صحافة دولية

FP: هل دفع موالون لإيران داخل طالبان دبلوماسيي السعودية لمغادرة كابول؟

جندي من طالبان أمام أحد المقار في العاصمة كابول- الأناضول
قالت مجلة فورين بوليسي، إن العديد من الأسئلة أثيرت، بعد عملية الإجلاء التي قامت بها السعودية لدبلوماسييها من أفغانستان، بعد أن كانت واحدة من الدول القليلة التي احتفظت بحضورها الدبلوماسي في كابول.

وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21" إن السفير السعودي إلى أفغانستان جاسم بن محمد الخالدي، وصل إلى باكستان بداية شهر شباط/ فبراير، وحجز في فندق الخمس نجوم ماريوت في إسلام أباد مع كامل طاقم السفارة وبجبل من الأمتعة.

وأشارت إلى أن دول العالم حتى الآن لم تعترف بحكومة طالبان، بخلاف الوضع ما قبل الغزو الأمريكي، لكن السعودية ليست الصديق الوحيد لطالبان التي سحبت دبلوماسييها، فقطر والإمارات خفضتا من الوجود الدبلوماسي، حسب مصادر أمنية ودبلوماسية. ولم تعد باكستان سفيرها إلى كابول منذ محاولة الاغتيال التي تعرض لها عندما كان يتجول في حديقة بيته بكابول في كانون الأول/ ديسمبر.

وأشارت مصادر في كابول وإسلام أباد ومناطق أخرى إلى أن عددا من الأسباب وراء الرحيل الدبلوماسي، بما فيها التهديدات النابعة من الفرع المحلي لتنظيم الدولة أو ما يعرف بولاية خراسان، إلى جانب الخلافات الحامية بين فصائل طالبان المدعومة من السعودية والإمارات وقطر وباكستان من جهة وتلك التي تدعمها إيران و"كارتل المخدرات الذي يديره جيشها من جهة أخرى".

ووصف مسؤول أمن أفغاني سابق سحب الدبلوماسيين السعوديين بأنه "انقلاب ناجح" من الفصائل المدعومة من إيران. وزاد حضور تنظيم الدولة في أفغانستان، ويقال إنها بدأت بتجنيد عناصر الأمن من الجمهورية السابقة ومن غير البشتون، مع أن هدفها الحقيقي هو منح طالبان فرصة للتحاور مع الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب.

ويرى ميرويس، نائب وزير الخارجية السابق في الحكومة المنهارة، أن تنظيم الدولة - ولاية خراسان يمثل تهديدا على الكثير من الدول، بمن فيها الولايات المتحدة، بشكل يجعل من طالبان أقل شرا، وهذه استراتيجية مقصودة لتحليل طالبان من المسؤولية عن أفعال ولاية خراسان، وتقديم أفرادها باعتبارهم "إرهابيين طيبين".


وأضاف: "يمثل تنظيم الدولة- ولاية خراسان تهديدا حقيقيا، ولكن ليس على السعوديين في المرحلة الحالية، فالتهديد عليهم نابع من القاعدة والجماعات المرتبطة بها". وتعتبر طالبان مجرد ساعد من سواعد القاعدة، وهناك الكثير منها منح ملجأ آمنا في أفغانستان الجديدة، ورفضت طالبان شجب الجماعة. وقتلت الولايات المتحدة زعيمها أيمن الظواهري وهو يتشمس على شرفة منزل في كابول بمسيرة العام الماضي، وكان يحظى بحماية من وزير الداخلية سراج الدين حقاني.

وأخبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي دعم سيطرة طالبان على الحكم، اجتماعا للأمن في موسكو الأسبوع الماضي بأن "المنظمات الإرهابية الدولية زادت من نشاطاتها" في أفغانستان، "بما فيها القاعدة التي تقوم ببناء إمكانياتها"، ويرى نائب أن الصدع المتزايد داخل طالبان هو وراء تزايد قوة الإرهاب والجماعات الجهادية التي أقامت لها قواعد في أفغانستان.

و"لم يكن بإمكان الجماعات الإرهابية مثل ولاية خراسان والقاعدة العمل وتنفيذ عملياتها دون دعم واضح من عدة فصائل في طالبان. ومعالجة الأثر ليس كافيا، وعليك معالجة السبب".

ويحظى حقاني إلى جانب عدد من رجال طالبان بدعم السعودية، وفي الجانب الإيراني هناك المرشد الأعلى لطالبان هيبة الله أخوند زادة، "الذي يحتكر بشكل كامل كل سلطات الحكم، وفي كل المجالات، إلى جانب السلطة الدينية، وبدعم من حلفائه المقربين"، كما يقول زلماي نيشات، المستشار السابق في شؤون السياسة بالحكومة المنهارة.

 وأخرجت مراسيم أخوند زادة المرأة من الفضاء العام، وحرم غير البشتون وغير السنة من المشاركة في الحكم، وأحاط نفسه بمجموعة من المتشددين من طالبان القديمة لمواجهة تأثير حقاني والأجهزة الأمنية الأخرى، بحسب المجلة.

وقال نيشات، المسؤول الأمني السابق، إن "المسؤولين البارزين في طالبان يقولون إن رحيل السعوديين هو إشارة عن مؤامرة انقلابية ناجحة ضد عناصر طالبان الذين يريدون حكم أفغانستان من كابول".

ولتأكيد العداوة المتزايدة بين كابول وقندهار، حمل حقاني أخوند زادة مسؤولية الوضع المحزن الذي يعيشه البلد. وربما كان رحيل الدبلوماسيين السعوديين هو محاولة للحد من أيديولوجية اخوندزادة المفرطة والتي تخنق البلاد. وربما كانت السعودية والإمارات وباكستان تستجيب للضغوط الأمريكية، فقد بدأت واشنطن بفرض عقوبات ضد تصرفات طالبان المفرطة، كالقيود على التأشيرات، والضغوط على المؤسسات الدولية؛ بسبب سياسات طالبان المعادية للمرأة.