صحافة دولية

الاستخبارات الأمريكية تكشف عن "مؤامرة فاغنر" لتصفية رئيس تشاد

أصبح ديبي رئيسًا لتشاد في نيسان/ أبريل 2021 بعد مقتل والده- تويتر
كشفت مصادر استخبارية أمريكية ما قالت إنها "مؤامرة" تقودها مجموعة مرتزقة فاغنر الروسية، بهدف تصفية الرئيس الحالي، محمد إدريس ديبي، الذي يعد حليفا رئيسيا للغرب.

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير ترجمته "عربي21"، إن الولايات المتحدة توصلت إلى معلومات تفيد بأن مجموعة فاغنر العسكرية الروسية تتعاون مع مجموعات تشادية مسلحة لتنفيذ خطة للتخلص من رئيس تشاد الانتقالي محمد إدريس ديبي، والاستيلاء على السلطة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وأفارقة وأوروبيين قولهم، إن واشنطن أطلعت السلطات في تشاد على تقارير استخبارية تفيد بأن رئيس مجموعة فاغنر، يفغيني بريغوجين، يتعاون مع مسلحين تشاديين لزعزعة السلطة الانتقالية في البلاد، وربما لقتل الرئيس التشادي.

وقال مسؤول أمريكي رفيع للصحيفة إن زعيم مجموعات فاغنر، يفغيني بريغوجين، عرض على المسلحين التشاديين دعما ماديا وعملياتيا لتنفيذ الخطة التي قد تتضمن تصفية الرئيس الانتقالي، لكن بريغوزين قال لصحيفة وول ستريت جورنال إن ما ورد في تقرير المخابرات الأمريكية لا أساس له من الصحة، ورفض الرد عليها.

وقال مسؤول أفريقي رفيع المستوى إن تشاد قد أُبلغت بتحذير المخابرات الأمريكية بشأن تهديد مدعوم من فاغنر لحكومتها، والرئيس ديبي، وغيره من كبار المسؤولين التشاديين. وقال المسؤول الأفريقي إن تشاد "تأخذ هذا التهديد على محمل الجد".

وتقع دولة تشاد الصحراوية الشاسعة والغنية بالنفط في وسط منطقة الساحل بأفريقيا، وتشترك تشاد، وهي مستعمرة فرنسية سابقة، في حدود طويلة يسهل اختراقها مع ليبيا في الشمال وجمهورية أفريقيا الوسطى في الجنوب والسودان في الشرق، وهي ثلاث دول تتواجد فيها قوات فاغنر بالفعل.

وتحظى "فاغنر" بنفوذ واسع في أفريقيا، حيث وقعت المجموعة عقود مساعدة عسكرية وأمنية مع حكومات، كما مُنحت الشركات التي يديرها السيد بريغوزين تراخيص لتعدين الذهب، بما في ذلك في السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى، ما منحه إمكانية الوصول إلى الموارد الثمينة في وقت كان مرتزقة مجموعة فاغنر قوة مركزية في حرب روسيا في أوكرانيا.

وأصبح ديبي رئيسًا لتشاد في نيسان/ أبريل 2021، بعد مقتل والده إدريس ديبي في معركة على يد جماعة تشادية متمردة كانت تتمركز أيضًا إلى جانب مرتزقة فاغنر في ليبيا.

وعملت تشاد بقيادة إدريس ديبي عن كثب مع فرنسا والولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة في منطقة الساحل.

وتستضيف الدولة ذات الأغلبية المسلمة القوات الخاصة الأمريكية وقاعدة للطائرات دون طيار، وقد تم نشر جنودها لمحاربة الجماعات الجهادية في نيجيريا والكاميرون والنيجر المجاورة، حيث تكافح الجيوش المحلية الأخرى، وفقا للصحيفة.

وشهدت تشاد احتجاجات ضد صعود ديبي الابن إلى السلطة بعد وفاة والده، والتي لم تتبع خط الخلافة المنصوص عليه في الدستور، والتي وسعت حكم عائلته لأكثر من ثلاثة عقود من البلاد، وهي واحدة من أفقر دول العالم.

وسبق أن حثت فرنسا السلطات التشادية على إجراء انتخابات، وانتقدت الحكومة لقمعها الدامي للاحتجاجات التي أعقبت إعلان المجلس العسكري الحاكم في تشاد في تشرين الأول/ أكتوبر تأجيل الانتخابات لمدة عامين آخرين.

وقال المجلس العسكري إنه تم الاتفاق على التأجيل كجزء من حوار وطني مع أحزاب المعارضة، على الرغم من عدم مشاركة جميع أحزاب المعارضة في تلك المحادثات.