مقابلات

قيادي سابق بـ"الاستقلال": القيادة الحالية انتقامية

القيادي السابق بحزب الاستقلال المغربي علال مهنان (أرشيفية)

* لسنا خارج الحزب وسنستمر فيه رغما عن أنف القيادة الحالية لأننا ببساطة نحن حزب الاستقلال وهم وافدون

* الأمور داخل حزب الاستقلال تسير بشكل مزاجي وضرر القيادة الحالية تجاوز الحزب إلى الوطن

* المتحكمون بالمشهد السياسي المغربي لا يحترمون قواعد اللعب وهذا يفسد اللعبة ككل

حكومة العدالة والتنمية فرضها الربيع العربي ولا شك أنها تأترث بما يجري اليوم بدول الربيع من إعادة تشكيل للخرائط السياسية


يرى القيادي السابق بحزب الاستقلال المغربي، علال مهنان، في حواره مع "عربي21" أن القيادة الحالية للحزب انقضّت على الحزب بعد عملية "قتل" للديمقراطية بالمؤتمر الأخير للحزب، وأن انتخاب هذه القيادة تم بطريقة فوضوية، واعتبر أنها قيادة على نهج الأمين العام الحالي للحزب وأنها إقصائية وتستهدف المناضلين.

وردا على حوار سابق لـ"عربي21"مع الناطق الرسمي باسم الحزب عادل بن حمزة، والذي اتهم فيه علال ورفقاءه بكونهم غير ديمقراطيين، قال علال مهنان إن بن حمزة آخر شخص يمكنه الحديث عن الديمقراطية وأن تاريخ وصوله للجنة التنفيذية للحزب ودخوله للبرلمان عبر لائحة الشباب يؤد بعده عن الديمقراطية لأنه فرض فرضا على الحزب، حسب قوله.

في هذا الحوار يعتبر علال مهنان أن المتحكمين في المشهد السياسي بالمغرب أن لا يحترمون قواعد اللعبة، مما أفسد العملية ككل، كما يقدم روايته نيابة عن مئات الغاضبين من القيادة الحالية مما يحدث داخل حزب المرحوم علال الفاسي، فضلا عن تقييمه للحكومة والمعارضة على حد سواء.

وفيما يلي نصر الحوار:

- كيف تقدم للرأي العام الوضعية التي يعيشها حزب الاستقلال اليوم، خاصة بعدما تم طردكم والعشرات من القيادات من المجلس الوطني للحزب؟

كل ما يقع داخل حزب الاستقلال اليوم هو انعكاس لخطوات قام بها مجموعة من الأشخاص انتقاما من قيادة الحزب السابقة بسبب عدم استوزارهم في النسخة الأولى من حكومة عبد الإله بن كيران، ولذلك سعت قبل المؤتمر إلى إقالة الأمين العام السابق عباس الفاسي، وعندما لم تنجح في ذلك دفعت في اتجاه عقد المؤتمر السادس عشر للحزب قبل آوانه من أجل الانقضاض على قيادة الحزب.

ما هي دلائلك على عملية الانقضاض هذه التي تتحدث عتها؟

أول دليل هو أن الهيئة التي ستنتخب قيادة الحزب لم يتم الإعلان عنها، بحيث لم يتم نشر لائحة أعضاء المجلس الوطني من طرف لجنة التنظيم التي هي المخول لها متابعة الانتخابات الإقليمية وإعداد لوائح المنتدبين للمؤتمر وهو ما لم يتم. والخطير في كل هذا أن هذه اللجنة التي أنا عضو فيها لم تجتمع بالمرة ولم تقدم أي لائحة بأسماء الناخبين للمؤتمر، هذا بالإضافة إلى ما كان مقررا من إجراء التصويت بالطريقة الإلكترونية وهو ما لم يتم. أضف إلى كل هذا أن انتخاب الأمين العام كان مقررا أن يتم داخل المؤتمر، فوقع تهريبه أسابيع بعد ذلك، وهي مؤشرات كلها تفيد أن انتخاب القيادة الحالية لحزب الاستقلال تم بطريقة فوضوية.

- حسنا.. كيف تنظرون للقيادة الحالية لحزب الاستقلال اليوم؟

القيادة الحالية على نهج حميد شباط (الأمين العام الحالي للحزب) هي قيادة إقصائية وتستهدف المناضلين، وفي الوقت الذي كان يفترض أن تخضع القرارات للمؤسسات، لكن الأمور تسير اليوم بشكل انفرادي ومزاجي. والأخطر في هذه القرارات المزاجية أن ضررها تجاوز الحزب إلى إلحاق الضرر بالوطن ومصالحه. فقد تابعنا القرارات التي اتخذها في لحظة وجود الملك خارج البلاد ومنها قرار الانسحاب من الحكومة، فضلا عما تم من إقحام للحزب في أجندة الانقلابيين بمصر من خلال استضافة بعض رموزه وتمني ما حدث لمرسي بأن يحدث لابن كيران. المسؤول السياسي ينبغي أن يكون ناضجا في كلامه وشباط غير ذلك تماما، بل بلغ بالأمر به مستوى ضرب الناس ومنعنا من الترحم عن الموتى.

- في حوار سابق لموقع "عربي21" مع عادل بن حمزة الناطق الرسمي باسم القيادة الحالية للحزب قال إنكم لا تعترفون بالديمقراطية إلا إذا كانت لصالحكم، كيف ترد؟

عادل بن حمزة آخر من ينبغي أن يتكلم عن الديمقراطية، وعليه أن يجيبنا أولا كيف أصبح نائبا برلمانيا فقد فرض فرضا باللائحة الوطنية للشباب إلى جانب عبد القادر الكيحل الكاتب العام للشبيبة. فقد أخبر هذا الأخير مكتب الشبيبة أن هذين الاسمين فوق التصويت.. بن حمزة شخص مفروض على الحزب وهو يستفيد اليوم من الوضع الحالي. وكيف يعقل أن شخص ضيع على الحزب البلدية في الانتخابات الجماعية لسنة 2009 ولم يستطيع الحصول حتى على العتبة؛ أن يصبح بقدرة قادر عضوا باللجنة التنفيذية للحزب؟ لكن العجب يزول إذا علمنا أن الديمقراطية تم قتلها في المؤتمر الأخير للحزب.

- البعض يتساءل لماذا اخترتم الدفاع عن الحزب خارجه وأسستم جمعية "بلا هوادة" للتعبير عن مواقفكم؟

نعم أسسنا الجمعية، لكننا ما نزال مسترين داخل الحزب. والجمعية عبارة عن إطار جمعوي أسست وفق ظهير الحريات العامة، وهو إطار جمع المقصيين من الحزب للمساهمة في تنمية البلاد من زاوية العمل المدني الجمعوي. إذن فنحن كتيار حمل اسم بلا هوادة نشتغل داخل الحزب.

- ما تعليقك على إقالتك من الحزب رفقة العشرات من القياديين؟

عملية الإقالة هي خطأ قاتل، ونعتبره إقالة قيصرية وقد كانت فضيحة بامتياز، وهو في النهاية قرار انتقامي وقد تم إعداده قبل الموعد الذي صدر فيه، فضلا عن أن الاعتبارات التي بني عليها باطلة. فقد ذكر القرار أن الطرد تم لمن لم يحضر ثلاث دورات متتالية، والحال أنني مثلا لم أتغيب ثلاث دورات متتالية وتم طردي، كما أنه تم طرد أشخاص لا عضوية لهم بالمجلس الوطني للحزب أصلا.

مع الأسف قرارات شباط انتقامية وغير مؤسسية ولغته اليوم غير تربوية. ونحن لسنا خارج الحزب وسنستمر فيه رغما عن أنف القيادة الحالية، لأننا ببساطة نحن حزب الاستقلال وهم وافدون.

كيف تنظر إلى أداء حكومة ابن كيران بعد مرور سنتين على تنصبها؟

الحكومة الحالية لها أخطاؤها وإيجابياتها كما كل حكومات العالم. ويلاحظ على قيادة الحكومة نوع من الانفعال وغياب جو الهدوء وهذا من شأنه التأثير على عملها. وينبغي ألا ننسى أن الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية اليوم فرضتها أجواء الربيع العربي، ولا شك أنها تأترث بما يجري اليوم بدول الربيع من إعادة تشكيل للخرائط السياسية، وستؤدي هي أيضا جزءا من هذا الثمن. يلاحظ على الحكومة كذلك أنها تسقط في بعض الفخاخ التي تنصب لها.

- هل من أمثلة لهذه الفخاخ؟

النقاش حول مراجعة الإرث نموذجا، والتضارب الحاصل اليوم في الأرقام مع المندوبية السامية للتخطيط، بشكل أصبحت معه هذه الأخيرة تشكل معارضة داخلية للحكومة. والملاحظ عموما على المشهد السياسي بالمغرب أن المتحكمين فيه لا يحترمون قواعد اللعب وهذا يفسد اللعبة ككل.

- ما رأيك في المعارضة؟

المعارضة لا تقل سوءا عن الحكومة. المعارضة يطبعها عدم التجانس، فضلا عن وجود معارضة محترفة وأخرى في خانة الهواة. الخلاصة أن قواعد التشوير السياسي لم تعد محترمة ومن لا يجيد إلا سياقة الدراجة يريد قيادة الحافلة، وهو واقع لا يمكن إلا أن يكون زاخرا بالحوادث.