صحافة إسرائيلية

تقديرات إسرائيلية تتحدث عن حرب استنزاف تجري على عدة ساحات

آليات للاحتلال في هضبة الجولان المحتلة- أ ف ب أرشيفية
رغم انتهاء شهر رمضان المبارك، لا زالت دولة الاحتلال تواجه واقعا أمنيا جديدا تقود فيه القوى المعادية لها حرب استنزاف متعددة الميادين، وهذا هو التحدي الأمني الجديد لها، خاصة عقب الاتفاق السعودي الإيراني.

إضافة إلى عدم وضوح مصير اتفاق التطبيع مع الرياض، تعزز دولة الاحتلال علاقاتها مع دولتين مسلمتين على حدود إيران الشمالية، مما يؤكد أن حلقة المواجهات المحدودة ضد إسرائيل لم تنته بعد، بل إنها تواجه حملة من نوع جديد.

وتقدر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن الأحداث التي شهدها شهر رمضان، وتعرضت خلالها دولة الاحتلال لقصف بالصواريخ من قطاع غزة ولبنان وسوريا، يعني أنها ستكون من الآن فصاعداً أمام استراتيجية جديدة للمحور المعادي لها، وعليها أن تستعد لذلك، لأن تلك القوى تستثمر الكثير من الموارد لهذه الحرب ضدها، في ضوء مزاعم وزير الحرب يوآف غالانت أن إيران تحوّل ملايين الدولارات للمنظمات المسلحة كل عام، بما في ذلك حزب الله وحماس والمليشيات في سوريا والحوثيون في اليمن وفي العراق.

يوني بن مناحيم الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، زعم أن "كل هذه التنظيمات المعتمدة على المال الإيراني تتبع تعليماتها لزيادة التوترات على الحدود مع إسرائيل، والقيام بالاستفزازات والجرأة أكثر من خلال الهجمات الصاروخية عليها، وإيران تفتح فصلاً جديداً في نضالها ضدها، وهو ما يسمى التحام كل الساحات ضدها بهدف تقسيم سلطتها وإضعافها، واستثمرت موارد كثيرة في خلق حلقة لخنق إسرائيل باستخدام أسلحة متطورة عبر الصواريخ والطائرات بدون طيار".

وأضاف في مقال نشره موقع زمن اسرائيل، وترجمته "عربي21" أن "هذا الواقع الجديد يتطلب من إسرائيل الاستعداد عسكرياً ضد لبنان وسوريا والعراق واليمن وغزة، فضلا عن الخطر القادم إليها من الضفة الغربية، حيث نشأت مجموعات مسلحة في شمالها، وتشتبك مع جيش الاحتلال، وتدرك المؤسسة الأمنية بالفعل أنه سيتعين عليها العمل على نطاق أوسع ضد هذه الخلايا، حيث تحاول إيران إنشاء مظلة دفاعية إقليمية لهذه الخلايا، وتهدد بشن حملة متعددة المجالات إذا عمل الجيش ضدها".


وأكد أن "الجهود الإقليمية ضد إسرائيل تتزامن مع خيبة أملها من اتفاق السعودية وإيران، وما يعنيه من تقاربهما من خلال تجديد العلاقات الدبلوماسية، ويمكن تفسيره ضمنيا بتفكك المحور العربي المعادي لإيران بقيادة السعودية، والاقتراب من إيران وروسيا والصين، رغم خطوة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بنقل رسالة عامة للسعودية مفادها أنها قد تندم على قرارها بشأن إيران، بزعم أن 95٪ من مشاكل الشرق الأوسط تنبع منها، ونتيجة لذلك اتجهت إسرائيل نحو توطيد العلاقات مع أذربيجان وتركمانستان القريبتين من حدود إيران".

وزعم أن "إيران تخشى محاولات إسرائيل لمحاصرتها من الشمال، وتوطد علاقاتها مع هذين البلدين، بحيث تقيم قواعد عسكرية على أراضيهما لزعزعة الاستقرار الإيراني، ورغم ذلك فلم تفقد إسرائيل الأمل بتعزيز التطبيع مع السعودية، لأن تقديرها أن اتفاقها مع إيران لن يدوم طويلا، وسينهار".

تشير هذه المعطيات الإسرائيلية إلى أن الاحتلال يحاول تعلم الدروس من أحداث رمضان، عقب سقوطه مرة أخرى هذا العام فيما يسميه "الفخّ الفلسطيني"، المتعلق بنشوب أحداث حول المسجد الأقصى، بزعم أن هذه الأحداث خدمت أعداء الاحتلال، من خلال شيوع مزيد من أجواء الحساسية الدينية، واستغلال ذلك لإشعال النار في جبهات أخرى ضد الاحتلال، لأنه ثبت مرة أخرى أن المسجد الأقصى هو برميل البارود المتفجر في المنطقة برمتها، ويمكن بواسطته إحداث تصعيد كبير على عدة جبهات.

التوصية الإسرائيلية مفادها أن تغير سياستها على الفور فيما يتعلق بالمسجد الأقصى، خاصة في فترات الأعياد اليهودية والإسلامية، وإعادة النظر في سياسة استخدام القوة داخل المسجد الأقصى، والتدابير الأمنية فيه، وتحييد الحساسية الدينية فيه، رغم أنها تزداد كل عام، مما يستدعي منها وضع إجراءات جديدة من شأنها أن تقلل من مخاطر اندلاع حوادث المواجهات، لما لها من تداعيات على الوضع الأمني.