أكد رئيس النظام السوري بشار الأسد، الخميس، على متانة العلاقة بين دمشق وطهران، في لقائه الختامي مع نظيره
الإيراني إبراهيم
رئيسي، الذي زار
سوريا خلال الأيام الماضية.
وأصدر الجانبان بيانا مشتركا، أكدا فيه على تعزيز العلاقات، فيما قال الأسد إنه وجه بتفعيل كل التفاهمات والمقترحات التي تمت مناقشتها خلال الزيارة، ووضعها موضع التنفيذ، بما يخدم العلاقة بين البلدين والشعبين، وعلى استمرار التنسيق والتشاور في مختلف المجالات.
وأعلن رئيسي أن زيارته إلى سوريا ستشكل "منعطفاً هاماً" على طريق تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، لترقى إلى مستوى التعاون السياسي والعسكري الذي طبع المرحلة الماضية.
وأضاف في كلمة ألقاها أمام منتدى جمع رجال أعمال إيرانيين وسوريين: "لا نعتبر بأي حال من الأحوال أن مستوى النشاط الاقتصادي بين إيران وسوريا يرقى إلى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين، ونعتقد أنه يجب أن تكون هناك قفزة إلى الأمام في العلاقات التجارية بين البلدين".
توقيع 15 وثيقة
ووقّع الجانبان السوري والإيراني، الأربعاء، مذكرة تفاهم لـ"خطة التعاون الاستراتيجي الشامل طويل الأمد"، تشمل مجالات عدة، بينها الزراعة وسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرة.
وقال رئيسي الخميس أمام منتدى رجال الأعمال، إنه جرى توقيع 15 وثيقة تعاون، اتخذ خلالها الطرفان "التدابير اللازمة" من أجل "فتح فصل جديد في العلاقات الاقتصادية" الثنائية.
خلال السنوات الماضية، وقّع البلدان اتفاقات ثنائية في مجالات عدة، أبرزها فتح خط ائتماني لتأمين احتياجات سوريا من النفط، خصوصاً على ضوء العقوبات الدولية وخروج حقول نفط وغاز رئيسية عن سيطرة دمشق.
وتخضع سوريا بسبب مواجهتها الاحتجاجات ضد السلطة في بداية النزاع، وإيران بسبب برنامجها النووي، لعقوبات دولية قاسية، تجعل كلّ التعاملات المالية والتحويلات المصرفية أمراً شبه مستحيل بالنسبة إلى حكومتيهما.
وكان رئيسي استهل لقاءاته الخميس في دمشق باستقباله في مقر إقامته في القصر الرئاسي مجموعة من "قادة الفصائل الفلسطينية"، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا".
وقال رئيسي، وفق المصدر ذاته: "اليوم، أكثر من أي وقت مضى، باتت وحدة وتماسك قوى المقاومة والمنطقة والعالم الإسلامي ضرورية للإسراع بهزيمة النظام الصهيوني".
عودة للجامعة العربية
وجاءت زيارة رئيسي إلى دمشق على وقع تقارب بين الرياض وطهران، اللتين أعلنتا في آذار/ مارس استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة، بينما يسجَّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة، وجمّدت جامعة الدول العربية عضويتها؛ إثر اندلاع النزاع في 2011.
وقال أيمن الصفدي وزير الخارجية الأردني، الجمعة، إن سوريا ستتمكن قريبا من العودة إلى جامعة الدول العربية، لكن هناك العديد من التحديات التي تنتظرها في حل الصراع المستمر منذ أكثر من عقد في البلاد.
وعلقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا في عام 2011؛ بسبب حملة القمع العنيفة التي شنها الرئيس بشار الأسد على انتفاضة تطورت إلى حرب أهلية.
وقال الصفدي إن سوريا لديها ما يكفي من الأصوات بين أعضاء الجامعة البالغ عددهم 22 لاستعادة مقعدها.
وأضاف في تصريحات لمحطة سي.إن.إن: "العودة إلى جامعة (الدول العربية) ستحدث. سيكون ذلك مهما من الناحية الرمزية ولكن... هذه مجرد بداية متواضعة جدا لعملية ستكون طويلة جدا وصعبة، وتنطوي على تحديات؛ نظرا لتعقيدات الأزمة بعد 12 عاما من الصراع".
وفي ترجمة للانفتاح العربي المتسارع، تعقد جامعة الدول العربية الأحد في القاهرة اجتماعين غير عاديين على مستوى وزراء الخارجية، يخصّص أحدهما لمناقشة تطوّرات الأزمة السورية، ومسألة إعادة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة، وفق ما قال دبلوماسي رفيع المستوى لوكالة فرانس برس الخميس.
وعقد مجلس التعاون الخليجي اجتماعاً منتصف نيسان/ أبريل في جدّة، شاركت فيه أيضًا مصر والعراق والأردن؛ للبحث في مسألة عودة سوريا إلى الجامعة العربيّة. وعقب الاجتماع بأيام، زار وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان دمشق، في أول زيارة رسمية سعودية إلى سوريا منذ 12 عاماً.
واستضافت عمّان الاثنين اجتماعاً تشاورياً بمشاركة وزراء خارجية كلّ من سوريا والأردن والسعودية والعراق ومصر، بحث خلاله الوزراء سُبل عودة اللاجئين السوريين من دول الجوار، وبسط الدولة السورية سيطرتها على أراضيها.