نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية تقريرا سلطت خلاله الضوء على الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي جوزيف
بايدن إلى المملكة العربية
السعودية، التي تعتبر الأولى من نوعها منذ انتخابه.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه بعد الإعلان عن مخطط هذه الزيارة تداولت وسائل الإعلام خبرًا مفاده أن المملكة العربية السعودية مستعدة لزيادة إنتاج النفط وتأمين الحاجيات الأوروبية من المواد الطاقية.
وفي حال تأكيد الخبر، فذلك يعني أن إدارة بايدن نجحت في تخطي خلافاتها مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أو اتخذت خطوة نحو تحقيق ذلك. حددت وسائل الإعلام مواعيد مختلفة لزيارة الرئيس الأمريكي، وسوف تعقد غالبا نهاية حزيران/ يونيو بعد انعقاد اجتماع الناتو في مدريد وقمة مجموعة السبع في ألمانيا.
وحسب تقارير صادرة عن وكالة "رويترز"، فإن بايدن خلال زيارته للمملكة العربية السعودية سوف يشارك في قمة مجلس التعاون الخليجي التي تضم إلى جانب السعودية البحرين والكويت وعمان وقطر والإمارات العربية المتحدة. وفي إطار هذه الزيارة، سوف يجري الرئيس الأمريكي محادثات مباشرة مع ولي العهد محمد بن سلمان.
وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن المملكة العربية السعودية أبدت استعدادًا لتعويض الأضرار التي لحقت بالاقتصاد العالمي بسبب الحظر النفطي المفروض على
روسيا من قبل الاتحاد الأوروبي.
وتطرقت الصحيفة إلى مصادقة الاتحاد الأوروبي على الحزمة السادسة من العقوبات التي ستفضي إلى انخفاض إمدادات النفط الروسية إلى أوروبا بنسبة 90 بالمئة بحلول نهاية العام الجاري، مع العلم أن الحزمة السابعة من العقوبات قيد الإعداد وتتضمن حظر التأمين على الناقلات الروسية. بموجب ذلك، سيكون من الصعب على روسيا العثور على أسواق جديدة للنفط.
في ظل هذه الظروف، تبدو زيارة بايدن دليلا على تحسن العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، الأمر الذي لم يكن سهلا بالنسبة للإدارة الأمريكية الحالية. ونظرا لترابط اقتصادات الدولتين، من المستبعد حدوث صراع خطير بين الرياض وواشنطن.
أوضحت الصحيفة أن بايدن يرى أن العلاقات الشخصية التي جمعت سلفه دونالد ترامب مع ولي العهد السعودي ورغبته في إنشاء مشاريع اقتصادية مشتركة مع السعودية تعود بالنفع على الولايات المتحدة، وهو ما دفعه إلى غض الطرف عن الانتهاكات المرتكبة في السعودية ضد حقوق الإنسان.
نتيجة تورط ولي العهد السعودي في اغتيال الصحفي جمال خاشقجي سنة 2018، وتبني السلطات الأمريكية آنذاك الرواية التي أصدرتها السلطات السعودية، التي تبرئ
ابن سلمان من دماء خاشقجي، سُلطت سيوف النقد على رقبة دونالد ترامب. ومع ذلك، حتى حدود الساعة لم يتهم البيت الأبيض ابن سلمان باغتيال خاشقجي واكتفت المخابرات القومية الأمريكية بإصدار تقرير في عهد بايدن في شباط/ فبراير من العام الماضي زعمت فيه أن اغتيال خاشقجي تم بموافقة ابن سلمان. بناء على ذلك، فرضت وزارة الخارجية الأمريكية عقوبات على 76 سعوديًا يشتبه في تورطهم في هذه الجريمة.
ترجح الصحيفة أن الخلافات القائمة بين البلدين منذ اغتيال خاشقجي هي التي دفعت ابن سلمان إلى إغلاق الهاتف في وجه بايدن في آذار/ مارس من العام الجاري. وفي ظل التوترات الجيوسياسية القائمة وما تلاها من ارتفاع في أسعار البنزين في الولايات المتحدة، استغرب البعض عدم زيارة بايدن للرياض ما كشف عن وجود أزمة في العلاقات السعودية الأمريكية.
ونقلت الصحيفة عن الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية، كيريل سيمينوف، أن الدول العربية تحاول التزام الحياد وعدم الانضمام إلى العقوبات المناهضة لروسيا باعتبار أن المناورة بين روسيا والغرب تعود بمكاسب أكثر من الدعم غير المشروط لأحد الطرفين.
بشكل عام، أحدث الحظر النفطي الذي فرضه الاتحاد الأوروبي العديد من التغييرات على السياسات المتبعة من طرف الدول. من جانبها، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلاً عن مصادر في منظمة أوبك، أن قضية إنهاء تحالف أوبك بلس مع روسيا قيد النقاش، الأمر الذي قد يترتب عليه إعادة توزيع حصص إنتاج النفط وزيادة الدول العربية في حجم إنتاجها. ولكن لم يصدر عن أعضاء أوبك أو عقب اجتماع مجلس التعاون الروسي الخليجي، الذي عقد مؤخرا بمشاركة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أي تصريح مماثل.
وفي الختام، نوهت الصحيفة بأن المملكة العربية السعودية تخشى فقدان السيطرة على أسعار النفط بسبب الحظر المفروض على النفط الروسي، لكنها في الوقت نفسه لا تخطط للوقوف ضد روسيا وسوف تواصل اتباع سياسة المناورة بين موسكو وواشنطن.