هاجم رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني
بلير، ما أسماها "الراديكالية الإسلامية" مشيرا إلى أنها الخطر الأمني
الأول على أوروبا، مع اقتراب ذكرى هجمات 11 سبتمبر.
وفي خطاب ألقاه بمناسبة مرور 20 عاما
على الهجمات حذر فيه، كما حذر سابقا من قدرات صدام حسين في أسلحة الدمار الشامل، أن
اللاعبين من غير الدول قد يلجؤون إلى الحرب البيولوجية الإرهابية.
وفي تقرير أعده باتريك وينتور في الغارديان، أشار فيه
لتحذير بلير من إمكانية تعرض الغرب لهجمات على شاكلة 9/11 ولكن هذه المرة حرب
إرهاب بيولوجي.
وتحدى بلير قرار الرئيس الأمريكي بايدن
من خلال حثه الحكومات الديمقراطية على عدم فقدان الثقة بقواتها العسكرية للدفاع عن
وتصدير قيمها. وجاء في خطابه أمام معهد الأبحاث "روسي" في ذكرى هجمات
القاعدة على الولايات المتحدة في 11 أيلول/سبتمبر 2001، أن التهديد لا يزال
قائما وملحا. واقترح فيه أن الضغوط الآنية والضرورات السياسية جعلت كلا من
حلفاء المجتمعات الليبرالية والمفتوحة وأعدائها يؤمنون أن "زمننا قد
انتهى".
وأضاف أنه يشعر بالكآبة عندما يسمع
الرأي الذي يزعم بأننا "كنا حمقى لاعتقادنا بأن مفاهيم الديمقراطية
والليبرالية والحرية يمكن تصديرها أو أنها قد تتجذر في أماكن من تضاريس المجتمع
الغربي المتدهور". وأكد أنه وبرغم تراجع
الهجمات الإرهابية فإن "الإسلامية: عنفا وأيديولوجية، هي تهديد أمني أول وفي
حالة عدم مراقبتها فستأتي إلينا، حتى لو كان مركزها بعيدا عنا، كما ظهر في هجمات
9/11".
وقال إن "كوفيد-19 علمنا مسببات الأمراض القاتلة،
وربما كانت الحرب الإرهابية البيولوجية تظل في مجال روايات الخيال العلمي لكننا
سنكون حكماء لو حضرنا من الآن لإمكانية حدوثها على يد اللاعبين من غير
الدول".
ورأى أن الراديكالية الإسلامية لا يمكن مواجهتها
من خلال الطائرات بدون طيار والقوات الخاصة. وتحدى الرئيس جوزيف بايدن بالقول إن
بناء الدول يجب أن يكون جزءا من السلاح، وأن القوة الصلبة والناعمة مطلوبة. مقارنة
مع قول بايدن بأن نهاية عشرين عاما من الحرب يطوي الصفحة على نهاية عهد بناء
الدول. واعترف بلير بوجود قيود سياسية ضخمة على التدخلات العسكرية، وهو ما يمثل
تحديا لكل من الناتو وبريطانيا.
اقرأ أيضا: طالبان تعلن انتهاء الحرب رسميا.. ومسعود يقرّ ويتوعد بالقتال
ويعتقد أن غياب الإرادة للقتال مع عدم القدرة
على التفكير الإستراتيجي يمثل التهديد الحقيقي المفروض على النفس. وحذر قائلا: "لو علم العدو الذي نقاتله أنه كلما كبدنا خسائر فإن قدرتنا السياسية على
القتال تتآكل، فحينها تتضح بنية الحوافز". واعترف ضمنا أن بناء الدول كما تم
في أفغانستان قد فشل وأن القادة كانت لديهم فكرة ساذجة حول إمكانية تحقيقه والمدة
التي يحتاجها. وأكد أن محاولة إعادة تشكيل الدول لم تفشل لأن الناس لا يريدون
محاولات الغرب. وبالتأكيد "لم نستطع إعادة تشكيل أفغانستان للأفضل" لكن
الأفغان لم يختاروا طالبان. وزعم أن آخر استطلاع رأي جرى في 2019 أظهر أن نسبة
الدعم لطالبان لا تتجاوز 4%. وزعم أن طالبان غزت البلاد عبر العنف لا الإقناع.
ويعتقد أن المعوق أمام بناء الأمم ليس
الشعب عادة ولكن قدرات المؤسسات والحكم بما في ذلك الفساد المستشري على مدى سنوات
و"أكثر التحديات هو محاولة البناء في وقت تقوم به عناصر من الداخل بدعم من
الخارج بالتدمير". ولم يسم بلير أي دولة خارجية، لكنه يلمح إلى باكستان التي
طالما اعتقد أنها تدعم طالبان منذ وقت.
وأضاف: "بالنسبة لي فإن أكثر التطورات في
الأوقات الأخيرة والتي تشغل بالي هو حس أن الغرب ليست لديه القدرة أو الوصفة الإستراتيجية،
وهو تفكير قصير الأمد قلل من إمكانية التفكير على المدى البعيد". و"هذا الحس أكثر من أي شيء آخر هو ما يعزز الشعور بالقلق لدى حلفائنا ويمنح أعداءنا
الشعور بأن وقتنا قد انتهى". ويرى بلير أن الانتخابات المقبلة في فرنسا
وألمانيا تعطي بريطانيا فرصة لإعادة علاقاتها مع الأوروبيين، وتبني على العلاقات
القائمة في مجال الدفاع مع فرنسا. وأشار إلى أنه قلق للوضع في شمال أفريقيا ومنطقة
الساحل والتي تمثل تهديدا أمنيا على كل أوروبا، "وليست لدينا القدرة على
مساعدة هذه الدول لإدارة المساحات التابعة لها أو الاعتماد على نفسها" و"هل نريد ترك الوضع يتفاقم حتى نواجه أخيرا موجات من الهجرة والتطرف من هناك
أم أننا سنتعامل معه".
كيسنجر: لهذه الأسباب فشلت الولايات المتحدة في أفغانستان
كاتب هندي: التهديد ليس بشتون أفغانستان بل حمقى الإمبريالية
فاينانشال تايمز: داعمو القاعدة يعودون للسلطة بعد 20 عاما