سياسة عربية

"الأونروا" لم تسلم المساعدات الطبية لمستشفيات غزة رغم انهيار القطاع الصحي

المساعدات التي وصلت حتى الآن لا تسد الحاجة الماسة للإغاثة في القطاع- الأناضول
رغم الحاجة الماسة وعمق الأزمة التي تضرب المنظومة الصحية في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 20 يوما، والذي تسببت بانهيارها، لم تصل المساعدات الطبية الشحيحة جدا التي دخلت القطاع خلال الأيام الماضية إلى مستشفيات وزارة الصحة. 

وتصاعدت التحذيرات الأممية والفلسطينية من التداعيات الخطيرة لانهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة جراء تصاعد واستمرار والعدوان والحصار الإسرائيلي، حيث تمنع "إسرائيل" إدخال المواد الأساسية لضمان عمل المستشفيات والمراكز الصحية التي تقدم خدماتها لأكثر من 2 مليون مواطن تعصف بهم معاناة كبيرة ومركبة جراء الصواريخ التي تضربهم بكثافة، ما تسبب بأعداد كبيرة من الشهداء والجرحى والنازحين. 


وتضرب أزمات عديدة المنظومة الصحية في قطاع غزة، والتي فاقمتها الحرب الإسرائيلية، وعلى رأسها النقص الشديد للأدوية وفقدان الوقود لتوفير الكهرباء، حيث تنذر هذه الأزمات التي وصلت لدرجة غير مسبوقة بتوقف الخدمات الصحية، بالتزامن مع مواصلة ارتكاب الاحتلال لعشرات المجازر بحق المواطنين الفلسطينيين يوميا؛ وما ينتج عنها من حاجة كبيرة لإنقاذ الجرحى ممن يحتاجون لرعاية ومتابعة صحية مستمرة. 

وعن طبيعة المساعدات الطبية الضئيلة جدا التي دخلت القطاع خلال الأيام الماضية، كشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة بغزة، أشرف القدرة،  أن "المساعدات الطبية التي دخلت القطاع رغم محدوديتها وهشاشة ما فيها بحسب ما وصلنا، إلا أنها لم تصل حتى اللحظة إلى مستشفيات القطاع". 

وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21": "حتى إن وصلت بالشكل المعتاد، فهي لن تغير أي شيء في الواقع الصحي الصعب في القطاع"، لافتا أن "الذي يحدث التغيير في الواقع الصحي ويمكن الطواقم الطبية من إعادة وظائفها فيما يتعلق بخدماتها الصحية المقدمة للجرحى والمرضى، هو إدخال الاحتياجات الدوائية الطارئة وفق احتياجات وزارة الصحة كما سبق وأن سلمت به قائمة للمنظمات الدولية في أول يوم لهذا العدوان، وذلك بالتوازي مع إدخال الوقود لصالح مستشفيات قطاع غزة". 

وأوضح القدرة، أن "الطريقة المتبعة في إدخال المساعدات الطبية إلى قطاع غزة، من الواضح أن يد القاتل الإسرائيلي هي التي تتحكم فيها، ويعتبرها جزءا من أداة القتل الجماعي لشعبنا الفلسطيني". 

وعن عدد الشاحنات التي دخلت القطاع من الجانب المصري، أوضح مسؤول الإعلام في معبر رفح البري بين مصر وفلسطين المحتلة، وائل أبو محسن، في تصريح محدث لـ"عربي21"، أن "62 شاحنة دخلت خلال الأيام الأربعة الماضية إلى قطاع غزة، وهي تحتوي على أغذية ومياه وأدوية"، ولا تحتوي على كميات من الوقود. 

ونبه إلى أن "شاحنات المساعدات القادمة عبر مصر لا تدخل إلى القطاع مباشرة، بل تخضع للتفتيش الإسرائيلي في معبر "كرم أبو سالم". 

وعن آلية استلام وتسليم تلك المساعدات، أوضح مسؤول الإعلام في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بغزة، رائد النمس، أن شاحنات المساعدات يتم استلامها بمشاركة "الأونروا" من الهلال الأحمر المصري من داخل معبر رفح، ومن ثم تقوم وكالة الغوث بنقلها إلى مخازنها. 

وعن أسباب عدم وصول الكميات الضئيلة جدا من المساعدات الطبية لوزارة الصحة، قال النمس لـ"عربي21": "هذا الأمر لدى وكالة الغوث، علما أن المساعدات التي دخلت شحيحة جدا، وكل ما دخل لا يكفي مستشفى واحد، ونحن بدورنا سلمنا كل ما وصل إلى "الأونروا"، وعلى عاتقها يقع مسؤولية توزيع المساعدات، علما أن بعض المؤسسات، مثل منظمة الصحة العالمية واليونيسف والهلال الأحمر القطري، لها جزء من هذه المساعدات". 

جدير بالذكر، أن "الأونروا" أوقفت عملياتها في شمال القطاع وفي مدينة غزة استجابة لتهديدات الاحتلال، وتركت العشرات من مراكز الإيواء التي تضم مئات الآلاف من النازحين دون رعاية أو حتى ضمان تقديم الاحتياجات الأساسية لهم. 


ولأجل الوقوف على السبب التي يقف خلف عدم تسليم المساعدات الطبية الهشة التي وصلت القطاع للمستشفيات، حاول مراسل "عربي21" التوصل مع المتحدث الرسمي باسم وكالة الغوث عدنان أبو حسنة، لكنه لم يرد على الاتصال. 

ويشهد القطاع الذي يمتد على مساحة 360 كلم مربع، بطول 41 كلم، وعرض يتراوح بين 6 إلى 12 كلم، ترديا صعبا في مجمل الأوضاع الحياتية؛ وخلال الأيام والليالي الماضية الـ17، واصلت طائرات الاحتلال استهداف مختلف مناطق القطاع عبر تدمير ممنهج لمنازل المواطنين بشكل مكثف ومتزامن.

وكذلك استهداف الأطقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف وأطقم ومقرات الدفاع المدني والمساجد والصحفيين والمخابر والأسواق، وتدمير الطرق وشبكات المياه والاتصالات وانقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة في القطاع بالتزامن مع غياب شبه تام للكهرباء، في سلوك يتنافى مع كافة القوانين والأعراف الدولية. 

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، ارتفاع عدد الشهداء لأكثر ارتفاع عدد الشهداء إلى 6546 شهيدا؛ بينهم 2704 طفلا و1584 سيدة، والجرحى لأكثر من 17439 إصابة بجروح مختلفة، مؤكدة أن جرائم الاحتلال أدت إلى إبادة عائلات فلسطينية بأكملها وارتكاب أكثر من 688 مجزرة. 

وفجر السبت تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، بدء عملية عسكرية أطلقت عليها "طوفان الأقصى" بمشاركة فصائل فلسطينية أخرى، ردا على اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، لاسيما المسجد الأقصى.

وبدأت العملية الفلسطينية ضد الاحتلال عبر "ضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو"، قبل أن تقتحم مجموعات كبيرة من المقاومين المواقع العسكرية والمستوطنات.