقتباسات عن كتاب "كفاحي" لهتلر ويتهمها بإفشال مساعي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.

وختم بأن النظام في الأردن يبدي حساسية تجاه التغييرات في شبكة العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين وغياب مسيرة سياسية بينهما وبالتأكيد اذا ما تدهور الجمود السياسي إلى العنف، مما يثير القلق في عمان. ولم يخرج الأردن عن طوره عند تحقيق اتفاق مصالحة بين الفصائل الفلسطينية ورئيس وزرائه اكتفى بتصريح في التلفزيون بان بلاده تدعم الاتفاق.