صحافة إسرائيلية

"إشعال وشيك للمنطقة".. كيف يقرأ محللون إسرائيليون التصعيد متعدد الساحات

ممارسات الاحتلال وانتهاكاته ستشعل المنطقة- جيتي
في الوقت الذي يواجه فيه الاحتلال جملة تحديات وتهديدات متعددة، فإن القلق الإسرائيلي مردّه أنه في حال حصول تصعيد كبير في القدس المحتلة والضفة وغزة، فليس من الواضح ما الذي سيحدث في الداخل المحتل، أي أراضي48، ما يكشف عن عدم جاهزية الجبهة الداخلية، وهنا قد يأتي الحريق نتيجة انفجار الملفات الرئيسية الثلاثة: الأقصى، والأسرى، والضفة. ويبقى الكابوس الإسرائيلي هو اندماج كل هذه الساحات في ساحة صراع نشطة واحدة.

فقد أعلن الجنرال أهارون حاليفا رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية- أمان، أن "أصداء الخلافات الإسرائيلية وصلت إلى أبواب أجهزة المخابرات والجيش، في حين أن التهديدات ضد الاحتلال تعمل بلا كلل خلال النهار والليل، ومن جميع الجبهات".

وأضاف في تقرير نشرته صحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته "عربي21" أن "أولئك الذين يسعون لإيذائنا ليسوا قليلين، ويعملون بلا راحة حتى في هذه الأيام، وعلى رأسها إيران بكل أفرعها المتعددة، تحاول تأجيج المنطقة، وتؤدي إلى حريق هائل، ونحن نتابع ونتنبه لمخططاتهم، ونعمل خلال النهار والليل لإحباطها".


ليلاخ شوفال المراسلة العسكرية لصحيفة إسرائيل اليوم، أكدت أنه "من المتوقع أن تستمر اليقظة الأمنية في الجبهة الشمالية خلال الأيام المقبلة، لأن المؤسسة الأمنية تعتقد أن الجرأة الإيرانية تنبع من تراجع التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط، في حين أن الاستعداد مرتفع أيضًا للتصعيد في الضفة الغربية، حيث يستعد الجيش لاحتمال أن تحاول إيران تحدي الاحتلال، لاسيما على وجه التحديد بسبب أنها في أزمة داخلية عميقة".

وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "على خلفية التوترات الأمنية غير العادية في شمال فلسطين المحتلة، وصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الحرب المقال بشكل غير رسمي، يوآف غالانت، إلى زيارة ميدانية لوحدة أوكتس وزيارة لقاعدة سلاح الجو في تل نوف، ونُقل عن الأخير قوله إننا نحتاج لتقديم جبهة موحدة في مواجهة من يبذلون الجهود لإلحاق الأذى بنا في أماكن جديدة لم نشهدها في السنوات الأخيرة، مشيرا بشكل رئيسي إلى الجبهة الشمالية الصاخبة، وبالطبع إيران التي تعتبر مصدر كل التهديدات".

ونقلت عن غالانت أن "إيران ترسل أسلحتها إلى غزة وسوريا ولبنان وحتى إلى الضفة الغربية، بل تحاول تجنيد مواطنين لها من داخل أراضي فلسطين المحتلة 48، فضلا عن تراجع التدخل الأمريكي في ما يجري في الشرق الأوسط، بجانب التوترات بين واشنطن وتل أبيب".

وأكدت أنه "يمكن رؤية التعبير عن الجرأة الإيرانية من خلال تسلل طائراتها من سوريا إلى إسرائيل، مؤكدة أن الجيش الإسرائيلي أجرى تحقيقا أوليا، وأن الطائرة تم إسقاطها بواسطة الحرب الإلكترونية، رغم إطلاق طائرات مروحية حربية عليها".


وتؤكد هذه التقارير أن تبعات الاحتجاجات الإسرائيلية لم تعد مقتصرة على الداخل فقط، بل وصلت للأبعاد الإقليمية والدولية، في ضوء ما ترصده القوى المعادية لدولة الاحتلال من تصدعات جبهته الداخلية، وقناعتها بأنها تسير نحو تدميرها، بالتزامن مع ما تشهده الضفة الغربية من توترات يحاول الجيش تهدئتها، لكن الشرطة تعمل في القدس المحتلة على زيادة التوتر، وكذلك الوضع في قطاع غزة الذي يقف على السياج الآن، وكل ذلك يؤكد ترابط الساحات، ما يزيد التخوف الإسرائيلي من اندماجها في مواجهة شاملة.

استفادة إيرانية

وأشارت صحيفة إسرائيل اليوم اليوم، على لسان الخبير يؤآف ليمور بـ"سلسلة اللقاءات التي عقدها في الأسابيع الأخيرة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، مع كبار رجالات حماس والجهاد الإسلامي، بهدف تنسيق المواقف، كما أن مسؤولين إيرانيين يجرون اتصالات مشابهة، وهنا معقول الافتراض أن إيران شددت ضغوطها على المحافل المختلفة في المحور لتنفيذ عمليات في إسرائيل، ويبدو أن هذا قبع في خلفية العملية التي نفذت قبل نحو أسبوعين من لبنان بالهام من حزب الله في أغلب الظن، وكذا في الجهود المتزايدة لتنفيذ العمليات من الضفة الغربية، التي تعتبرها كل المحافل في المحور نقطة "أرخميدس" من شأنها أن تشعل المنطقة كلها".

سبب آخر، هو"الابتعاد بين إسرائيل والولايات المتحدة، وإيران هي المستفيدة الأساس من ذلك، لأنها تعتقد أن تل أبيب لا يمكنها أن تخوض معركة ضدها أو تهاجم مشروعها النووي دون دعم أمريكي".

كما أن "السلطة الفلسطينية، يشجعها أيضا هذا الابتعاد، وهي تأمل بأن تستعين به أساسا في محافل دولية مختلفة، من الأمم المتحدة وحتى المحكمة الدولية في "لاهاي".

بالتوازي، فإن "هذا الابتعاد يثير قلقا لدى أصدقاء إسرائيل، أساسا في الخليج و مصر والأردن وفي دول أخرى، فلئن كانوا في الماضي قد اقتربوا من إسرائيل بسبب العلاقة الوثيقة بواشنطن، وفهمهم بأن تل أبيب تجلب إلى كل اتفاق واشنطن أيضا، فإن نتيجة فورية للابتعاد الإسرائيلي-الأمريكي، هي التقرب بين أصدقاء إسرائيل في المنطقة من إيران، وهذا وجد تعبيره في استئناف علاقات إيران مع السعودية والبحرين، وفي الاستقبال الحار الذي كان بانتظار وزير الخارجية الإيراني في القاهرة مؤخرا".