سياسة دولية

تحقيقات بالبرازيل بعد أعمال الشغب.. هل يتحرك بايدن ضد بولسونارو؟

قضت المحكمة العليا البرازيلية بعزل حاكم القطاع الفيدرالي إيبانيس روتشا من منصبه لمدة 3 أشهر بعد اقتحام المباني الحكومية في برازيليا- جيتي
بدأت السلطات البرازيلية بتحقيقات موسعة تهدف إلى تحديد المتورطين في أعمال الشغب، واقتحام مبنى الكونغرس، وتحطيم مرافقه، الأحد، إضافة إلى اقتحام قصر بلانالتو الرئاسي والمحكمة العليا.

وفور استعادتها السيطرة على المبنى، أعلنت السلطات البرازيلية أنها ألقت القبض على أكثر من 300 متورط بأعمال الشغب، من أنصار الرئيس السابق جايير بولسونارو.

 وقالت الشرطة المدنية في القطاع الفيدرالي (PCDF) عبر "تويتر"، إن "جميع الموقوفين مشتبه بهم في المشاركة في أعمال إجرامية ضد مقار السلطة".

وأعلن وزير العدل فلافيو دينو عن عنوان بريد إلكتروني، طالب فيه المواطنين بإرسال أي دليل ضد متورطين في الاقتحام.

وإثر الحادثة، قضت المحكمة العليا البرازيلية بعزل حاكم القطاع الفيدرالي إيبانيس روتشا من منصبه لمدة ثلاثة أشهر بعد اقتحام المباني الحكومية في برازيليا.

وجاءت هذه الخطوة بعد إقالة وزير أمن القطاع الفيدرالي أندرسون توريس، وهو أيضًا وزير العدل السابق في حكومة بولسونارو.

بدوره، اعتبر الرئيس السابق اليميني المتطرف بولسونارو اقتحام أنصاره المباني الحكومية، عملا خارجا عن القانون.

وقال في تغريدة إن "المظاهرات السلمية، في إطار القانون، هي جزء من الديمقراطية، لكن أعمال النهب واقتحام المباني العامة كما حدث اليوم، وكذلك تلك التي مارسها اليسار في عامي 2013 و2017،" ليست ضمن القانون.

وكان بولسونارو غادر البرازيل قبل يومين من مراسم تنصيب اليساري لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، رئيسا للبلاد، وتوجه إلى مدينة أورلاندو في ولاية فلوريدا الأمريكية.

وكتب بولسونارو على "تويتر": "خلال فترة رئاستي، كنت دائما أعمل في إطار الخطوط الأربعة للدستور: الاحترام، والدفاع عن القانون والديمقراطية، والشفافية، وحريتنا المقدسة".

كما أنه رفض الاتهامات الموجهة إليه "دون أي دليل" من قبل رئيس البلاد الجديد.

وكان لولا دا سيلفا قال خلال مؤتمر صحفي، الأحد، إن السياسي اليميني المتطرف (بولسونارو) شجع على مثل هذه التصرفات في عدد من خطاباته.

إدانات متواصلة

واصلت دول العالم إرسال إدانات لاقتحام أنصار بولسونارو لمبنى الكونغرس، مؤكدين دعمهم للرئيس الجديد لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.

وأدان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ما وصفه بـ"الاعتداء على الديمقراطية وعلى التداول السلمي للسلطة في البرازيل".

وقال إن "المؤسسات الديمقراطية البرازيلية تحظى بدعمنا الكامل ويجب عدم تقويض إرادة الشعب البرازيلي"، معربا عن تطلعه لمواصلة العمل مع الرئيس البرازيلي لولا دي سيلفا.

بدورها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، عبر "تويتر": "أدين بشدة الاعتداء على الديمقراطية في البرازيل. هذا مصدر قلق كبير لنا جميعا كمدافعين عن الديمقراطية. دعمي الكامل للرئيس لولا دي سيلفا الذي تم انتخابه بحرية ونزاهة".

من جانبه، أدان رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، ما اعتبره "محاولة تقويض التداول السلمي للسلطة والإرادة الديمقراطية للشعب البرازيلي".

وقال إن "الرئيس لولا دي سيلفا وحكومته يحظيان بدعم المملكة المتحدة الكامل وأتطلع إلى البناء على العلاقات الوثيقة بين بلدينا في السنوات المقبلة".

كذلك أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دعمه للرئيس البرازيلي الحالي.

وقال عبر "تويتر" إنه "يجب احترام إرادة الشعب البرازيلي والمؤسسات الديمقراطية! ويمكن للرئيس لولا دي سيلفا الاعتماد على دعم فرنسا الثابت".

بدوره، استنكر المستشار الألماني أولاف شولتس الاقتحام، وقال إن أعمال الشغب المنسقة هجوم على الديمقراطية لا يمكن السكوت عليه.

وكتب في تغريدة على "تويتر": "الهجمات العنيفة على المؤسسات الديمقراطية هي هجوم على الديمقراطية لا يمكن السكوت عليه"، وأكد أن ألمانيا تقف مع الرئيس البرازيلي الحالي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.

الصين بدورها أكدت أنها "تعارض بشدة الهجوم العنيف" على مقار السلطة في البرازيل، وفق ما أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية.

وقال المتحدث وانغ وينبين في إحاطته الإعلامية الدورية، إن "الصين تتابع عن كثب وتعارض بشدة الهجوم العنيف ضد السلطات الفيدرالية في البرازيل في الثامن من كانون الثاني/ يناير"، مضيفا أن بكين "تدعم التدابير التي اتّخذتها الحكومة البرازيلية لتهدئة الوضع وإحلال النظام الاجتماعي وصون الاستقرار الوطني".

ضغوط على بايدن


  بدأت أصوات تضغط على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بضرورة التحرك ضد وجود الرئيس البرازيلي السابق اليميني المتطرف جايير بولسونارو في ولاية فلوريدا الأمريكية.

سافر بولسونارو إلى فلوريدا قبل يومين من انتهاء ولايته مطلع العام، بعد التشكيك في نتائج الانتخابات التي أجريت في 30 تشرين الأول/ أكتوبر  وخسرها لصالح اليساري لولا دا سيلفا.

وبعدما رأى الرئيس الأمريكي الديمقراطي جو بايدن، أنصار سلفه دونالد ترامب وهم يعيثون فسادا في مبنى الكابيتول قبل عامين، فإنه يواجه الآن ضغوطا متزايدة لإخراج بولسونارو من منفاه الاختياري في إحدى ضواحي أورلاندو بفلوريدا.

وقال عضو الكونغرس الديمقراطي خواكين كاسترو، لشبكة (سي.إن.إن): "لا ينبغي أن يكون بولسونارو في فلوريدا... يتعين ألا تكون الولايات المتحدة ملجأ لهذا المستبد الذي ألهم الإرهاب في البرازيل. يجب إعادته إلى بلاده".

وأضاف كاسترو أن بولسونارو "استخدم استراتيجية ترامب لإلهام الإرهابيين في الداخل".

وقد لا يكون بولسونارو في عجلة من أمره للعودة إلى البرازيل حيث يواجه تهما بالتحريض على الحركة العنيفة الرافضة لنتائج الانتخابات بناء على مزاعم تزوير لا أساس لها.