جنيف 2: مطالبة بفك الحصار عن المحاصرين والنظام يماطل
عواصم - وكالات28-Jan-1408:19 PM
شارك
وفد المعارضة في "جنيف2"- ا ف ب
قال لؤي صافي، المتحدث الرسمي باسم الائتلاف السوري المعارض، الثلاثاء، إن الوفد المفاوض للمعارضة، قدم اليوم مقترحا برفع الحصار عن مختلف المناطق السورية، من بينها ثلاث قرى محاصرة من قبل الجيش الحر في ريف حلب، إذ تستخدمها قوات النظام في قصف مدينة حلب وريفها.
وأوضح صافي، في تصريحات صحفية، عقب انتهاء جلسة الاجتماعات الثلاثاء، في الأمم المتحدة بجنيف، أن وفد الائتلاف قال إنه "على استعداد أن يكون هناك اتفاق لفك الحصار عن كل المدن بما فيها القرى الثلاث"، لافتا إلى أن "الحديث عن حمص حتى الآن لم يفض لنتيجة، ولم تصل المعونات الغذائية".
وفي سياق متصل، أعلن المبعوث الأممي والعربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، أنه ألغى الجلسات المسائية مع الوفدين السوريين، من دون ضغط من أي طرف كي يتهيأوا لجلسة أفضل غدا صباحاً، وأكد أن روسيا وأميركا تسعيان لإنجاح مؤتمر "جنيف 2".
وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي عقده في جنيف الثلاثاء: "قررت إلغاء جلسات المساء من دون ضغط من أي طرف، ووافق الطرفان"، من أجل التهيؤ لجلسة أفضل غداً صباحاً.
وأضاف: "يسعدني أن وفدي الحكومة والمعارضة وافقا على البقاء بجنيف حتى الجمعة".
وأكد الإبراهيمي أن روسيا وأميركا جادتان وتريدان لمؤتمر "جنيف 2" أن ينجح.
وفد النظام يماطل.. ويتهم أمريكا بالسعي لإفشال "جنيف2"
وعن المساعدات الإنسانية قال الإبراهيمي إنها "باتت جاهزة وحتى الآن لم نحصل على الإذن لإدخالها إلى حمص القديمة"، مؤكداً على أن "الجميع متفقون على وجوب إيصال الغذاء والدواء إلى كل المناطق المحاصرة في سوريا".
وفي الأثناء، اتهم فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري، الولايات المتحدة الأمريكية، "بالسعي لإفشال مؤتمر جنيف"، واصفا ما تقوم به واشنطن بأنه "أبشع شيء يقوم به وفد معني بالأزمة"، وذلك استنكارا لقرار الولايات المتحدة بتسليح فصائل في الجيش الحر وصفها المقداد بـ"الإرهابية".
وأضاف أن السفير الأمريكي السابق في دمشق، روبرت فورد، موجود في جنيف، ويلتقي بوفد الائتلاف المعارض، ويزوده بتعليماته، ولو غادر فورد جنيف، لغادر معه وفد الائتلاف"، على حد تعبيره.
باريس تتهم النظام بتجويع حمص
وفي السياق نفسه، اتهمت الخارجية الفرنسية الثلاثاء النظام السوري بـ"تجويع" سكان مدينة حمص التي تحاصرها قواته، ونددت بـ"المناورات التسويفية" التي تتبعها دمشق في مفاوضات جنيف بحسبها.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال ردا على سؤال عن حمص في لقائه الصحافي الأسبوعي: "ترغب فرنسا في وقف العنف وفي وصول المساعدات الإنسانية إلى سكان هذه المدينة التي تعاني منذ أشهر من حصار الجيش السوري، والتي يواجه سكان بعض أحيائها عملية تجويع فعلية من قبل النظام".
وأضاف المتحدث أن حمص التي تخضع أحياؤها التابعة للمعارضة لحصار النظام السوري منذ 600 يوم "هي من المدن الشهيدة اليوم في سوريا"، مشددا على ضرورة التوصل إلى "عدد من اتفاقات وقف إطلاق النار في أماكن محددة"، و"التمكن من إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان".
من جهة أخرى وصفت باريس اقتراحا من خمس نقاط طرحه النظام السوري الاثنين في جنيف حيث تجري المفاوضات لحل النزاع السوري، بأنه "مناورة تسويفية".
وقال نادال: "تعتبر فرنسا ذلك مناورة تسويفية لا تتفق مع الهدف الذي حدده المجتمع الدولي والمتمثل في عملية انتقالية، لكننا نرغب في استمرار المحادثات".
"أونروا" تتهم النظام السوري بعرقلة إيصال مساعدات للمخيمات الفلسطينية
ويوم الأحد أعلن الإبراهيمي أنه حصل على وعد من نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالسماح للنساء والأطفال في أحياء المعارضة في حمص بالمغادرة ولقوافل المساعدات الإنسانية بدخولها.
لكن اللجنة الدولية للصليبة الأحمر التي عجزت عن دخول المناطق المعنية في حمص منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، أكدت عدم اتخاذ أي "إجراء ملموس" حتى الآن من طرف السلطات السورية.
وفي السياق ذاته، اتهمت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في سوريا السلطات السورية بعرقلة عملها لإيصال المساعدات الإغاثية لمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق المحاصر منذ أشهر.
وقالت الوكالة في بيان صحافي، إن نقاط تفتيش للقوات النظامية عرقلت عملها في إيصال مساعدات إلى مخيم اليرموك، رغم تأكيد السلطات أنها ستسمح بتوزيع المساعدات.
وأضاف البيان أن وكالة الغوث تشعر بإحباط شديد لأن التأكيد الذي قدمته السلطات لم يدعمه حتى هذه اللحظة فعل على الأرض، لتسهيل الدخول السريع والمنتظم إلى اليرموك.
وأضاف: "حتى في الحالات التي منحت فيها سلطات نقاط التفتيش الإذن بدخول طرود الغذاء وغيرها من مواد الإغاثة، غير كافية، لأن وتيرة توزيع هذه المواد بطيئة إلى حد إجهاض الغرض الإنساني من الدخول".
ويتعرض مخيم اليرموك الذي يشهد حصارا منذ أشهر طويلة لقصف وأحداث عنف، على خلفية الصراع الدائر في البلاد ما تسبب في سقوط مئات الضحايا من اللاجئين الفلسطينيين جراء ذلك، فضلا عن عمليات نزوح كبيرة في حين يعاني ما تبقى في المخيم من اوضاع معيشية وصحية صعبة.