مقابلات

رئيس الائتلاف: ننتظر دورا عربيا فاعلا يوصل إلى الحل في سوريا

المعارضة تدعم أي مبادرة يمكنها أن توجد حلا يخلص الشعب السوري من الاستبداد والإرهاب- الائتلاف السوري

أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري، الشيخ سالم المسلط، أن المعارضة السورية ما تزال تنتظر دوراً عربياً فاعلاً للوصول إلى حل سياسي في سوريا، مشدداً على ضرورة أن يكون التأثير العربي على الملف السوري أكبر وأكثر أثراً.

وقال في لقاء خاص مع "عربي21"، إن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، يدعم أي مبادرة يمكنها أن توجد حلاً يخلص الشعب السوري من الاستبداد والإرهاب، لافتاً إلى أن نظام بشار الأسد أجهض جميع المبادرات الرامية لإيجاد حل في البلاد.

واستنكر رئيس الائتلاف السوري، دعم بعض الدول العربية لعودة نظام الأسد إلى مقعد سوريا في الجامعة العربية، مؤكداً أن أي دولة تطبع العلاقات مع النظام ستعاني من نوايا وأجندات إيران التي يحملها نظام الأسد.

وفي ما يلي نص المقابلة الكاملة:

لماذا تكتفي الدول العربية بالدعوات لإيجاد مبادرة عربية توصل إلى حل سياسي في سوريا دون تحقيق أي خطوات على أرض الواقع؟


الدور العربي جزء مهم وفعال من الدور الدولي في دعم الانتقال السياسي في سوريا ودعم مطالب الشعب السوري في الحرية والعيش بكرامة وسلام.

ما زلنا ننتظر تحركاً عربياً فاعلاً في هذا المجال لا سيما أنه فضلاً عن الأبعاد الأخلاقية والإنسانية في الملف السوري فإن مصلحة الدول العربية تلتقي مع مصلحة الشعب السوري في الخلاص من النظام المجرم الذي يغرق المنطقة بتجارة المخدرات والممنوعات والذي جعل من سوريا منصة إيرانية تهدد كل دول المنطقة فضلاً عن رعاية واستقدام العديد من الميليشيات الطائفية والتنظيمات الإرهابية التي كما تفتك بالشعب السوري فهي بالضرورة تهدد أشقاءنا العرب جميعاً.

التأثير العربي على الملف السوري ينبغي أن يكون أكبر وأكثر أثراً لا سيما في دعم الانتقال السياسي الذي يعيد سوريا إلى محيطها العربي. وغياب المبادرة العربية يعود إلى عدم وجود توافق عربي حول سوريا حتى الآن.

هل يمكن أن تقبل المعارضة السورية بمبادرة جديدة لإيجاد حل في سوريا.. ولماذا؟


نحن في قوى الثورة والمعارضة السورية كنا دوماً وما زلنا مع أي مبادرة يمكنها أن توجد حلاً يخلص شعبنا من الاستبداد والإرهاب وقد مضينا فعلاً مع كل الطروحات الدولية ابتداء من مبادرة كوفي عنان ثم بيان جنيف وصولاً للقرار 2254، وقد حضرنا كل ما طرح دولياً من مؤتمرات ومبادرات بهدف الحل إلا أن المشكلة الحقيقية ليست في قبولنا لمبادرات جديدة ولكن يجب الحديث دوماً عن أمر واضح كالشمس وهو ما الذي جعل كل ما مضى من مبادرات وقرارات ومؤتمرات ووساطات مجرد طحن للهواء دون أي نتيجة؟

ألا يرى الجميع أن هذا النظام ذو طبيعة إجرامية وإرهابية عصية جداً على التغيير ولم تفلح معه أي مبادرة بالتقدم في سبيل الحل ولو خطوة واحدة، ولديه حلفاء يدعمونه لا يقلون عنه دموية وتعنتاً، هنا هو مكمن التعطيل والمعضلة.

قوى الثورة والمعارضة السورية ملتزمة بمطالب الشعب السوري في الحرية والكرامة والخلاص من نظام الأسد ورموزه، وأي حل لا يحقق التطلعات لا يمكن التعويل عليه، نسعى لتحقيق الانتقال السياسي وفق قرار مجلس الأمن 2254 الذي أقر بتوافق دولي.

كيف تفسر استمرار جهود بعض الدول العربية لإعادة النظام السوري إلى مقعد سوريا في الجامعة؟


نأسف لوجود بعض الأنظمة العربية إلى جانب نظام الأسد في عودته إلى جامعة الدول العربية بعد كل الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري، ولا شك أن أي دولة تطبع العلاقات مع نظام الأسد ستعاني من نوايا النظام وأجندات النظام الإيراني الذي يحملها نظام الأسد.

تغليب المصالح المتوقعة على المبادئ الإنسانية والواجبات الأخلاقية هو قرار خاطئ، مع العلم أن نظام الأسد لا يملك لغيره سوى الأزمات والمخدرات والميليشيات وما يحدث على حدود الأردن دليل على ذلك.

ليس الأمر خافياً أن نظام الأسد بات أداة بيد إيران ومنفذاً لمشروعها الحاقد الذي يهدد دولنا الشقيقة، وما يقوم به هو خدمة نظام طهران التوسعي القائم على دعم الأعمال الإرهابية والتخريبية عبر ميليشياته الطائفية الحاقدة التي يوزعها في العديد الدول العربية، لزعزعة أمنها واستقرارها؛ وعليه فإن التفكير في إعادة نظام الأسد إلى الجامعة العربية في أي وقت يعني إدخال إيران إليها.

دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الثلاثاء، إلى تسوية الوضع "المأزوم" في سوريا و"غلق صفحة الماضي بآلامها"، و"السعي نحو وضع جديد" يتيح لدمشق العودة إلى الانخراط في الجامعة.. ما ردكم على التصريح؟


الجميع يعلم أن نظام الأسد هو المسؤول عن خراب سوريا وتدميرها ولا يمكن الخروج من الوضع "المأزوم" بوجود هذا النظام، ومن غير المقبول أن يتاح مكان غير المحاكم الدولية لمجرم الكيماوي وقاتل المدنيين في حفرة التضامن وغيرها آلاف الجرائم. كيف يمكن غلق صفحة الماضي وما يزال مئات آلاف الأبرياء في السجون؟

كيف يمكن نسيان دماء مئات الآلاف من شهداء سوريا الذين بذلوا أرواحهم لتحيا سوريا بحرية؟

لن نفرط في دماء شعبنا ولن نساوم عليها، وما يطلبه الشعب السوري هو مطلب محق، ولا بديل عن ذلك، رحيل النظام ومحاسبته هو مطلب الجميع.