سياسة عربية

بعد فشل "جنيف2".. درعا مدخل لـلهجوم على دمشق

النظام السوري يلقى بالبراميل المتفجرة على المدنيين - أ ف ب
يبدو أن التصاعد في الجبهة الجنوبية من العاصمة السورية دمشق قد ازداد في هذه الأيام بعد فشل مؤتمر جنيف بين النظام السوري والمعارضة، فقد اتهمت كل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا النظام السوري بالتعنت في عدم الاستجابة لمقرارت جنيف1، وتعهدت المملكة العربية السعودية بتسليح المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات.

وقد اختار الرئيس أوباما موعد لقائه مع العاهل الأردني عبد الله الثاني ليرسل رسالة مهمة مفادها ان الولايات المتحدة ستعمل على زيادة الضغوطات على النظام السوري، الأهم ان الاستثمار الامريكي يأتي أيضاً في سياق توظيف الواقع الجيوسياسي الأردني في خدمة الرؤية الامريكية الأمر الذي يفسر أيضاً تعاظم الحديث عن دور أردني يخدم الرؤية السعودية خصوصاُ في عملية تهريب السلاح والمسلحين.
 
وكالة الأنباء الفرنسية، قالت الثلاثاء، إن آلاف المقاتلين السورين الذين تدربوا في الأردن لأكثر  من سنة على يد الولايات المتحدة يستعدون للهجوم على دمشق، وذكرت الوكالة أنها علمت من طرفي  الصراع إن مقاتلي المعارضة الموجودين في جنوب سوريا يستعدون للقيام بهوم واسع النطاق على العاصمة دمشق.

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن النظام السوري رد بالبراميل المتفجرة على درعا فقتل 30 شخصا بينهم 15 لاجئًا فلسطينيًا على الأقل ظهر الثلاثاء، في قصف بالبراميل المتفجرة على بلدة المزيريب قرب مخيم درعا جنوبي سوريا.

وبحسب شهود عيان فإن طائرات النظام السوري ألقت برميلًا متفجرًا بالقرب من مدرسة عين الزيتون التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في البلدة ما أدى لانهيار مبنى مكون من طابقين على رؤوس سكانه ومقتل 30 شخصًا بينهم 15 لاجئًا فلسطينيًا وإصابة 50 آخرين.

وقالت إن قصف قوات النظام المتواصل بالبراميل المتفجرة على مدينة حلب وريفها، شمال سوريا، أسفر عن مقتل 843 شخصا، من بينهم 6 مقاتلين فقط، خلال توثيقها لآخر 18 يوما من القصف أي نهاية 14 شباط/ فبراير الجاري، مشيرة إلى أن 3 أشهر من قصف محافظة حلب دمرت ربعها.

وأكدت الشبكة، في تقريرها، أن مجال رصد وتوثيق نتائج القصف الجوي بالصواريخ والبراميل المتفجرة على أحياء حلب وريفها، منذ 28 كانون الثاني/ يناير الماضي، وحتى 14 شباط/ فبراير، كشف أن طائرات النظام أسقطت ما لا يقل عن 508 براميل متفجرة، أودت بحياة أكثر من 843 شخصا، من بينهم 6 مقاتلين فقط.

من جانب آخر، أشارت الشبكة إلى أنه نزح خلال الفترة الماضية، أكثر من 175 ألف شخص من محافظة حلب، بسبب دمار منازلهم، وخوفا من الموت اليومي، في وقت أفادت فيه الشبكة أنه بعد ثلاثه أشهر من الهجمات بالبراميل المتفجرة، إضافه الى الهجمات في السنوات السابقة، تعتبر ربع محافظة حلب مدمرة أو متضررة بشكل واسع.

ومن جهة أخرى أعلن الجيش السوري الحر، الثلاثاء، أن لديه معلومات تفيد بوصول 64 جثة لعناصر من حزب الله اللبناني قتلوا خلال المعارك مع قوات المعارضة السورية في مدينة يبرود بريف دمشق القريبة من الحدود اللبنانية.

قال المجلس العسكري في دمشق وريفها التابع للجيش الحر، في بيان، إنه حصل على "تسريبات"، لم يحدد مصدرها، تفيد بوصول 64 جثة إلى حزب الله اللبناني، قُـتلوا خلال الأيام الستة الأخيرة من المعارك في يبرود بمنطقة القلمون بريف دمشق، ومن بين القتلى جهاد نصر لله ابن عم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

وذكرت وكالة أبناء الأناضول، أنه ومنذ الأسبوع الماضي، صعّدت القوات الحكومية مدعومة بعناصر من حزب الله، من عملياتها العسكرية ضد "يبرود"، بغية استعادة السيطرة عليها من قوات المعارضة التي تضم فصائل إسلامية إلى جانب الجيش الحر، من خلال القصف الجوي والمدفعي المكثف على المدينة، الأمر الذي أدى إلى نزوح مئات العائلات منها إلى بلدة "عرسال" اللبنانية القريبة، والمناطق القريبة في منطقة القلمون التي لا تزال المعارضة تسيطر عليها.

وقال عامر القلموني الناطق باسم الهيئة في منطقة القلمون، إن قوات النظام وحزب الله خسروا العشرات من عناصرهم خلال معارك يبرود الأخيرة، كما خسر النظام حتى صباح اليوم الأربعاء في تلك المعارك، نحو 15 دبابة ومدرعة تابعة لقواته خلال المحاولات المتكررة لاقتحام المدينة.

وتعتبر المنطقة ذات أهمية استراتيجية كونها تقع على الطريق الدولي الذي يربط العاصمة بمنطقة الساحل التي ينحدر منها الرئيس السوري بشار الأسد وعدد من أركان نظامه، وانطلاقاً من كونها منطقة حدودية مع لبنان.