ذكّر غرايمي وود، الكاتب الصحفي بمجلة "ذا أتلانتيك"، بما قاله له ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال مقابلة سابقة أثارت الجدل، قبل أقل من شهر من لقائهما بالسعودية.
وفي مقال آخر في المجلة ذاتها، قال الصحفي الأمريكي: "بعد أكثر من أسبوع من التردد، أكدت إدارة بايدن أن الرئيس سيتوجه إلى السعودية الشهر المقبل للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حاكم البلاد. عندما تحدثت مع ابن سلمان، في كانون الأول/ ديسمبر، كاد أن يتحدى الرئيس جو بايدن على عدم مقابلته، أخبرني أن مهمة بايدن هي البحث عن المصالح الأمريكية، وأنه إذا اعتقد بايدن أن ذلك يعني إغضاب المملكة العربية السعودية، فعليه أن يجرب هذه النظرية ويرى ما سيحدث.. قال لي محمد بن سلمان باللغة الإنجليزية، التي يتحدثها جيدا ولكن ليس بشكل مثالي: اذهب من أجلها، أعتقد أن المصطلح الذي كان يبحث عنه كان: اجعل يومي".
وتابع الكاتب قائلا: "نعم، تعليقات محمد بن سلمان على بايدن (ببساطة، قال لي: ’أنا لا أكترث‘ بما يعتقده بايدن) كانت محسوبة على الرئيس. لكن كونك قوة عظمى يعني تجاهل الإهانات عندما تتطلبها الحقائق الموضوعية للعلاقة.."
وأضاف: "كما كتب أندرو إكسوم في عطلة نهاية الأسبوع، فإن المطالبة بأن يعامل بايدن السعودية على أنها لا يمكن المساس بها بشكل فريد، وأن محمد بن سلمان شخصيًا مُشع (خطير)، أمر غريب بعض الشيء.."
واستطرد: "تتعامل الولايات المتحدة مع الأشخاص السيئين والحكومات البغيضة طوال الوقت، بما في ذلك إيران العدو اللدود للمملكة العربية السعودية، والتي أصبحت حرفياً مشعة (خطيرة) في هذه اللحظة بالذات. المصالح الأمريكية الحقيقية على المحك، وتركها دون حماية سيكون من الحماقة".
ولفت الكاتب بالقول: "عندما سألت محمد بن سلمان عما إذا كانت حملاته المزعومة لمكافحة الفساد مجرد شبكات لإيجاد المنافسين والقضاء عليهم، شعر بالذهول، ألم يقض عليهم جميعًا بالفعل؟ كان لديه وجهة نظر. كان صعوده قاسياً وناجحاً. الآن بعد أن أصبحت سلطته آمنة، يمكنه تحمل الاسترخاء. لقد فات الأوان على جمال خاشقجي. لكن العديد من السعوديين الآخرين ما زالوا مسجونين أو ممنوعين من السفر. يمكن لمحمد بن سلمان أن يحرر العديد منهم دون التعرض لمخاطر لا داعي لها على قبضته على السلطة".
والأسبوع الماضي، أعلن الديوان الملكي السعودي أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيقوم بزيارة إلى المملكة منتصف الشهر المقبل، بدعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز، مؤكدا أن بايدن سيزور المملكة يومي 15 و16 من تموز/ يوليو المقبل، بدعوة من قبل الملك سلمان، وولي العهد محمد بن سلمان.
ولفتت "واس" إلى أن ثاني أيام زيارة بايدن ستشهد قمة مشتركة مع العاهل الأردني الملك عبد الله، والرئيس المصري بعد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، ورئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي.
من جهة أخرى، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير قوله إن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيلتقي مع ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، في إطار رحلة إلى الشرق الأوسط في منتصف تموز/ تموز المقبل، في الوقت الذي تتحرك فيه الإدارة لدعم حليف رئيسي على الرغم من مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان.
وأضاف المسؤول أنه من المتوقع أن يسافر بايدن إلى الشرق الأوسط في الفترة من 13 إلى 16 تموز/ يوليو المقبل، إذ يبدأ زيارته بدول الاحتلال والضفة الغربية قبل أن يصل إلى جدة في المملكة العربية السعودية، حيث من المتوقع أن يلتقي بما يقرب من 12 من القادة الإقليميين، ومنهم ولي عهد السعودية وآخرون، في إطار قمة مجلس التعاون الخليجي.
اقرأ أيضا: قمة لمصر والأردن والبحرين بشرم الشيخ قبيل جولة ابن سلمان
وجاء تأكيد الزيارة بعد لغط كبير صاحب جولة بايدن المرتقبة إلى المنطقة، والتي تأتي في ظل توتر في العلاقات مع المملكة منذ وصوله إلى البيت الأبيض العام الماضي.
وكان بايدن قال إنه يهدف من خلال أي زيارة محتملة إلى السعودية؛ للمساهمة في إحلال السلام بالمنطقة، وعقد اتفاق تطبيعي بينها وبين الاحتلال الإسرائيلي.
وتراجع بايدن تدريجيا عن موقفه الحاد تجاه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بيد أنه أكد على موقفه المدين بشدة لجريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، ولانتهاكات السعودية الحقوقية.
بايدن: لم أقرر بعد ما إذا كنت سأذهب إلى السعودية
FT: ارتفاع النفط أجبر بايدن على إذابة الجليد مع السعودية
خطيبة خاشقجي: لقاء بايدن وابن سلمان مزعج ومحزن