سياسة دولية

فرنسا تؤيد اقتراحا من الحريري لإنهاء أزمة الحكومة بلبنان

لم يتضح على الفور موقف حزب الله وحركة أمل من المقترح، لكن صحيفة "الأخبار" الموالية لحزب الله انتقدت الاقتراح- جيتي

أيدت فرنسا، الأربعاء، اقتراحا قدمه رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري لإنهاء أزمة تشكيل حكومة جديدة للبلاد.

 

واقترح الحريري في بيان، الثلاثاء، أن يسمي رئيس الوزراء المكلف، مصطفى أديب، مرشحا شيعيا "مستقلا" لتولي حقيبة المالية.

 

وأوضح أن فكرته هي تسمية "وزير مالية مستقل من الطائفة الشيعية"، لكنه قال إن هذا لا يعني موافقته على ضرورة أن يتولى شيعي المنصب دائما.

 

 

اقرأ أيضا: ما واقعية دعوة عون لإلغاء "طائفية" الحقائب السيادية؟

 

ورحبت الخارجية الفرنسية "بالإعلان الشجاع" للحريري، وقالت إنه "يمثل فرصة وينبغي أن تدرك كل الأحزاب أهميته حتى يتسنى تشكيل حكومة مهام الآن".

 

وتضغط باريس على الساسة اللبنانيين لتشكيل الحكومة بسرعة لكن العملية واجهت عقبة بسبب طلب فصيلين شيعيين رئيسيين تسمية عدة وزراء بينهم وزير المالية.

ولم يتضح على الفور موقف حزب الله وحركة أمل من المقترح، لكن صحيفة "الأخبار" الموالية لحزب الله انتقدت الاقتراح.

 

وعلى مدى سنوات تولى وزارة المالية شيعي تختاره حركة أمل، ويسعى أديب إلى إجراء تغييرات في سيطرة الطوائف على المناصب الوزارية.

 

وفي وقت لاحق مساء الأربعاء، قال وزير خارجية فرنسا جان-ايف لودريان خلال اجتماع عبر تقنية الفيديو حول لبنان على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن "القوى السياسية لم تنجح بعد في التوافق على تشكيل حكومة. بالتالي فإن ضغوطا قوية ومتقاربة من جهتنا أمست ضرورية من أجل دفع المسؤولين اللبنانيين نحو احترام التزاماتهم".

 

وخلال الاجتماع ذاته، دعا أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش القادة اللبنانيين إلى الإسراع بتشكيل حكومة قادرة على تلبية التطلعات المشروعة للشعب اللبناني.

 

وأضاف: "يجب أن تكون الحكومة القادمة قادرة كذلك، على تنفيذ الإصلاحات، والتغييرات الأساسية".

وأردف غوتيريش: "دون ذلك ستتعرض قدرة البلد على التعافي وإعادة الإعمار للخطر، مما يزيد الاضطرابات والمشقة التي يعاني منها الشعب اللبناني".

وتابع: "للأسف يواجه لبنان عاصفة كاملة تتمثل في أزمة مالية، واجتماعية، واقتصادية طويلة الأمد، مع ارتفاع غير مسبوق في معدلات البطالة والفقر، إلى جانب جائحة كورونا".

وأكد على ضرورة أن تكون "المأساة الأخيرة (تفجير مرفأ بيروت)، بمثابة جرس إنذار".

وقال غوتيريش: "بعد 11 شهرا من خروج الكثير من اللبنانيين إلى الشوارع للمطالبة بالتغيير، فإن الوقت حان للتغيير في العديد من القطاعات".

وأهم تلك القطاعات، بحسب غوتيريش، "المالية، والمصرفية، والطاقة، وكذلك الجمارك، والمشتريات العامة، والشركات المملوكة للدولة".

كما شدد على ضرورة "تنفيذ الإصلاحات الاجتماعية، بما في ذلك الحماية الاجتماعية، الضرورية لضمان رفاهية جميع اللبنانيين، ولا سيما الأكثر ضعفا".

واعتبر غوتيريش، أن "الإصلاحات ليست هدفا في حد ذاتها، بل يجب أن تستجيب للمطالب المشروعة بالرفاهية، والمساءلة، والشفافية، والقدرة على مواجهة الفساد لاستعادة ثقة اللبنانيين". 

 

اقرأ أيضا: أديب يدعو لإنجاح المبادرة الفرنسية وعدم تأخير تشكيل الحكومة 

 

وبدوره، جدد رئيس الحكومة اللبنانية المكلف إصراره على تشكيل حكومة اختصاصيين تنال ثقة المجتمع العربي والدولي.


وأكد "أديب"، في بيان صادر عن مكتب أديب الإعلامي، حرصه على "تشكيل حكومة مهمة ترضي جميع اللبنانيين، وتعمل على تنفيذ ما جاء في المبادرة الفرنسية من إصلاحات اقتصادية، ومالية، ونقدية وافقت عليها جميع الأطراف".


والمبادرة الفرنسية التي صاغها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بلهجة التهديد وإعطاء التعليمات، تشمل تشكيل حكومة جديدة، وإصلاح البنك المركزي والنظام المصرفي في لبنان، بحلول نهاية تشرين الأول/أكتوبر.


وشدد أديب على التزامه "بالثوابت التي أطلقها سابقا، بأن تكون الحكومة من ذوي الاختصاص، وأصحاب الكفاءة القادرين على نيل ثقة الداخل اللبناني، كما المجتمعين العربي والدولي".


وقال إن ذلك "من شأنه أن يفتح الباب أمام حصول لبنان على الدعم الخارجي الضروري لانتشال الاقتصاد من الغرق".