سياسة عربية

وثائق مسربة من تحقيق "اغتيال عرفات".. الطيراوي يؤكدها

وردت شبهات حول تعرض ياسر عرفات للاغتيال عبر "مادة سامة"- جيتي

نشرت مجموعة على تطبيق التيلغرام تحمل اسم "أيقونة الثورة" وثائق تعرض لأول مرة، تشمل إفادات مسؤولين حاليين وسابقين في السلطة الفلسطينية بخصوص اغتيال الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات.

 

وتكشف الوثائق التي أكدها رئيس "لجنة التحقيق الوطنية" الخاصة باغتيال ياسر عرفات، اللواء توفيق الطيراوي، العلاقة المتوترة بين عرفات ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

 

ووردت شبهات حول تعرض ياسر عرفات للاغتيال عبر "مادة سامة"، وتشكلت لجنة تحقيق بالخصوص، لكنها لم تكشف عن نتائجها منذ بدء عملها قبل 18 عاما.


ووفق الوثائق التي نشرتها المجموعة، فإنه تم استدعاء 302 من الأشخاص لسماع إفاداتهم في قضية اغتيال الرئيس عرفات، ونشرت المجموعة كذلك تسجيلات صوتية من داخل لجنة التحقيق.

وبحسب الوثائق، فإن الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، قال في إفادته: "هناك فجوة كبيرة بين أبي عمار وأبي مازن، هناك كثير من الأمور لا أستطيع البوح بها، في خط أحمر عند القيادة الفلسطينية".

وتشير الوثائق التي نشرتها المجموعة إلى أن حنان عشراوي أكدت وجود "أشخاص فلسطينيين معهم يريدون تغيير النظام أو يشعرون بأن أبا عمار لم يكن الشخص المناسب"، وأنها كانت مقتنعة بأنهم سيقتلونه في النهاية لأنهم أخذوا القرار وبقي التنفيذ.

 

اقرأ أيضا: مستشار عرفات: لجنة عباس جرّت الرئيس الراحل لكمين أوسلو

عضو اللجنة المركزية السابق جمال محيسن، هو الآخر نشرت له إفادة، قال فيها في رده على سؤال عن ما إذا كان يعتقد بأن العلاقة كانت صحية بين الأخ أبي عمار وبين أبي مازن، بأنه كان هناك خلاف عميق جدا بين أبي عمار وبين أبي مازن، وأن "الحقيقة الكاملة بخصوص الخلاف مع أبي عمار محرجة ومخزية، وأنا أرجوكم أن نتجاوز هذه المرحلة".

أما رئيس الوزراء السابق والمفاوض الفلسطيني أحمد قريع، فقد أكد أن "محمود عباس كان يردد في الاجتماعات أن ياسر عرفات فقد الأهلية أو الذاكرة". 

وقال قريع إن "هناك العديد من الأشخاص المقربين من أبي عمار كانوا يرغبون في التخلص منه لمآرب شخصية، لكن في تلك الفترة أذكر جيداً أن أبا مازن كان في أغلب لقاءاته الدبلوماسية والسياسية يلمح إلى دور أبي عمار في إفشال جهود السلام، طبعاً هذا الكلام افتراء، هو كان يهدف من ذلك إلى رفع الغطاء عن أبي عمار وتشويه صورته أمام المجتمع الدولي، وأنا شاهد على عدد من اللقاءات التي عقدها أبو مازن مع الرباعية والأمريكان، وهم كانوا يستمعون له.. أبو مازن هو من أوصل أبا عمار إلى هذه المرحلة".

 

أما روحي فتوح والذي يشغل حاليا رئيس المجلس الوطني، فأكد في إفادته أن عرفات كان خلال فترة مرضه على خلاف مع محمود عباس.

 

وأكد فتوح أن الرئيس المصري الراحل حسني مبارك اتصل بعباس وأبلغه بوصول معلومات لديه بأن "نهاية عرفات قريبة خلال ساعات أو أيام، ويرغب في عمل جنازة له في مصر".


وأكد فتوح أنهم كانوا على قناعة بأن الرئيس مات مسموما، لكن تواصل وزارة الصحة الفلسطينية مع الفرنسيين للحصول على التقرير الطبي "لم يفض إلى شيء".


وأوضح فتوح في شهادته أنه سمع من عزام الأحمد أن عرفات أشار له على بطنه، وقال له: "وصلولي".

 

وقال فتوح: "لقد عتب أبو عمار كثيرا على أنه من كانوا يدخلون في الحصار ويخرجون منه لم يقوموا بالاتصال به وكانوا من أعضاء اللجنة المركزية، وقال بأن إخوانك الموجودين خارجا لم يتصلوا بي للاطمئنان عليّ".

 

اقرأ أيضا: حمد بن جاسم: عرفات قُتل على أيدي مقربين منه

 

القيادي نبيل عمرو، أكد أن عرفات كان غاضبا من عباس، مشيرا إلى أن أبا مازن اتصل به وأبلغه بأنه في طريقه إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، طالبا منه الذهاب إلى أبي عمار من أجل الإدلاء بتصريح يرطب الأجواء.

 

وأشار نبيل عمرو، إلى أنه عندما أبلغ عرفات بذهاب عباس إلى البيت الأبيض غضب كثيرا، وكان في حالة توتر غير طبيعية، لافتا إلى أنه كان لديه عدم ثقة وتخوف من أبي مازن.

 

الطيراوي يؤكد الوثائق


وفي بيان، أكد رئيس "لجنة التحقيق الوطنية" الخاصة باغتيال ياسر عرفات، اللواء توفيق الطيراوي، الثلاثاء، أن هذه الوثائق المتعلقة بوفاة عرفات "تمت قرصنتها وتسريبها".

وأشار الطيراوي في بيان نشره على صفحته في "فيسبوك"، إلى أن الوثائق التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر "سرية لضمان سلامة سير التحقيق، إلى حين الوصول إلى الحقيقة الكاملة" المتعلقة بأسباب وفاة عرفات.

واعتبر أن مقرصني الوثائق يحاولون "ضرب عمل اللجنة من خلال إفشاء سرية عملها بالشكل المتبع"، مشدداً على أن "المتورطين لن يفلتوا من العقاب"، مشيراً إلى أن هناك "هجمة مشبوهة يقف وراءها أعوان الاحتلال بالتأكيد، لضرب مصداقية اللجنة ورئيسها"، على حد وصفه.