شهد
العام الماضي عملية إعادة اصطفاف كبيرة في منطقة الشرق الأوسط، فقد استأنفت حكومة
رجب طيب أردوغان التركية، والتي طرحت نفسها على مدى العقد الماضي على أنها مدافع
رئيس عن النضال
الفلسطيني ضد الاستعمار، صداقة تركيا طويلة الأمد مع
إسرائيل في آب/
أغسطس الماضي. وقد سعت أنقرة إلى تحسين العلاقات مع الحكومتين السورية والمصرية،
وبدأت التضييق على مجموعات المعارضة السورية والمصرية التي دعمتها خلال الانتفاضات
العربية عام 2011 وبعدها واستضافت منفييها في تركيا. وقد بدأ القلق أيضا يراود
حركة حماس، التي تلقت دعما دبلوماسيا كبيرا من تركيا في العقد الماضي بشأن التقارب
التركي مع إسرائيل، لا سيما وأن المخابرات التركية قد بدأت في تقييد أنشطة المنظمة
المقاوِمة.
وفي
غضون ذلك، تتواصل العلاقات السرية بين الحكومة السعودية وإسرائيل، والتي لم تخرج
إلى العلن بعد، بحسب التسريبات الصحفية حول إمكانية إقامة علاقات دبلوماسية رسمية بين
الطرفين، إذا تمت تلبية مطالب سعودية معينة (بما في ذلك تزويد الولايات المتحدة
السعوديين بالتكنولوجيا النووية، وتزويدهم كذلك بمقاتلات من طراز إف-35).
وشرعت الحكومات العربية، التي أعلنت الحرب على الحكومة السورية منذ 2011،
باستئناف العلاقات مع دمشق، بدءا من الإمارات العربية المتحدة في عام 2018
وانتهاءً بالسعودية والجامعة العربية ككل في الأسابيع القليلة الماضية. وفي الآونة
الأخيرة، توسطت الصين في استئناف العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران، وتبع
ذلك ذوبان الجليد في العلاقات بين طهران والدول العربية الأخرى الموالية للسعودية،
بما في ذلك مصر والأردن. وبعض هذه الدول هي نفسها التي شنت حملة طائفية مناهضة
للشيعة منذ عام 2004 استهدفت فيها إيران وسوريا والعراق والمجتمعات الشيعية في
جميع أنحاء العالم العربي.
وحتى
تعنت الولايات المتحدة بشأن المفاوضات النووية مع إيران قد انتهى باستئناف
المحادثات بينهما وتخفيف العقوبات الأمريكية مؤخرا. أما جماعات الضغط الإسرائيلية
في واشنطن العاصمة، فقد أعربت عن قلقها من أن بعض هذه التطورات قد يشير إلى تضاؤل السطوة
الأمريكية على المنطقة، على الرغم من أنه ليس من الواضح من أن التقارب مع إيران
يتعارض مع المصالح الأمريكية.
يتواصل جزء كبير من عملية إعادة الاصطفاف هذه في سياق حرب شاملة أعلنتها الحكومة الإسرائيلية الجديدة، الملتزمة بالتفوق العرقي اليهودي أكثر من سابقاتها، على الشعب الفلسطيني. وفي سياق الاجتياحات العسكرية الإسرائيلية اليومية لمدن وبلدات الضفة الغربية، والمذابح المنتظمة من قبل المستوطنين اليهود الإسرائيليين ضد السكان المدنيين الفلسطينيين، وتحت نيران الغارات الإسرائيلية المستمرة على غزة، ناهيك عن الغارات المستمرة على سوريا، وانتهاكات الأجواء اللبنانية
وقد
كان روبرت ساتلوف، مدير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الذراع البحثية للوبي
الإسرائيلي، قد أعدّ تقريرا يعبر فيه عن مخاوفه التي لا تتعلق بالضرورة بالتقارب
السعودي مع إيران، بل بدور الصين في التوسط فيها. وكان ساتلوف قد نشر تقريره مباشرة
قبيل حضوره احتفالات الزفاف الفاخرة لولي العهد الأردني بدعوة رسمية من القصر الملكي
قبل بضعة أسابيع. وغالبا ما يُمنح ساتلوف، وهو صديق قديم للعائلة المالكة في
الأردن، مقابلات حصرية معها. ولم ينتقد ساتلوف الدفء حديث العهد في العلاقات بين
الأردن وإيران، بل إنه قد دافع عن احتفالات الزفاف الفخمة ضد مَن وصفوها بأنها
تكتيك قام به القصر لصرف النظر عن متاعب المملكة.
ويتواصل
جزء كبير من عملية إعادة الاصطفاف هذه في سياق حرب شاملة أعلنتها الحكومة
الإسرائيلية الجديدة، الملتزمة بالتفوق العرقي اليهودي أكثر من سابقاتها، على
الشعب الفلسطيني. وفي سياق الاجتياحات العسكرية الإسرائيلية اليومية لمدن وبلدات
الضفة الغربية، والمذابح المنتظمة من قبل المستوطنين اليهود الإسرائيليين ضد
السكان المدنيين الفلسطينيين، وتحت نيران الغارات الإسرائيلية المستمرة على غزة،
ناهيك عن الغارات المستمرة على سوريا، وانتهاكات الأجواء اللبنانية والتهديدات لجماعة
المقاومة اللبنانية البارزة "حزب الله"، تُعتبر إعادة الاصطفاف الأخيرة
تطوراً مقلقاً لأولئك الذين يقاومون الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي وسياساته العدوانية
التوسعية.
وقد
شهدت الأسابيع الأخيرة تطورات ملحوظة فيما يتعلق بحركات المقاومة الفلسطينية. فقد استضاف
السعوديون وفودا من السلطة الفلسطينية وكذلك من منظمة حماس (التي اعتقل السعوديون
بعض أعضائها واحتجزوهم لمدة ثلاث سنوات لكنهم أطلقوا سراحهم قبل بضعة أشهر) لإجراء
محادثات، بينما استدعى المصريون الحركتين الفلسطينيتين الرئيستين في غزة، حماس
والجهاد الإسلامي، لإجراء محادثات في القاهرة. وهدفت محادثات القاهرة إلى مطالبة المقاومة
الفلسطينية بالتهدئة في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل والتوسط في "وقف
إطلاق نار طويل الأمد" مع إسرائيل. كما زار قادة حماس والجهاد الإسلامي أيضا إيران
مؤخرا. بالإضافة إلى ذلك، يناقش الإسرائيليون ومصر أيضا إمكانية السماح للسلطة
الفلسطينية بتطوير حقول الغاز قبالة شواطئ غزة كإغراء محتمل للمقاومة الفلسطينية.
وفي
غضون ذلك، ألقت السلطات الأردنية القبض على أربعة من أعضاء حماس بتهمة نقل أسلحة
للفلسطينيين المقاومين تحت الاحتلال (يتساءل المرء إن كان سيتم القبض عليهم لو
كانوا يهربون أسلحة إلى أوكرانيا؟)، وقد أمرت السلطات المصرية وفودا من حماس كانت
قد سمحت لها بالسفر إلى الخارج، بالعودة فورا في أقل من يومين كحد أقصى عبر مصر
إلى غزة أو سيتم منعهم من العودة.
وفي
السنوات الماضية، فشلت المحاولات الغربية والعربية المستمرة لخنق لبنان اقتصاديا كأداة
ضغط على حزب الله فشلاً ذريعاً. ومع ذلك، لكن بخلاف حزب الله، الذي تفوق قوته
العسكرية والسياسية إلى حد بعيد قوة حركتي المقاومة الفلسطينية المحاصرة والأضعف
في غزة والضفة الغربية، يمكن ممارسة الكثير من الضغوطات بشكل منتظم على
الفلسطينيين من قبل الأنظمة العربية الصديقة لإسرائيل (والقائمة تشمل بالطبع معظم
الأنظمة العربية). ومع ذلك، فإن الجهود الحثيثة للضغط على المقاومة
الفلسطينية اقتصاديا في غزة مُنيت أيضا بفشل كبير. فبعد أكثر من 15 عاما من الحصار
الإسرائيلي، المدعوم بالكامل من الغرب والأنظمة العربية، لم تضعف المقاومة، بل
أصبحت أكثر استعدادا لاستخدام قوتها في مقاومة المحتل.
ما انعكاسات ذلك كله على قوى المقاومة ضد إسرائيل في لبنان وفلسطين؟ وهل يمكن أن يكون التطبيع الأخير للعلاقات مع إيران وسوريا شكلاً من أشكال الاحتواء الذي من المرجح أن يؤدي إلى تقليص دعمهما الرئيس والمهم لحركات المقاومة المعادية لإسرائيل، لصالح إعادة اندماجهما سياسيا واقتصاديا في المنطقة، وهو ما سيخفف بدوره الضغط عن الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي؟ نعم، فهنالك مؤشرات على أن هذا بالضبط ما يتم التخطيط له
ولكن،
ما انعكاسات ذلك كله على قوى المقاومة ضد إسرائيل في لبنان وفلسطين؟ وهل يمكن أن
يكون التطبيع الأخير للعلاقات مع إيران وسوريا شكلاً من أشكال الاحتواء الذي من
المرجح أن يؤدي إلى تقليص دعمهما الرئيس والمهم لحركات المقاومة المعادية لإسرائيل،
لصالح إعادة اندماجهما سياسيا واقتصاديا في المنطقة، وهو ما سيخفف بدوره الضغط عن
الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي؟ نعم، فهنالك مؤشرات على أن هذا بالضبط ما يتم التخطيط
له. فكمقابل لاستئناف العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات، امتنع السوريون، على
سبيل المثال، عن انتقاد التطبيع الإماراتي والعلاقات الدافئة مع إسرائيل منذ 2020.
فهل سيفعل السوريون والإيرانيون الشيء نفسه في مواجهة التطبيع السعودي الإسرائيلي
المحتمل؟
بما
أن جميع الدول التي في طور المصالحة مع سوريا وإيران ترتبط أيضا بعلاقات وثيقة مع
إسرائيل، فهل يمكن أن يكون أحد الأهداف الرئيسة لإعادة دمج البلدين في المنطقة هو
تقليل الدعم للمقاومة المعادية لإسرائيل وتوسيع وتيرة التطبيع مع المستعمرة
الاستيطانية اليهودية؟ هذه أسئلة تخطر على بال العديد من أنصار المقاومة في العالم
العربي، كما تشهد على ذلك أخيرا عدة مقالات عن "المصالحة" نشرت في ملحق
صحيفة "الأخبار" اللبنانية المؤيدة للمقاومة.
غالبا
ما وجد الثوار ضد الاضطهاد، الإقطاعي منه، والرأسمالي، والاستعماري، والإمبريالي،
أملا متجددا في نجاح نضالاتهم عندما انتصرت ثورات ضد اضطهاد مماثل في بلدان أخرى، ورأى
الثوار أن التزام الحكومات الثورية الجديدة بالتضامن مع المظلومين في جميع أنحاء
العالم على أنه بشير خير. وقد كانت هذه الآمال مبررة تاريخيا نتيجة المقدار الهائل
من المساعدات والدعم التي قدمتها الدول الثورية لأولئك المضطهدين في بلدان كانت لم
تزل ترزح تحت نير الظلم.
فقد قدم الاتحاد
السوفييتي المساعدات إلى المناضلين المناهضين للاستعمار والعنصرية حول العالم بعد
فترة وجيزة من انتصار الثورة الروسية في عام 1917، لا سيما عن طريق منظمة الأممية
الشيوعية (كومنترن) وغيرها من منظمات التضامن والمؤسسات التعليمية التي أنشأها.
كما شرع الثوار الصينيون في تقديم دعم مماثل بعد انتصار ثورتهم عام 1949، كما فعل
الكوبيون بعد ثورة 1959 والجزائريون بعد تحريرهم عام 1962. وقد دعم الكوبيون
والجزائريون الثوار الأفارقة والفلسطينيين المناهضين للاستعمار، بالإضافة إلى دعمهم
للثوار في الأمريكتين. وقد كان ولا يزال دعمهما مسألة مبدأ.
لكن ما لم يتوقعه
الثوار الذين اعتمدوا على مثل هذا الدعم هو أن الدول الثورية الجديدة لديها
التزامات أخرى أيضا، لا تتماشى جميعها بالضرورة مع التزامات الثوار. فقد دفعت
المصالح الجيوسياسية للدول الثورية الجديدة فلاديمير لينين، على سبيل المثال، إلى
التحالف في عشرينيات القرن الماضي مع الكماليين في تركيا ومع القوميين في الصين
بدلاً من الشيوعيين في كلا البلدين. لكن الدعم الكبير الذي قدمه السوفييت للجماعات
المناهضة للاستعمار في أفريقيا وآسيا في عشرينيات وأوائل ثلاثينيات القرن الماضي
ضد الاستعمار البريطاني والفرنسي، ودعم الأمريكيين الأفارقة ضد نظام الفصل العنصري
والعنصرية في الولايات المتحدة، سيتخذ منعطفا غير محبذ لدى هؤلاء المناهضين
للاستعمار والعنصرية ولدى حلفائهم في أوائل الثلاثينيات.
فمع اشتداد
التهديد النازي، دعت منظمة الأممية الشيوعية ومقرها في الاتحاد السوفييتي، إلى التحالف
مع الليبراليين والاشتراكيين في البلدان الأوروبية الإمبريالية كجزء من "جبهة
شعبية" ضد النازيين. وقد دفع هذ التحول بالعديد من الثوار إلى الاستقالة من
عضوية منظمة الأممية الشيوعية واليأس من الدعم السوفييتي. وقد جادل كثيرون، مثل
الناشط الكاريبي الأفريقي جورج بادمور، بأن بريطانيا وفرنسا هما الدولتان اللتان
تستعمران وتضطهدان الأفارقة وليس ألمانيا، ومع ذلك كان السوفييت يطالبون مناهضي
الاستعمار بالاتحاد مع مضطهديهم الاستعماريين ضد ألمانيا النازية، التي لم تكن
لديها مستعمرات في أي مكان (كانت ألمانيا قد فقدت مستعمراتها بعد هزيمتها في الحرب
العالمية الأولى).
وفيما يتعلق بقضية
العرقية، فقد عارض الكاتب الأمريكي من أصل أفريقي ريتشارد رايت دعوة الحزب الشيوعي
الأمريكي الموالي للاتحاد السوفييتي للأمريكيين الأفارقة للقتال ضد النازيين على
أنها دعوة للقتال في "حرب الرجل الأبيض". وقد انقلب الكثيرون، مثل رايت
وبادمور، ضد السوفييت وغادروا أو فُصلوا من عضوية الأحزاب الشيوعية.
استأنف السوفييت
دعمهم لمناهضي الاستعمار بعد الحرب العالمية الثانية، لكن دعمهم كان خاضعا دوما
لمصالح الدولة السوفييتية، لا سيما العلاقة السوفييتية مع الولايات المتحدة والحرب
الباردة المندلعة آنذاك. وقد تدفق الدعم السوفييتي للثوار في الفترات التي ازدادت
خلالها المواجهات مع الولايات المتحدة بسبب دعم الولايات المتحدة للأنظمة
الاستعمارية وأنظمة تفوّق العرق الأبيض في جميع أنحاء العالم، وتراجع في الفترات
التي خفتت فيها المواجهات، لسوء حظ مناهضي الاستعمار.
لكن لا يعني ذلك أنه
سيتم احتواء إيران، الداعم الرئيس للمقاومة ضد إسرائيل، بسهولة من خلال تخفيف
العقوبات الأمريكية والإقليمية وترجيح مصالح دولتها.
ولكن من الناحية الجيوستراتيجية، يمكن أن ينخفض دعم إيران بالفعل إذا تمكنت من الحصول على
مكافآت كبيرة على شاكلة إنهاء العقوبات، والإفراج عن الأموال المجمدة، وتقليل
الأنشطة التخريبية الأمريكية والإسرائيلية داخل إيران. أما سوريا فهي أكثر عرضة
للضغوطات نظرا للدمار الذي لحق بها من قبل مجموعات تدعمها وتمولها نفس البلدان
التي ترعى الآن إعادة دمجها.
من المؤكد والطبيعي أن تشغل هذه التطورات المقلقة أذهان واضعي استراتيجيات قوى مجموعات المقاومة المعادية لإسرائيل، خاصة وأن العدوان الإسرائيلي والاستعمار الاستيطاني قد تصاعد بشكل ملموس في الأشهر الأخيرة. لكن الشيء الوحيد الذي لم تأخذه كل هذه التحالفات والاصطفافات في الحسبان هو الوضع الثوري المستمر في الضفة الغربية، ومؤخرا في هضبة الجولان
من المؤكد
والطبيعي أن تشغل هذه التطورات المقلقة أذهان واضعي استراتيجيات قوى مجموعات
المقاومة المعادية لإسرائيل، خاصة وأن العدوان الإسرائيلي والاستعمار الاستيطاني
قد تصاعد بشكل ملموس في الأشهر الأخيرة. لكن الشيء الوحيد الذي لم تأخذه كل هذه
التحالفات والاصطفافات في الحسبان هو الوضع الثوري المستمر في الضفة الغربية،
ومؤخرا في هضبة الجولان، ناهيك عن الطاقات الثورية المتواصلة في غزة والناتجة عن
تكثيف الاستعمار الاستيطاني والعدوان الإسرائيلي.
لقد أظهر حزب الله
وحركات المقاومة الفلسطينية المسلحة استعدادهم للوقوف في وجه إسرائيل في المواجهات
الأخيرة، سواء داخل الضفة الغربية أو على الحدود الإسرائيلية- اللبنانية. أما ما
قام به الجندي المصري الشاب محمد صلاح، الذي أصبح رمزا قوميا عربيا بعد أن أطلق
النار وقتل ثلاثة جنود إسرائيليين وجرح اثنين، فيفشي الكثير عن مواقف القسم الأكبر
من الشعوب العربية تجاه إسرائيل على الرغم من التطبيع الرسمي لحكوماتها.
أما الورقة
الرابحة لحركات المقاومة المعادية لإسرائيل ضد عملية إعادة الاصطفاف المستمرة هذه،
فهي بالتحديد استعداد الشعب المستعمَر والمقهور لمواجهة الظلم الذي يفرضه عليهم
العدوان والاستعمار الإسرائيلي يوميا. إن العدوان الإسرائيلي المتزايد والاستعداد
لمقاومته هو بالضبط ما يبقى بعيدا عن متناول أولئك الذين يخططون لكل هذه التحالفات
والاصطفافات من أجل حماية إسرائيل ومستعمريها.