تتواصل في جميع المدن
السنغالية الحملة الدعائية للانتخابات الرئاسية المقررة يوم 24 آذار/ مارس الجاري، وسط توقعات بصعوبة حسم هذه
الانتخابات من الجولة الأولى.
ويشارك في هذا السباق الرئاسي 19 مرشحا يتنافسون على خلافة الرئيس المنتهية ولايته
ماكي صال، والذي قرر إجراء الانتخابات، بعد غضب شعبي ورفض واسع لقرار تأجيل الرئاسيات.
وأدخل قرار تأجيل الانتخابات البلد في أزمة سياسية ودبلوماسية عميقة كادت تعصف بهدوئه، حيث اندلعت مظاهرات واحتجاجات رافضة للقرار، في جميع أنحاء البلاد.
وتسببت الاحتجاجات في مقتل ثلاثة متظاهرين، وحالة من الفوضى وعدم الاستقرار، ما جعل ماكي صال يتراجع عن قراره بشأن تأجيلها، ويقرر تنظيمها يوم الـ24 من الشهر الجاري
الإفراج عن معارضين
وفي خضم الحملة الانتخابات أطلقت السلطات السنغالية سراح المعارضَين عثمان سونكو رئيس حزب "الوطنيون من أجل العمل والأخلاق والأخوة" المعروف اختصارا بـ"باستيف" المنحل قبل أشهر، والقيادي في الحزب المترشح للرئاسة بصيرو ديوماي آفاي.
وكان عثمان سونكو يقبع في السجن منذ نهاية تموز/ يوليو الماضي، بتهم مختلفة بينها "الدعوة إلى التمرد"، أما بصيرو ديوماي آفاي، فقد اعتقل منذ 14 نيسان/ أبريل الماضي بتهمة "ازدراء المحكمة"، و"التشهير"، و"الأفعال التي من شأنها المساس بالسكينة العامة".
وعقب الإفراج عنه قال عثمان سونكو، إن "الانتخابات إذا أجريت في ظروف جيدة"، فإن مرشحه بصيرو ديوماي آفاي لن يحصد "أقل من 60%" من الأصوات، محذرا من وقوع "تزوير".
جولة إعادة متوقعة
ويرى المحلل السياسي السنغالي، محمد جوب، أن الإفراج عن المعارضين عثمان سونكو، وبصيرو ديوماي آفاي، ستكون له انعكاسات إيجابية لصالح معسكر
المعارضة.
وأضاف في تصريح لـ"عربي21": "حجم الجماهير الضخمة التي خرجت لاستقبال المعارضين عقب الإفراج عنهما، يعكس حجم شعبيتهما داخل السنغال، وهو ما يعزز حضور المعارضة في السباق الرئاسي".
وتوقع جوب، أن تتمكن المعارضة من جر مرشح السلطة أمادو با، إلى جولة إعادة، مضيفا أنه في حال حصل ذلك فإن المعارضة ستتحد وسيكون باستطاعتها الفوز في هذه الانتخابات إذا لم تحصل عمليات تزوير واسعة.
بدوره يرى الخبير المختص في الشأن الأفريقي محفوظ ولد السالك أن الإفراج عن بصيرو ديوماي آفاي، وعثمان سونكو "سيعطيهما دفعا قويا للتنافس على خلافة ماكي سال".
لكنه لفت في تصريح لـ"عربي21" إلى أن "بصيرو" غير معروف كثيرا على الساحة السياسية السنغالية ولا يحظى بجمهور واسع، لكنه يستفيد من دعم سونكو ذي الخطاب المسموع في صفوف الشباب، الذين يشكلون أغلبية الكتلة السنغالية الناخبة.
هل يكون ديوماي آفاي خامس رئيس للسنغال؟
يرى الصحفي السنغالي محمد جوب، أن الظروف باتت مهيأة بشكل كبير ليصبح بصيرو ديوماي آفاي، خامس رئيس لهذا البلد الغرب أفريقي الذي لم يعرف أي انقلاب عسكري في تاريخه على عكس باقي بلدان القارة السمراء المعروفة بقارة الانقلابات العسكرية.
وأضاف جوب في حديثه لـ"عربي21": "حجم الغضب الشعبي على المنظومة الحاكمة وضعف مرشح السلطة، كلها أمور تجعل بصيرو ديوماي آفاي، منافسا قويا، وكل التوقعات تشير إلى جولة إعادة بينه وبين مرشح الحزب الحاكم أمادو با".
لكن الخبير في الشأن الأفريقي، محفوظ ولد السالك، استبعد أن يكون بصيرو ديوماي فاي خيارا للسنغاليين كخامس رئيس للبلاد.
ولفت إلى أن المعارضة السنغالية تخوض الانتخابات مشتتة، مضيفا أنها لو اجتمعت وراء مترشح واحد، لحسمت الأمر لصالحها، لأن مرشح السلطة أمادو با، ليس محل إجماع داخل الائتلاف الحاكم.
فرصة المعارضة
واعتبر ولد السالك أن فرصة المعارضة الوحيدة أن يتمكن أحد مرشحيها من الذهاب نحو جولة ثانية سواء كان بصيرو أو غيره، وتتوحد في الجولة الثانية خلفه، لافتا إلى صعوبة تحقق ذلك.
وأشار ولد السالك إلى أن بعض قادة المعارضة السنغالية مخترقين من النظام، وماكي سال ليس من صالحه فوز معارض، لأنه يخشى سياسة الانتقام.
فيما لفت محمد جوب، إلى أن ماكي صال أصدر تعليمات لشخصيات المخزن من أجل فرض فوز مرشح السلطة من الشوط الأول تفاديا لضغط المعارضة في الشوط الثاني.