ملفات وتقارير

أمنستي: أفريقيا الوسطى جهنم وتطهير عرقي للمسلمين

المسلمون في إفريقيا يتعرضون للقتل والترحيل القسري - أ ف ب
قالت دونتيلا روفيرا المستشارة البارزة في فريق الرد على الأزمات بمنظمة العفو الدولية (أمنستي انترناشونال)، إن حملة للتطهير العرقي يتعرض لها المسلمون في جمهورية إفريقيا الوسطى بدون وجود قوات حفظ سلام دولية لوقف المجزرة التي تجري على المسلمين، وتهدد بإبادتهم بشكل كامل وطردهم من بلدهم الذي عاشوا فيه لقرون عدة. 







وكشفت عن مشاهد بشعة من القتل والترحيل القسري الذي يتعرض له المسلمون على أيدي الجماعات المسيحية المعروفة بـ"ضد- بلاكا".







وفي تقرير لروفيرا عن زيارة لها للبلد نشرته صحيفة "إندبندنت"، تحت عنوان "قتل وبتر وحكم الغوغاء: الحياة في جمهورية إفريقيا الوسطي هي جهنم على الأرض"، قالت فيه: "جثة ولد الذي لا يتجاوز عمره 10 أعوام وأطلق عليه الرصاص، وقطعت يديه بساطور، بقايا أولاد رجل كبير في العمر 76 عاما نجا من الموت بأعجوبة بعد أن أطلقت عليه الميليشيات المسيحية المعروفة باسم "ضد البلاكا" عدة مرات وتركته ليموت، الجسد الهامد لطفلة لا يتجاوز عمرها ستة أشهر، قتلت بوحشية إلى جانب 12 من أقاربها امام ابنة عمها التي أُجبرت على مشاهدة عملية قطع الرأس.. هذا ما شاهدته من الحياة في جمهورية إفريقيا الوسطى".







وتضيف: "تجولت خلال الأسابيع القليلة الماضية كعضو في وفد لمنظمة امنستي للرد على الأزمات. وزرنا العاصمة بانغول، ومدنا في شمال غرب البلاد، وحققنا في حالة بعد حالة عن الموت والوحشية. وخلال الفترة التي قضيناها، قتل مئات من الناس معظمهم من المسلمين بطريقة وحشية على أيدي مقاتلي الميليشيا المسيحية ضد-بلاكا".







وتقول إن "الوضع الحالي هو نتاج أزمة في حقوق الإنسان التي بدأت عام 2012، عندما شنت ميليشيات سيليكا ومعظمهم من المسلمين حملة حاسمة تكللت بالسيطرة على السلطة في آذار/ مارس 2013، حيث تم تنصيب ميشيل دوجوتايا كأول رئيس مسلم للبلاد. وفي فترة العشرة أشهر التي سيطرت فيها على البلاد ارتكبت سيلكا مذابح وإعدامات فورية واغتصاب وتعذيب وكذا تدمير قرى مسيحية" –على حد قولها-.







و"كان العنف والطرد القسري للمسلمين متوقعا، حيث انسحبت ميليشيات سيليكا، وتم نشر قوات حفظ سلام دولية في البلد التي  فشلت في وقف ميليشيات "ضد- بلاكا" من السيطرة على البلدة وراء البلدة، وما نراه اليوم هو عملية تطهير عرقي للمسلمين، ورحيل جماعي بأبعاد تاريخية".







وتتحدث روفيرا عن مظاهر العنف ضد المسلمين: "تم نهب وحرق المحلات التي يملكها المسلمون، فيما تم تدمير المساجد وتحويلها لأنقاض. والوضع الآن يائس دفع الآلاف من المسلمين إلى الهروب من المدن".







ونقلت عن أحد قادة الأحياء المسلمين في بلدة بوار: "كل شخص يريد الخروج"، و"ننتظر فقط الفرصة لذلك".







 وعن مشاهد الهروب الجماعي تقول: "البعض يهرب بالسيارات أو على ظهور الدراجات، ينضم للقوافل التي تحرسها للخروج من البلد القوات التشادية في وحدة القوات الدولية، أما الآخرون فيحملون ما يستطيعون حمله، ويقفزون على الشاحنات المزدحمة بالهاربين، وهناك البعض يحاولون الهرب مشيا على الأقدام، وهم يعرفون أن ميليشيات "ضد– بلاكا" يمكن أن تهاجمهم في أي لحظة".







ومن أمثلة الهجمات تشير إلى ما حدث مثلا في 16 كانون الثاني/ يناير، "حيث تم قتل وقطع 20 مدنيا حينما كانوا يحاولون الهرب بوهونوغ، وفي حالة أخرى أوقف مقاتلو "ضد- بلاكا" شاحنة على نقطة تفتيش قرب بويالي، وأجبروا كل المسلمين على النزول  منها وقتلوا ستة أفراد في عائلة واحدة".







ومشكلة المحظوظين ممن يستطيعون الخروج آمنين من جمهورية إفريقيا الوسطى هي أنهم "يواجهون مستقبلا مخفوفا بالمخاطر، فمخيمات الاستقبال في تشاد مزدحمة، ويعتبر الحصول على الطعام والماء النظيف أمرا كماليا، ومن الصعب العثور على ملجأ أما المساعدات الطبية فهي غير موجودة".







 وعن قوات حفظ السلام الإفريقية والفرنسية تقول: "في نفس الوقت، فإن نشر 5500 من قوات الاتحاد الإفريقي، و1600 من القوات الفرنسية في العاصمة بانغي والمدن في الشمال وشمال- غرب البلاد غير كافية، فالهجمات تحصل كل يوم".







وتختم بالقول: "عشرات الآلاف من المسلمين الذين أجبروا على الخروج من البلد، تأخر الوقت لمساعدتهم، أما بالنسبة للذين بقوا فهم في خطر، ويجب على قوات حفظ السلام الدولية كسر سيطرة "ضد- بلاكا"، ووضع قوات مدعومة بشكل جيد في البلدات التي يتعرض فيها المسلمون للتهديد".







ويجب نشر القوات في مناطق أخرى من البلاد؛ لحماية المدنيين "خاصة في شرق العاصمة، حيث تقوم جماعات النظام السابق- سيلكا بإعادة تجميع نفسها، وأي شيء أقل من هذا سيكون كارثة" كما تقول روفيرا.