نظم العشرات من مؤيدي ترشح وزير الدفاع المستقيل عبد الفتاح السيسى للرئاسة مسيرات محدودة يوم الجمعة، مارسوا فيها ما اشتهر به أنصاره من الرقص والغناء تعبيرا عن فرحتهم بهذا القرار.
وفيما شهدت وسائل الإعلام المؤيدة للإنقلاب احتفالات بإعلان
السيسي الاستقالة من منصبه واعتزامه خوض
الانتخابات الرئاسية المقبلة، شهد الشارع
المصري فتورا في حجم المظاهرات التي خرجت تأييدا لقائد
الإنقلاب.
وكان مراقبون يتوقعون خروج مسيرات حاشدة بأعداد كبيرة تأييدا لترشح السيسي للانتخابات على غرار ما حدث في 30 يوليو أو حتى في احتفالات يناير الماضي، لكن المفاجأة أن الأعداد التي خرجت بالفعل كانت هزيلة للغاية ولم تزد عن العشرات في كل محافظة.
فشل في الحشد
وعلى الرغم من أن إعلان السيسي استقالته من منصبه كان يوم الأربعاء الماضي إلا أن مؤيدي قائد الانقلاب فشلوا على مدار ثلاثة أيام كاملة في حشد أعداد تذكر في تلك الوقفات والمسيرات، بعكس ما أكده من قبل مسؤولو الحملات المتعددة المؤيدة للسيسي مثل "مستقبل وطن" و"كمل جميلك" وغيرها من أنهم سينظمون وقفات حاشدة ومليونيات في محافظات مصر.
وفي الإسكندرية احتفل مؤيدو السيسي، أمام ساحة مسجد القائد إبراهيم عقب صلاة الجمعة بترشحه لرئاسة الجمهورية، ووزعوا المشروبات ابتهاجاً بقرار ترشحه وسط هتافات مؤيده له.
كما انطلقت مسيرة محدودة في ميدان العبد المنعم رياض بالقاهرة تحمل الأعلام المصرية وصور السيسى على أنغام أغنية "تسلم الأيادى".
بينما فشلت الحركة في تنظيم أي فعاليات في عدد آخر من المحافظات مثل بني سويف بسبب وجود تجمعات كبيرة مناهضة للانقلاب بها.
وبلغ ضعف المسيرات حالة واضحة حيث أن أكثر محافظات مصر المعروفة بتأييدها للانقلاب وللسيسي وهي محافظة المنوفية حيث خلت تماما يوم الجمعة من أي مسيرة أو وقفة مؤيدة لترشيحه للرئاسة، وسادت حالة من الهدوء قرى ومدن المحافظة.
وتعليقا على هذه المسيرات المحدودة قال الدكتور حمزة زوبع القيادي بحزب الحرية والعدالة إن مظاهرات أنصار السيسي أكدت أن ما حدث في 30 يونيو هو فعل مخابراتي بامتياز وأن السيسي أدار هذا الحدث باستخدام الإعلام لتحريض المصريين على التظاهر ضد الرئيس مرسي.
وأشار في لقاء له مع قناة الجزيرة مباشر مصر إلى أن ضعف الأعداد اليوم أظهر التأييد الحقيقي الذي يحظى به السيسي والانقلابيون في الشارع للمصري.
وقال الدكتور أحمد التهامي أستاذ العلوم السياسية إن الغالبية العظمى من مؤيدي السيسي وهم حزب الكنبة أصابهم الإحباط بسبب طول فترة عدم الاستقرار التي أعقبت الانقلاب، ولم يعودوا يهتمون بالاستجابة للدعوات التي تطالبهم بإظهار تأييدهم للسيسي الذي تراجع في تصريحاته الأخيرة عن وعودة السابقة بجلب الرخاء لهم، وطالبهم بدلا من ذلك بالتقشف.
تمرد تلغي المليونية
أما حركة تمرد - وهي الحركة التي تبنت الحشد للإطاحة بالرئيس محمد مرسي قبل إنقلاب يوليو وتعد من الحركات الداعمة لترشح السيسي - فبعدما دعت إلى مسيرات حاشدة في ميدان التحرير وغيره من الميادين، اكتشفت تواجد نحو ثلاثين شخصا فقط في ميدان التحرير، بالرغم من تأمين قوات الشرطة والجيش لهم، وهو ما سبب حرجا بالغ للحركة.
وفي محاولة للتغطية على فشلها في الحشد - وفقا لرأي مراقبين – أعلنت تمرد في وقت متأخر من مساء الجمعة قرارها بإلغاء جميع فعالياتها بحجة الحداد على مقتل الصحفية ميادة والتى لقيت مصرعها خلال تغطيتها مسيرة للإخوان في عين شمس.
وطالبت الحركة - في بيان لها تلقى عربي 21 نسخة منه - المواطنين بضرورة إخلاء الساحة أمام الأجهزة الأمنية لتتمكن من التصدي لفعاليات الإخوان المسلمين، متهمة الجماعة بأنها تشيع حالة من الفوضى والفزع لإفشال الاستحقاق الثاني من خارطة الطريق.
وأكدت المتحدثة الرسمية باسم حركة تمرد، إيمان المهدي، لقناة العربية الحدث أن الحركة تواصلت مع الأمن وحصلت على تصريح لتنظيم الفعاليات ولكنها أحجمت عن إقامة منصات فى الميادين لدواع أمنية.
وردا على هذا البيان، سخر عمرو عبد الهادي عضو جبهة الضمير من إعلان تمرد إلغاء فعالياتها، وكتب على حسابه على فيس بوك "تمرد تثبت قدرتها على الحشد، فيه 25 شخص في التحرير و20 شخض آخرين في رمسيس.. تكبير".
كما تهكم حسن شاهين القيادي السابق بحركة "تمرد" من الأعداد القليلة التي نزلت لتأييد السيسي، وقال عبر صفحته على "فيس بوك": "يا شباب في سؤال مهم جدا، محدش شاف مليونية السيسي انهاردة، أصل كانوا بيقولوا إنهم عاملين مليونية".
حرق مقر للسيسي
وأصيبت فعاليات تأييد السيسي - على ضعفها - بضربة أخرى بعد أن أشعل مجهولون النيران في مقر انتخابي لحملة مؤيدة للسيسي بالقرب من مديرية أمن محافظة بورسعيد دون وقوع إصابات.
وقال جمعة محمد عمر، مسؤول المقر إنهم نظموا الخميس احتفالية محدودة رددوا فيها الأغانى الوطنية، ووزعوا الحلوى على المواطنين ابتهاجا بترشيح السيسي، وبعدها تم إحراق السرادق بالكامل.
ويعد هذا الحادث الأول من نوعه ضد حملات تأييد ترشح السيسي، عقب إعلانه رسميا الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة.
وكان معارضون للانقلاب في بورسعيد قد دشنوا - عبر مواقع التواصل الاجتماعي - حملة باسم "بورسعيد بدون صور السيسي"، تستهدف نزع وتمزيق صور المرشح من شوارع المحافظة.
وكانت الحملة المركزية لدعم السيسي قد رفضت الافصاح عن مكانها، مبررة ذلك بالتهديدات الأمنية التي تواجهها وأعلنت أن مقرها سيظل سريا.