بعد أيام قليلة على مقتل عدد من جنود الجيش
السوري في هجوم جوي
إسرائيلي على واحدة من القواعد العسكرية في قلب دمشق، لا تزال الدعوات الإسرائيلية تطالب باستمرار هذه الهجمات، طالما أن شحنات الأسلحة
الإيرانية تواصل التوجه إلى حزب الله في لبنان مرورا بالأراضي السورية.
الجنرال إيتان بن إلياهو، القائد الأسبق لسلاح
الجو الإسرائيلي زعم أن "استمرار هذه الهجمات الجوية لن تدفع السوريين لفتح
جبهة أمامنا، لأن النظام هناك يعاني من جملة من صداعات الرأس المزمنة، لدرجة أن
آخر ما يريدونه هو الدخول في مواجهة مع إسرائيل، ولذلك فهي تواصل ضرباتها في عمق
الأراضي السورية بهدف ردع الإيرانيين، وفرض مزيد من القيود في حال قرروا الرد
علينا من داخل
سوريا".
وأضاف في حوار مع صحيفة
يديعوت أحرونوت، ترجمته
"عربي21" أنه "من وجهة نظر المراقب العادي تبدو الهجمات الجوية
الإسرائيلية الأخيرة نوعًا من الروتين الذي كان مستمرًا منذ فترة طويلة، منذ عدة
سنوات، في رد علني لا تخفيه إسرائيل على محاولات إيران نقل المزيد من قواتها إلى
سوريا، بما في ذلك شحن المزيد من قوافل الأسلحة والمعدات والصواريخ والتكنولوجيا
إلى لبنان، حيث ينتظرها حزب الله، وهي عملية طويلة الأمد تستمر منذ سنوات، حين وصل
الإيرانيون إلى سوريا لإسناد النظام، مع العلم أن الهجمات الجوية الإسرائيلية
تستهدف ما نسبته 60- 80% من معدلات الإمداد الإيرانية في جميع أنحاء سوريا".
ويصنف الإسرائيليون هجماتهم الجوية في سوريا
بأنها جزء من استراتيجية "المعركة بين الحروب"، ورغم المخاطرة التي
تحملها، فإنهم يتساءلون: ماذا لو لم نهاجم هناك؟ الأمر الذي يشير إلى نشوء معادلة
خاصة وهشة وحساسة للغاية لجميع اللاعبين المشاركين على الأراضي السورية، فالروس
لديهم مصلحة مزدوجة، لأنهم كانوا بحاجة للإيرانيين للحفاظ على تفوق النظام السوري
ضد معارضيه، لكنهم من ناحية أخرى لا يريدون السماح للإيرانيين بالسيطرة الكاملة
على البلاد، لأنها ستنزع منهم الهيمنة على سوريا.
في الوقت ذاته، تتوفر لدى دوائر صنع القرار
الإسرائيلي قناعة لافتة تدفعهم لمزيد من توجيه الضربات الجوية باتجاه القواعد
العسكرية في سوريا، وهي أنه لا أحد يرغب من الأطراف المنخرطة في الساحة السورية
بالانحدار إلى حرب مع إسرائيل، حتى لو كانت حربا محدودة، ما يمنحهم الزعم بأن
ردود الفعل السورية والإيرانية المتواضعة على الهجمات الإسرائيلية تعني أن سياسة
الردع الإسرائيلية تجاههم قد نجحت، بدليل أنهم يردون تحت حد معين.
ويرى الإسرائيليون، سلاح الجو، مع استمرار
الضربات الجوية باتجاه المواقع المختلفة في عمق الأراضي السورية أنه يخوض سباقا مع
الزمن لاستهداف شحنات الأسلحة المتجهة من إيران إلى لبنان مرورا بسوريا، بحيث تبدو
السرعة في تنفيذ الضربات هي المعيار الأساسي في كل هجوم، والقناعة السائدة في تل
أبيب أنه ما دامت الشحنات التسلحية تصل إلى الجغرافيا السورية، أو تواصلت محاولات
إيران لتعزيز تواجدها العسكري هناك، فإن هذه الهجمات سوف تستمر، ولا يوجد سبب
للتوقف عن ذلك.