قالت وكالة
بلومبيرغ، إن
دول الخليج الغنية بالنفط، تسعى للاستفادة من ثرواتها من أجل تعميق
العلاقات مع
الصين، وذلك في ظل القلق بخصوص مُستقبل شراكتها الأمنية مع الولايات المتحدة.
وبحسب تقرير للوكالة، فإن "التبادلات الاقتصادية بين ثاني أكبر اقتصاد في العالم ودول مثل السعودية والإمارات، تسارعت مُباشرة بعد مشاركة الرئيس الصيني، شي جين بينغ، في القمة الصينية-الخليجية الأولى في الرياض، لتتجاوز بذلك مشتريات النفط الخام التي كانت بكين مهيمنة عليه لسنوات طويلة".
وأضاف المصدر نفسه، في تقرير نُشر يوم الأحد، أنه من بين الصفقات التي يمكنها توثيق العلاقات الصينية الخليجية في الأشهر المقبلة، هي ما يتعلق بالطرح العام الأولي في شنغهاي، الذي يُخطط له عملاق البذور الصيني، مجموعة "سينغينتا"، بقيمة 9 مليارات دولار.
وبحسب الوكالة، عملت مجموعة "سينغينتا" الصينية، على مُناقشات مع الصناديق السيادية في الشرق الأوسط بما في ذلك هيئة أبوظبي للاستثمار وصندوق الاستثمار العام السعودي، من أجل خلق إمكانية أن يصبحوا مستثمرين أساسيين.
إلى ذلك، أشارت الوكالة إلى أن عمليات الاستحواذ والاستثمارات من جانب الشركات الخليجية في الصين، ارتفعت بأكثر من 1000 في المئة إلى 5.3 مليار دولار سنويا، مردفة أن صندوق الثروة السيادية في أبو ظبي يكثف عملياته في الصين للبحث عن استثمارات جديدة.
وفي السياق نفسه، أوضحت الوكالة، خلال مقالها، أن دبي شهدت زيادة بنسبة 24 في المئة في عدد الشركات الصينية التي أقيمت في المنطقة الحرة؛ وبحسب المسؤولون في الرياض، فإن الصين باتت تُعتبر شريكا لا غنى عنه في رؤية 2030، وهي خطة التحول الاقتصادي والاجتماعي لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، التي تبلغ قيمتها عدة تريليونات من الدولارات.
أما بخصوص الجانب السياسي من العلاقات الصينية الخليجية، أضافت "
بلومبرغ" أنه في قمة كانون الأول / ديسمبر، عرض شي التوسط في محادثات بين إيران والسعودية، مما أدى إلى اتفاق تاريخي لإعادة العلاقات بين "الخصمين" في آذار / مارس.
كذلك، كشفت الوكالة، أنه في الوقت الذي تُعتبر فيه الولايات المتحدة شريكا عسكريا لدول الخليج، حذّر قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال مايكل كوريلا، في شهادة للكونغرس، من الجهود الصينية لتقويض ذلك، مشيرًا إلى قفزة في مبيعات بكين التجارية والعسكرية إلى المنطقة.
غير أن مسؤولون خليجيون، وفقا للمصدر ذاته، أكّدوا أن تحركاتهم تجاه الصين لا تهدف إلى استبدال واشنطن ببكين كشريك رئيسي لهم؛ فيما قال مسؤولون أميركيون، خلال لقاء بمدينة جدة مع ولي العهد، محمد بن سلمان، في الفترة الماضية، إنهم يرحبون بالوساطة الصينية في الشرق الأوسط.