حقوق وحريات

احتجاجات السويداء.. بشار الأسد في مرمى الانتقادات (شاهد)

انتقلت عدوى الاحتجاجات من قلب محافظة السويداء، إلى عدد من المناطق السورية الأخرى- فيسبوك
يجتاح محافظة السويداء في جنوب سوريا، مظاهرات احتجاجية منذ منتصف أب/ أغسطس الماضي، رفضا للارتفاع الكبير في كلفة العيش، خاصة بعد رفع الدعم الحكومي عن المحروقات.

وانتقلت عدوى الاحتجاجات من قلب محافظة السويداء، إلى عدد من المناطق السورية الأخرى، رافعين جُملة من الشعارات، من قبيل "يسقط الخائن بشار الأسد"، و"ارحل، نريد أن نعيش" و"السكوت اليوم يعني استمرار الطاغية". فيما لم يصدر عن السلطات الرسمية أي رد رسمي على هذه المظاهرات، إلى حدود هذا الوقت.

وتعيش سوريا، منذ سنوات، على إيقاع أزمة اقتصادية توصف بـ"الخانقة"، تخلّلها زلزال عنيف في شباط/ فبراير الماضي، ناهيك عن العقوبات الاقتصادية المفروضة من الدول الغربية، حيث فقدت العملة المحلية بسبب ذلك أكثر من 99 في المئة من قيمتها.

وفي الوقت الذي تشير فيه الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 90 بالمئة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر؛ تقول دمشق، إن العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، من بين أهم الأسباب المؤدية للتدهور المستمر في اقتصادها،


وفي هذا السياق، قال الباحث في الفلسفة السياسية في جامعة باريس، رامي الخليفة العلي لـ"فرانس24"، إن "الأزمة الاقتصادية في سوريا بلغت مداها؛ حتى أن بعضا من المنتمين للطائفة العلوية التي ينحدر منها بشار الأسد تحركوا في منطقة الساحل للمطالبة بتحسين الوضع الاقتصادي المتدهور".

وأضاف الخليفة، في تصريح صحفي: "هناك إدراك من شق واسع من السوريين بأن تردي الأوضاع الاقتصادية يعود إلى حالة الجمود السياسي. حيث أن المتظاهرين في السويداء، حيث القبضة الأمنية أقل من باقي المناطق، رفعوا مطالب بتطبيق القرار الأممي 2254 الذي ينص على انتقال سياسي وتأسيس نظام جديد".



من جانبه، أكد رئيس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، مازن درويش، أن "الوضع السوري ليس محكوما فقط بعوامل داخلية، بل إن السوريون باتوا يعلمون جيدا أن العامل الخارجي يؤثر في البلاد، وهو ما جعل مظاهرات السويداء أكثر نضجا في رسائلها السياسية على الرغم من قوتها. هناك حساسية أكبر لدى المتظاهرين في التعامل مع التوازنات المحلية والخارجية".



ويوضح درويش بأن "أعداد المتظاهرين الجمعة بساحة الكرامة في السويداء أكثر من سابقاتها، حيث اعتقد البعض أن الحركة المطلبية السياسية والاقتصادية في سوريا قد انتهت بعد اتفاقات خفض التصعيد في 2018".

تجدر الإشارة، إلى أن قوات النظام السوري، لم تلجأ، إلى حد اللحظة، إلى "قمع" المتظاهرين على الرغم من هجومهم العلني على رموز السلطة، إذ أغلق المحتجون مكاتب حزب البعث ومزقوا صور الرئيس السوري.