اعتبر البيت الأبيض، الأربعاء، أنّ
الدعوى التي رفعتها
جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، واتّهمت فيها الدولة العبرية بارتكاب "إبادة جماعية" بحقّ الفلسطينيين في قطاع
غزة، "لا أساس لها"، و"تؤتي نتائج عكسية".
وقال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، إنّ "هذه الدعوى لا أساس لها، وتؤتي نتائج عكسية، ولا تستند إلى أيّ حقائق"، وفق زعمه.
بدوره، قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، ردّاً على سؤال بهذا الشأن خلال مؤتمره الصحفي اليومي: "لا نعتقد أنّ هذا إجراء مجدٍ في الوقت الحالي".
ورفض ميلر الاتّهامات التي وجّهتها جنوب أفريقيا إلى دولة الاحتلال، التي تُعتبر الولايات المتحدة حليفها الأول في العالم وأكبر داعم عسكري لها.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، إنّ الولايات المتّحدة "لم ترصد حتى الآن أيّ أعمال تشكّل إبادة جماعية" في الحرب التي تخوضها "
إسرائيل" ضدّ حركة حماس.
والجمعة، قدمت جنوب أفريقيا طلبا لرفع دعوى ضد إسرائيل أمام العدل الدولية، على خلفية تورطها في "أعمال إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين بقطاع غزة.
وطلبت من المحكمة مناقشة الأمر في الأيام المقبلة، وإصدار أمر قضائي مؤقت ضد "إسرائيل" يدعو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وبحسب الالتماس، فإن هذه الخطوة ضرورية لحماية الفلسطينيين من مزيد من الضرر الذي لا يمكن إصلاحه.
وطالبت الدعوى أيضا بأن تأمر المحكمة "إسرائيل" بالسماح للفلسطينيين الذين أُخرجوا من منازلهم في قطاع غزة بالعودة إليها، والتوقف عن حرمانهم من الغذاء والماء والمساعدات الإنسانية، وضمان عدم قيام الإسرائيليين بالتحريض على الإبادة الجماعية، ومعاقبة من يقومون بذلك، والسماح بإجراء تحقيق مستقل في تصرفاتها.
والطلب المؤلف من 84 صفحة، ينص على أن "الأفعال والتقصيرات التي قامت بها دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي اشتكت منها جنوب أفريقيا، هي إبادة جماعية في طابعها؛ لأنها تهدف إلى تدمير جزء كبير من المجموعة الوطنية والعنصرية والإثنية الفلسطينية"، في انتهاك لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لسنة 1948.
وقالت محكمة العدل الدولية، الأربعاء، إنها ستعقد جلسات علنية في الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا على "إسرائيل" بشأن حرب غزة يومي 11 و12 كانون الثاني/ يناير.
ويصعّد جيش الاحتلال حربه على غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مخلفا حتى الأربعاء 22 ألفا و313 شهيدا و57 ألفا و296 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة.