سياسة عربية

صفقة سلاح بأربعة مليارات دولار بين روسيا ومصر

الجيش والشرطة المصرية تغلق طرق أثناء مظاهرات ضد الانقلاب العسكري ـ الأناضول
يصل وزيرا الدفاع والخارجية الروسية، بصحبة مسؤولين عسكريين إلى القاهرة ، الأربعاء المقبل، في زيارة رسمية تستغرق يومين، ويعقدان خلالهما لقاءات مع مسؤولين مصريين.

وتأتي هذه الزيارة بعد أقل من شهر على قرار أمريكي بتجميد حزمة مساعدات عسكرية كان يفترض تقديمها لمصر، ضمن مساعدات عسكرية سنوية تقدر بنحو 1.3 مليار دولار، وذلك ردا على الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في 3 يوليو/تموز الماضي.

وكشفت وسائل إعلام روسية وأمريكية أن الزيارة ستشهد مباحثات حول "أكبر" صفقة لتصدير أسلحة روسية إلى مصر بقيمة 4 مليارات دولار، وذلك منذ إنهاء الرئيس الراحل أنور السادات التعاقدات مع شركات الأسلحة الروسية والاتجاه غربا نحو الشركات الأمريكية في العام 1977.

وتشمل هذه الصفقة : طائرات مقاتلة وأنظمة دفاع جوي تضمن صواريخ مضادة للطائرات من طراز "تور"، بحسب صحيفة "فري بيكون" الأمريكية نقلا عن مسؤولين أمريكيين.ونقلت الصحيفة عن المسؤولين قولهم إن الصفقة تشمل أيضا تحديث منظومة الدبابات التي يمتلكها الجيش المصري، وتعود إلى الحقبة السوفيتية.

وأوضح المسؤولون، الذين لم تكشف عنهم الصحيفة، أن روسيا قد تسعى في المقابل إلى إبرام اتفاق مع مصر على إقامة قاعدة عسكرية بحرية؛ لتحل محل قاعدتها البحرية المهددة حاليا في ميناء طرطوس السوري.

ولم يصدر أي تأكيد أو نفي حول إبرام صفقة الأسلحة من جانب مسؤولي البلدين، غير أن ما يعزز تطرق المباحثات المرتقبة إلى التعاون العسكري أن الوفد الروسي يضم إلى جانب الوزيرين، النائب الأول لمدير الدائرة الاتحادية للتعاون العسكري التقني، آندريه بويتسوف، ومسؤولين من شركة تصدير الأسلحة الروسية "روسوبورون إكسبورت".

وفي تصريحات سابقة لوكالة الأناضول بشأن الزيارة، قال بدر عبد العاطي، المتحدث باسم الخارجية المصرية، إن الزيارة ستستغرق يومين، يلتقي فيها كل من وزير الدفاع الروسي ألكسندر لوكاشيفيتش، ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، نظيريهما المصريين، عبد الفتاح السيسي نبيل فهمي.

ولم يؤكد المتحدث باسم الخارجية المصرية، أو ينف ما إذا كان سيتم توقيع اتفاقيات أسلحة تقوم روسيا بإمدادها لمصر، لكنه قال إن هذه الزيارة ستشمل الحديث عن كافة الجوانب السياسية والتجارية والأمنية والسياحية.

وحضر إلى القاهرة أواخر الشهر الماضي مدير المخابرات الحربية الروسية "فيسكلاف كوندراسكو"، في زيارة وصفت بأنها تهدف للتحضير لزيارة يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

فيما نقلت وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية، أمس الجمعة، عن مسؤول رفيع في شركة "روس أوبورون أكسبورت" المتخصصة في تصدير الأسلحة والمعدات الروسية إلى الخارج، قوله إن روسيا مستعدة لتزويد مصر بالسلاح، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن المسألة الأساسية تبقى "قدرة" القاهرة على تسديد قيمته.

وقال المسؤول "نحن مستعدون لإجراء محادثات مع الجانب المصري حول إمكانية تسليمه التقنيات العسكرية الحديثة، وكذلك إصلاح المعدات القديمة التي تسلمها المصريون أيام الاتحاد السوفيتي".

ولم يتحدث المسؤول بالشركة الروسية عن نوعية الأسلحة محور التفاوض بين الجانبين.

ومؤخرا، قالت شبكة " RT " الروسية في السياق ذاته، إن روسيا ستزود مصر بنهاية العام الجاري بقمر صناعي عسكري روسي لرصد تحركات واتصالات المسلحين في سيناء، كما أعلن الرئيس الروسي فلادمير بوتين استعداد روسيا التام تزويد مصر 55 طائرة حربية حديثة من طراز "ميج" في حال موافقة مصر، وذلك ردا على قرار الإدارة الأمريكية استمرار تعليق جانب من المساعدات العسكرية لمصر، وفق الشبكة الروسية.


ومنذ عزل الرئيس محمد مرسي في شهر يوليو/تموز الماضي، شهدت العلاقات المصرية الروسية تقاربا ملحوظا.وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد بلاده التحضير لمناورة مشتركة مع الجيش المصري، ردا على إلغاء الولايات المتحدة مناورات "النجم الساطع"، التي كانت تجريها سنويا مع الجيش المصري وألغتها بعد فض قوات الأمن المصرية اعتصامي مؤيدي مرسي في ميداني رابعة العدوية (شرقي القاهرة)، ونهضة مصر (غرب القاهرة).

وبدت القاهرة من جانبها حريصة على التقارب مع روسيا، بحسب محللين.

وأعلن وزير الخارجية نبيل فهمي في تصريحات صحفية على هامش زيارته للولايات المتحدة لإلقاء كلمة مصر أمام الجمعية العام للأمم المتحدة في سبتمبر / أيلول الماضي، عن تأييد مصر للجهود التي بذلتها روسيا؛ للحيلولة دون توجيه ضربة أمريكية لسوريا.

ووصل وفد من القوى الشعبية المصرية إلى روسيا، أمس الأول الخميس، في مبادرة لتوطيد العلاقات المصرية الروسية.

وتشمل لقاءات الوفد المصري في موسكو عددا من المسؤولين الروس، إضافة إلى السفير المصري لدى موسكو محمد البدري، كما سيزور غرفتي البرلمان الروسي.

وأجرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الأحد الماضي، زيارة إلى القاهرة، استغرقت بضعة ساعات، وقال الرئيس المصري المؤقت، عدلي منصور، عقب اجتماعه معه، إنه لا يجب اختزال العلاقات الثنائية بين بلاده وأمريكا في ملف المساعدات، بحسب بيان رسمي للرئاسة المصرية.