جدد طيران
الاحتلال الإسرائيلي قصف معبر
رفح الواصل بين مصر وقطاع
غزة، لليوم الثاني على التوالي، ما أدى إلى قطع الطريق
بين الجانبين وتوقف العمل في المنفذ الحدودي الوحيد بين سكان غزة والعالم الخارجي.
يأتي استمرار قصف المعبر الحدودي بعيد
دعوة جيش الاحتلال لسكان قطاع غزة إلى الفرار باتجاه مصر مع استمرار الحشد العسكري
على تخوم القطاع المحاصر تمهيدا لاجتياح بري محتمل مع استمرار القصف الإسرائيلي
دون توقف على الأحياء والمدن بشكل مكثف وقطع جميع الخدمات.
وذكرت قناة 12 العبرية، الثلاثاء، أن
الاحتلال الإسرائيلي هدد مصر بضرب أي شاحنات تحمل مساعدات وبضائع تحاول الوصول إلى
قطاع غزة، ولم يصدر أي تعليق مصري رسمي على تلك التهديدات حتى الآن.
إزاء هذا التصعيد الإسرائيلي الكبير
ومحاولة إزالة معبر رفح حذرت مصر من فكرة الوطن البديل وتفريغ قطاع غزة من السكان
باتجاه مدن شمال
سيناء مثل رفح والشيخ زويد، وتأكيد القاهرة على أن سيادة مصر ليست
مستباحة.
تحذيرات مصرية غير معتادة
وحذرت مصادر مصرية رفيعة المستوى،
الإثنين، من دفع الفلسطينيين العزل تجاه الحدود المصرية وتغذية بعض الأطراف لدعوات
بالنزوح الجماعي، مشيرة إلى أن مصر لم تتوان منذ تفاقم الأوضاع وكثفت اتصالاتها
بالأطراف الدولية لوقف التصعيد وحقن دماء الفلسطينيين.
وحذرت المصادر المصرية في تصريحات نقلتها
قناة القاهرة الإخبارية، المحسوبة على السلطات المصرية، من خطورة الموقف
وتداعياته على ثوابت القضية الفلسطينية، معتبرة أن دعوات النزوح كفيلة بتفريغ قطاع
غزة من سكانه وتصفية القضية الفلسطينية ذاتها.
وردا على محاولة الدفع بسكان غزة تجاه مصر
وإزالة معبر رفح الحدودي لتهيئة الأجواء أمام الراغبين في الفرار، شددت المصادر
المصرية في تصريحات نادرة على أن السيادة المصرية ليست مستباحة وسلطة الاحتلال
مسؤولة عن إيجاد ممرات إنسانية لنجدة شعب غزة.
ينذر هذا التوجه الإسرائيلي، بحسب
مراقبين، بتوسيع دائرة الصراع، وتحويل الوسيط المصري إلى طرف في الصراع مع دولة
الاحتلال في ظل رفض مصري قاطع لمحاولة تفريغ قطاع غزة ومحاولة استعادة دورها
التاريخي في الملف الفلسطيني.
إسرائيلي بدعم أمريكي
علق رئيس حزب الجيل المصري، ناجي الشهابي،
بالقول إن "ما يحدث هو محاولات إسرائيلية أمريكية مستمرة من أجل جعل جزء من
سيناء وطنا بديلا للفلسطينيين وتحديدا سكان قطاع غزة وهذا مرفوض شكلا وموضوعا؛ لأن
مصر لن تفرط في حبة رمل من أراضيها ولن تساهم في التفريط في حقوق الفلسطينيين، ولن
تلقى مثل تلك المحاولات وإن كانت مدعومة من واشنطن أي نجاح، ولم تنجح كل المحاولات
السابقة في اختراق مثل هذه الثوابت ومن حق الشعب الفلسطيني تقرير مصيره".
وأكد في حديثه لـ"عربي21" أن
"مصر لن تكون طرفا في الصراع وستحافظ على دورها التاريخي في الدفاع عن القضية
الفلسطينية، ومن حق الشعب الفلسطيني الذي يقاتل ويدافع عن أرضه أن يحصل على حقوقه
كاملة وفق القوانين والمواثيق الدولية، ومصر لا تتوانى عن دعم هذا الحق المشروع من
خلال كل القنوات المشروعة؛ لأنها قضية أمن قومي مصري".
ووصف الشهابي "مثل تلك التصريحات
والتصرفات بأنها محاولات صهيونية وأحلام "نتنياهوية" ويجب أن نفرق بين
أن تصبح سيناء وطنا بديلا وبين استعداد مصر الدائم والتزامها التاريخي تجاه مساعدة
الشعب الفلسطيني بكل الوسائل المتاحة وتقديم يد العون وفتح المعبر للمرضى والجرحى
والمسافرين والعائدين، هذا أمر لا غبار عليه ولا جدال فيه".
تصريحات للداخل ومخطط قديم متجدد
استبعد وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي في
مجلس الشورى السابق، أن "تتورط مصر في أي صراع والهدف من قصف معبر رفح
الحدودي المقصود به ليس تهيئة الأجواء أمام سكان غزة للفرار من خلاله إلى شمال
سيناء بقدر ما هو مقصود به صد أي محاولات للإغاثة أو توفير أي نوع من المساعدات
لقطاع غزة من الجانب المصري".
ورأى في حديثه لـ"عربي21": أن
"الفرار الجماعي يمكن أن يتم من أي نقطة على طول الحدود المصرية، أما فكرة
تهجير سكان غزة إلى سيناء هي فكرة قديمة متجددة يدفع بها الإسرائيليون وحلفاؤهم
منذ فترة بعيدة حتى قبل مجيء هذا النظام، وتحذير السلطات المصرية بأن أرضها ليست مستباحة
هو إعلان المقصود به الرأي العام المصري أكثر من أي أحد آخر".
واستدرك: "لأن هذا يتم في الغرف
المغلقة وأدوات وقنوات الاتصال المتاحة بين الجانب المصري والجانب الإسرائيلي
وكذلك بين الجانب المصري وحلفاء إسرائيل سواء كانت الولايات المتحدة أو الاتحاد
الأوروبي، لذلك أرى أن هذا الخطاب أو التصريحات موجهة للجمهور المصري أكثر منه
تهديد أو وعيد، للجانب الإسرائيلي".
مشيرا إلى أن "العلاقة بين القاهرة
وتل أبيب جيدة والهدف هو تهدئة الرأي العام المصري مع إثارة فكرة التهجير، وإذا
تمت سوف تتم بموافقة مصر وهذا ما لا نتمناه، وأعتقد أنه ليس في الأفق الآن حتى لو
كان هذا ما تتمناه إسرائيل".
اجتماع عربي بالقاهرة لبحث العدوان
وعلى صعيد متصل، يعقد وزراء الخارجية
العرب اجتماعا بجامعة الدول العربية غدا الأربعاء لبحث سبل التحرك السياسي على
المستويين العربي والدولي لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة بناء على طلب السلطة
الفلسطينية.
وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس،
حمل "إسرائيل" مسؤولية قطع الإمدادات الحيوية عن غزة من ماء وكهرباء
ومواد غذائية، وفقا لوكالة "وفا".
ودعا عباس المجتمع الدولي إلى التدخل
الفوري وإلزام "إسرائيل" بمسؤولياتها والتزاماتها القانونية تجاه الشعب
المحتل، وتحمل مسؤولياته أيضا تجاه توفير الإغاثة الفورية.