سياسة دولية

وزير خارجية بريطاني سابق يتقمص شخصية بوتين: هذا ما سيفعله

هيغ: بوتين يفكر في أنه كلما طال أمد الأزمة فسيكون عبؤها الأكبر على عاتق الغرب - جيتي

ما زالت الأزمة الأوكرانية تستحوذ على مساحة كبيرة من اهتمام وسائل الإعلام الغربية، كما أنها ما زالت نقطة ساخنة على جدول الحكومات والسياسيين هناك.

وزير الخارجية البريطاني السابق وليام هيغ، حاول في مقال نشرته صحيفة "التايم"، توظيف معرفته ولقاءاته السابقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لسبر غور أفكاره ومواقفه من الأزمة الراهنة في أوكرانيا.

يقول هيغ: "منذ آخر مرة كتبت فيها عن المواقف التي جمعتني بفلاديمير بوتين، تلقيت الكثير من الرسائل التي تطالبني، ببث الطمأنينة بخصوص ما سوف يحدث، وما سيفعله، وهو بالتأكيد شخص عقلاني، ويعرف العواقب، التي ستقع، سواء بالنسبة للأرواح الروسية، أو العقوبات الدولية القاسية، كرد على بدء حرب. نعم هو شخص عقلاني، لكن هذا ما قد يفكر فيه".

ويحاول هيغ أن يتقمص شخصية بوتين ويتحدث بما في رأسه قائلا: "المؤرخون قد يقولون إن الروس، والبيلاروسيين، والأوكرانيين، ينتمون لأسلاف من الروس القدماء، الذين يعود تاريخهم إلى القرن العاشر، لكنهم فقط يستطيعون أن يحدثوكم عن التاريخ. أما أنا فعلى وشك صناعة التاريخ. البلشفيك سرقوا منا شبه جزيرة القرم، وأعطوها لأوكرانيا، وقمت أنا بإصلاح هذا الخطأ، والآن أمتلك الفرصة السانحة لإنهاء المهمة الصعبة بإعادة تشكيل شعب واحد".

ويواصل: "لماذا الآن؟ لم يكن باستطاعتي فعل شيء قبل الآن. كنت بحاجة للتعاون مع الغرب، والحصول على دعم الصين، وكنت مضطرا للأمرين، لكنني الآن أصبحت قريبا من سن السبعين، ولا يمكن أن أنتظر حتى سن الثمانين للقيام بهذا الأمر. وأي خليفة، رغم أني لم أختر واحدا لفترة طويلة، لن يمتلك نفس قدرتي على مناورة الغرب".

 

اقرأ أيضا: روسيا تحول قواتها لمواقع هجومية وسفارات غربية تغادر كييف

ويضيف هيغ مواصلا التحدث متقمصا شخصية بوتين: "إضافة إلى ذلك، أصبح الأوكرانيون يتطلعون بشكل متزايد للحريات، وبالنسبة لهؤلاء الحمقى الذين يديرون روسيا البيضاء، وكازاخستان، ويفقدون السيطرة، فسوف يكون استيلائي على أوكرانيا، رسالة قوية لهم، توضح من هو القائد، لكن يبقى السؤال كيف يمكن أن أفعل ذلك؟".

 

وشغل وليام هيغ منصب وزير خارجية المملكة المتحدة منذ 12 أيار/ مايو 2010 حتى 8 أيار/ مايو 2015.

ويشير هيغ إلى أن بوتين يفكر في أنه كلما طال أمد الأزمة فسيكون عبؤها الأكبر على عاتق الغرب، لا عليه هو، معتقدا أن الغرب لا يمكنه مواصلة فكرة الحد من انتشار السلاح النووي على مستوى العالم، ولا تمرير قرار من مجلس الأمن الدولي، ولا الحصول على كمية كافية من الغاز، دون تعاون كامل من روسيا.

ويضيف أن بوتين "يظن أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، سوف يعود إلى اللعبة السياسية مرة أخرى في الانتخابات الرئاسية القادمة، وسوف يكون راغبا في الحصول على صفقة مع روسيا، وسوف تكون وحدة المجتمع الأمريكي، عرضة للخطر بشكل دائم، وبالتالي فلن تكون هناك مشاكل كبيرة لروسيا، فلماذا الانشغال بالتفكير في المخاطر العسكرية إن كنت تستطيع أن تتفاداها، بالحيل الاستخباراتية؟".

ويقول هيغ إن هذا هو ما يمكنه تخيله، لطريقة تفكير بوتين، في ما يخص الحرب، وخسارة الأرواح، والحريات المجتمعية، مضيفا أن زيارة المستشار الألماني المرتقبة لموسكو، قد تكون آخر فرصة لإقناع بوتين بأن الغرب أقوى مما يتخيل.