صحافة دولية

كيف تتحدى هجمات جماعة الحوثي صورة الإمارات "الآمنة"؟

قال خبير شؤون الخليج إن دول الخليج أساءت فهم المشاركة الأمريكية- الأناضول

تناول تقرير لـصحيفة الإندبندنت البريطانية تأثير هجمات جماعة الحوثي اليمنية على الإمارات خلال ذروة موسم السياحة الشتوية وأثناء زيارات دبلوماسية كبرى على سمعة الدولة الخليجية كمنطقة "رخاء وسلام" جراء الحماية الأمريكية، منوها إلى أن المواجهة باتت قريبة.

 

وذكرت الإندبندنت أن دولة الإمارات "جعلت من نفسها ملاذا آمنا للأعمال والسياحة في واحدة من أكثر المناطق المضطربة في العالم"، لكن الهجمات الصاروخية التي نفذتها جماعة الحوثي في الآونة الأخيرة "أدت إلى وصول الخطوط الأمامية للحرب في اليمن إلى شواطئ المقصد السياحي الرائج".

 

ولفتت كاتبة التقرير إلى أن الإمارات التي سحبت معظم قواتها من اليمن في عام 2019، لكنها حافظت على دعمها وتدريبها لقوات يمنية "حققت انتصارات في كانون الثاني/يناير ضد جماعة الحوثي بما في ذلك استعادة محافظة شبوة الغنية بالطاقة"، مضيفة "هكذا، أصبحت الإمارات هدفا لصواريخ الحوثيين وطائراتهم بدون طيار في الشهر نفسه".


وأشار التقرير إلى تحذير محللين من أن استمرار الهجمات، التي وقعت خلال ذروة موسم السياحة الشتوية للإمارات وأثناء زيارات دبلوماسية كبرى بما في ذلك أول زيارة لرئيس إسرائيلي على الإطلاق، قد يلوث سمعة الإمارات على أراضيها كمنطقة "رخاء وسلام".


ونقل تقرير الصحيفة البريطانية عن المحلل الإماراتي عبد الخالق عبد الله، قوله إن "الإمارات لم تكن معتادة على مثل هذه الهجمات وأن حدودها لم يتم اختراقها في التاريخ الحديث".


رغم ذلك، ترى الكاتبة أنه كان متفائلا بقوله: "بالمعنى الحرفي والمجازي الأمور تسير على طبيعتها في الوقت الحالي".

 

اقرأ أيضا: مساع إسرائيلية لإقامة "مثلث" علاقات مع الهند ودول الخليج

 

وقال المحلل الإماراتي لصحيفة الإندبندنت: "إنه لا يظهر أي تأثير اقتصادي، مع تأثير سياسي صفري، وتأثير عسكري صفري لهذه الهجمات.. الناس في الإمارات لا يبالون بهجمات الحوثيين... التي هي علامة على اليأس".


فيما قال خبير شؤون الخليج في كلية كينغز لندن، ديفيد روبرتس: "أعتقد أن القلق بشأن الهجمات هو مجرد عاصفة على تويتر في فنجان.. لكن في الوقت الحالي لا أرى أنه سيغير قواعد اللعبة إلى أن يحدث شيء مهم".


وأضاف روبرتس: "في نهاية المطاف، إذا استمرت هذه الهجمات، فمن الواضح أن الإمارات العربية المتحدة تخاطر بشدة بتعرض سمعتها لضربة شديدة.. لكني أظن أننا لم نصل إلى هذا الحد بعد".


وأوضح الخبير البريطاني أن "أحد أكبر آثار هجمات الحوثيين على الإمارات والسعودية، حيث كانا يعتقدان بأن الولايات المتحدة ستدعمهما دائما.. لقد ازدهرت ممالك الخليج تحت هذا الدرع الدفاعي الأمريكي السحري، لكن أسيء فهم المشاركة الأمريكية".


في حين اختتمت الكاتبة التقرير بالقول: "على الرغم من وجود الولايات المتحدة في الإمارات لإجراء محادثات بشأن تعزيز أنظمة الدفاع، فقد لا يكون ذلك كافيا لمنع جميع الصواريخ. من الواضح أنه مع استمرار حرب اليمن، أصبح خط المواجهة أقرب من أي وقت مضى".