صحافة إسرائيلية

رئيس الشاباك السابق: غانتس وقع في شرك نتنياهو

ديسكين: الأخطاء المتلاحقة لحزب أزرق-أبيض تواصلت منذ إعلانه سابقا أنه لن يقيم حكومة مع القائمة العربية المشتركة- جيتي

هاجم مسؤول أمني إسرائيلي سابق ما اعتبره "التقارب الجاري بين زعماء حزب أزرق أبيض مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود، باعتباره متهما من القضاء الإسرائيلي، ويسرق الديمقراطية، ويعمل على تحييد الكنيست، ويلغي دور القضاء، وفي النهاية يبطل عمل الشرطة".


وأضاف يوفال ديسكين، الرئيس الأسبق لجهاز الأمن العام الإسرائيلي- الشاباك، في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21"، أن "هذا السلوك لحزب أزرق أبيض في تقاربه مع الليكود يعني أن زعماءه أصبحوا فاقدين للطريق، ويظهر لجميع الإسرائيليين أنهم فقدوا كل أنواع الخيارات السياسية، أخطر من ذلك فقد تحولوا إلى شركاء للمتهم المقيم في شارع بلفور بالقدس، حيث مكتب نتنياهو".


وأوضح أن "ما يقوم به أزرق –أبيض بزعامة بيني غانتس يعمل على هدم إسرائيل، والسطو على نظامها السياسي، مع العلم أن الحزب منذ إقامته في البداية بدا أن توجهه وسط اليمين فاقد للأيديولوجية، وقد استغرقوا زمنا طويلا في استدراجهم من قبل نتنياهو "المتهم"، ومع مرور الوقت تحول الحزب إلى يمين مزيف، من خلال تأييده لمخططات الضم، والدعوة إلى الانخراط في تطبيق صفقة القرن التابعة للرئيس ترامب".


وأشار إلى أن "أرزق أبيض واصل بث الشعارات السياسية الفارغة، مثل "دعونا نتقدم"، ونسي زعماء الحزب إلى أين يجب التقدم، وخشوا من قول الحقيقة كاملة حول رأيهم في قانون القومية، وترددوا في إبداء رأيهم تجاه المواطنين العرب في إسرائيل، خشية من اتهام جمهورهم لهم بأنهم خانوا الأمانة، بل وارتدى زعماء الحزب زي رجال اليمين مثل الليكود ونفتالي بينيت والحاخام عمير بيرتس، وصولا إلى العنصريين من أتباع مائير كهانا".


وأوضح أن "الأخطاء المتلاحقة لحزب أزرق-أبيض تواصلت منذ إعلانه سابقا أنه لن يقيم حكومة مع القائمة العربية المشتركة، لكنهم سرعان ما اكتشفوا خطأ تقديراتهم، واعتمادهم على الأيديولوجيا، ورغم كل ذلك فإن غالبية الإسرائيليين صوتوا لصالح أزرق أبيض، ليس لأنه منحنا وعودا جديدة، ولكن لأن الإسرائيليين بحثوا عن بديل للمتهم القابع في مقر رئاسة الحكومة، ينقذنا من الفساد الذي يحكمنا".


وأكد أن "أزرق أبيض سرعان ما خيب آمال الإسرائيليين، وفي الوقت الذي يطالب فيه الكثيرون بمنع تقدم نتنياهو المتهم لتشكيل الحكومة بسبب اتهاماته الجنائية، فقد اكتشفنا أن بيني غانتس زعيم أزرق أبيض والرباعي المحيط به يأخذونا إلى مفاوضات مع نتنياهو لإقامة حكومة وحدة تحت ذريعة مواجهة الكورونا".


وأضاف أنه "من الغريب أن يبادر أزرق أبيض لإجراء مفاوضات مع نتنياهو، الذي يقدم بين ليلة وأخرى استعراضا دعائيا لإظهار إنجازات المنظومة الصحية الفاشلة، يسرق من الإسرائيليين ديمقراطيتهم، تحت حجة إعلان حالة الطوارئ، ويغلق الجهاز القضائي، ويعطل الكنيست، ويؤجل محاكمته مرة أخرى".


وختم بالقول إن "أزرق أبيض يثبت أنهم يفتقرون إلى طريق واضحة، ووقعوا في الشرك الذي نصبه لهم نتنياهو، وهذه خيانة للعديد من الناخبين الإسرائيليين الذين منحوا أصواتهم لهم، لأن من انتخبوهم ليس لأنهم خيارا صائبا، أو ناجعا، ولكن لأنهم البديل الأقل سوءا، ولذلك سرعان ما أصبنا بالإحباط من السلوك الذي يقومون به حاليا".