حقوق وحريات

منظمات: مخيمات الشمال السوري لم تعد قادرة على استيعاب المزيد

الحلاج: نسبة الاستجابة الأممية للكارثة الإنسانية في إدلب لا تتجاوز 5 في المئة من الاحتياجات العاجلة المطلوبة- جيتي
يعيش مئات الآلاف من النازحين السوريين، الذين أجبروا على ترك منازلهم، في مناطق أرياف إدلب وحلب، ظروفا إنسانية صعبة للغاية، وسط ضعف واضح في أداء المنظمات، التي تئن تحت وطأة كثافة النزوح.

والأحد، تظاهر المئات من المدنيين في إدلب، في مناطق قريبة من الحدود التركية، مطالبين بفتحها، والسماح لهم بالتوجه إلى أوروبا.

ووصلت أعداد النازحين، حسب مدير فريق "منسقو استجابة سوريا" محمد الحلاج، منذ انهيار وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين تركيا وروسيا في 12 كانون الثاني/ يناير الماضي، إلى ما يزيد على 310 آلاف.

بلا خيام

ونتيجة النقص الكبير في الخيام، تضطر العائلات، حسب حديث الحلاج لـ"عربي21"، إلى تشارك خيمة واحدة، حيث يتم تخصيص خيمة للرجال، وخيمة للنساء والأطفال.

وفي هذا السياق، أكد الحلاج أن الأعداد الهائلة من النازحين أدت إلى ضعف كبير في جهود الاستجابة من قبل المنظمات المدنية، موضحا أنه "لم تعد المنظمات قادرة على التعامل مع هذا الكم الهائل من النازحين".

وفي سياق الحديث عن الدور الأممي في مساعدة النازحين، قال الحلاج إن الـ(12.1 مليون دولار) التي خصصتها الأمم المتحدة للمساعدة في إيواء النازحين خلال الحملة العسكرية للنظام الشهر الماضي على ريف معرة النعمان الشرقي، لم تصل حتى الآن.

وذكر أن نسبة الاستجابة الأممية للكارثة الإنسانية في إدلب لا تتجاوز 5 في المئة من الاحتياجات العاجلة المطلوبة.

مخاوف من موجات نزوح قادمة

لكن الكارثة الأكبر، وفق الحلاج، قد تحل قريبا مع امتداد رقعة المعارك إلى مناطق جديدة، وقال: "نحن على أعتاب كارثة إنسانية مع بدء نزوح من تبقى من السكان في منطقة أريحا بجبل الزاوية، وذلك بعد تصعيد القصف الجوي من الطائرات الروسية والسورية على عموم جبل الزاوية".

كما أشار الحلاج في الوقت ذاته إلى نزوح المناطق القريبة من مدينة إدلب، كما يجري حاليا في مدينة سرمين، التي لا تبعد عن إدلب سوى 6 كيلومترات، مشيرا إلى المخاوف التي تسود إدلب، التي يقطنها نحو 700 ألف نسمة، من تعرض المدينة لغارات جوية.

 مناشدات

من جانبه، ناشد رئيس الهيئة السياسية في محافظة إدلب، عاطف زريق، الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان العمل على تقديم الحد الأدنى للنازحين، مشيرا إلى عدم وجود مأوى للآلاف من النازحين، في ظل طقس بارد.

وقال لـ"عربي21": "الأولوية بالنسبة للنازحين هي توفير المأوى، ومن ثم تقديم الطعام والمياه"، محذرا من تفاقم الوضع الإنساني مع استمرار الحملة العسكرية من جانب النظام وروسيا على إدلب.

وجهات ثلاث

وحول الوجهات التي يقصدها النازحون، أكد محمد الحلاج أن الوجهة الأولى هي مركز مدينة إدلب، ومنها شمالا، ومن ثم المخيمات المنتشرة بمحاذاة الشريط الحدودي مع تركيا، فيما تشكل مناطق عمليات "غصن الزيتون ودرع الفرات" في ريف حلب الشمالي وجهة ثالثة أيضا.

وأضاف أن النازحين يتوجهون أولا نحو المخيمات العشوائية على الحدود التركية، غير أن عدم توفر الخيام يجبرهم على البحث عن مناطق للاستيعاب.

وفي ريف حلب الشمالي (درع الفرات)، تعاني المخيمات على الحدود التركية من اكتظاظ هائل، ما دفع بالنازحين إلى التوجه إلى مدن وبلدات ريف حلب الشمالي.

مصادر أهلية أشارت إلى عجز الأهالي عن تقديم المساعدات للنازحين؛ بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، مطالبة المنظمات التركية بإنشاء مخيمات لاستيعابهم.

اقرأ أيضا: قتلى بإدلب واستمرار لتقدم النظام.. ودرونز تستهدف "حميميم"