طب وصحة

ماذا تعرف عن "الساعة البيولوجية"؟.. تعرّف كيف تؤثر على حياتك

يفضل النوم أثناء الليل في غرفة معتمة تماما، لما لذلك أهمية لإفراز هرمون الميلاتونين- خبر ترك

تناولت صحيفة تركية، تقريرا، يشير إلى أهمية "الساعة البيولوجية" لدى الإنسان، وتأثيرها على حياته العملية.

وقالت صحيفة "خبر ترك" في تقرير ترجمته "عربي21"، إن الساعة البيولوجية تؤثر على "عملية الأيض"، وحيوية وكفاءة الانسان اليومية.

ويصف "عملية الأيض" بأنها جميع التفاعلات الكيميائية التي تحدث داخل جسم الكائن الحي.

وأضافت الصحيفة، أن تناول الطعام بالوقت المناسب، يمكن أن يتحكم بالوزن، وكذلك اختيار الأوقات المناسبة للنوم والاستيقاط تساعدنا لنصبح أكثر حيوية.

ونقلت عن الطبيبة المختصة والبروفيسورة في قسم الطب بجامعة إسطنبول، ديريا أولودوز، أن في دماغ الإنسان حوالي 15 إلى 20 ألف خلية عصبية تعمل خلال الـ24 ساعة.

وأشارت وهي مختصة في الأمراض العصبية، أن تلك الخلايا العصبية تؤثر بشكل مباشر على الأحداث الهامة مثل الذاكرة، والتعلم، والتغذية واستقلاب السكر، والمناعة، ودرجة حرارة الجسم، ودورة النوم والاستيقاظ، وهرموني الكورتيزول والميلاتونين، ومستويات إنتاج الأنسولين.

وأوضحت أن الساعة الداخلية لدينا، والتي تسمى الساعة البيولوجية ، تعمل على مدار 24 ساعة.

 

غروب وشروق الشمس

ولفتت إلى أنه على مدار آلاف السنين، تمكن البشر من تطوير طريقة للعيش بانسجام مع الطبيعة، لكي تعمل الساعة البيولوجية بشكل صحيح، فالنوم والأكل وإجراء التمرينات، والتفكير وساعات العمل، تم تكييفها بما يتلاءم مع غروب وشروق الشمس.

 

اقرأ أيضا: لصحة دماغك.. عليك تناول هذه الأطعمة لتجديد خلاياه وذاكرتك

وأضافت أنه خلال القرن الماضي، فإن طور الساعة البيولوجية التي كيّفها الإنسان خلال آلاف السنين الماضية، تعرضت للخلل.

وأكدت على أن البشر بحاجة للاستماع إلى الساعة البيولوجية، التي تؤثر على عملية الأيض بأكملها، من أجل حياة أكثر كفاءة وحيوية وصحية.

 

علاقة الساعة البيولوجية بأوقات تناول الطعام

وأوضحت أن تناول الطعام في الوقت المناسب يساعد في فقدان الوزن دون اللجوء لأي شيء آخر، مشيرة إلى أن الأشخاص الذين يتناولون وجبات إفطار فيها سعرات حرارية عالية بالصباح، يفقدون وزنا أكبر من تناول وجبات عشاء فيها سعرات حرارية عالية.

وأشارت إلى أنه يجب على أولئك الذين يريدون فقدان وزنهم، ليس فقط حساب عدد السعرات الحرارية، بل أيضا مراعاة أوقات تناول الطعام.

ولفتت المختصة أن بعض الدراسات أثبتت، أنه عندما نقوم بزيارة لدولة أخرى بعيدة، فإن الساعة البيولوجية لدينا ستتغير بشكل كامل وفقا للنظام الغذائي لذلك البلد.

وأكدت على أن تناول الطعام في الليل، يؤدي لإضطراب في ساعاتنا البيولوجية، مما يؤثر على نومنا وطاقتنا ووزننا، مما يظهر تحولا لدينا غير منتظم، لذلك فإن أنماط الطعام مع شروق الشمس وغروبه تؤثر على العديد من الآليات الداخلية الخاصة بك.

الساعة البيولوجية وعلاقتها بالنوم

 
وذكرت المختصة، أن التغيير الذي أحدثته أنماط الحياة الحديثة، ساهمت في تغيير إيقاع الساعة البيولوجية لدى البشر.

وأوضحت، أننا نعيش تحت أضواء اصطناعية ومحاطين بشاشات ينبعث منها إشعاعات زرقاء، مثل الهواتف والتلفزيونات، مشابهة لتلك التي في أشعة الشمس، مما يشكل عقبة بإدراك أوقات الليل، ناهيك عمن يعملون بالليل، والذين يتعرضون لرحلات سفر طويلة واضطراب الرحلات الجوية.

وأكدت على أن هذه المتغيرات عادة ما يكون لها آثار على وظائف الأعضاء البشرية، وقد يكون الشخص عرضة لأمراض مثل السمنة ومرض السكري والسرطان، وأمراض القلب والأوعية الدموية.

 

اقرأ أيضا: هكذا يؤثر النوم أقل من ست ساعات على الصحة

وأشارت إلى أن جودة النوم ومدته تؤثر على التعلم والحيوية والذاكرة والنظم الأيضية والغدد الصماء، لافتة إلى أن قلة النوم يسبب خلل في التوازن الهرموني، ما يؤدي إلى زيادة الوزن.

ولفتت إلى أن البالغين الذين ينامون خمس ساعات أو أقل في الليل، لديهم خطر أكبر بنسبة 55 بالمئة للتعرض للسمنة.

ونوهت إلى أن الهرمونين الخاصين بالوزن، يرتبطان ارتباطا وثيقا بالنوم، حيث أن قلة النوم يساهم في انخفاض مستويات هرمون اللبتين ما يؤثر على الشهية، فيما يساهم في زيادة مستويات هرمون الجرلين، ما يسبب للشعور بالجوع ويؤدي للأكل أكثر، كما أن عدم النوم بالليل يؤدي إلى تلف في الجهاز الهضمي، بسبب تغير في منظومة تصفية الجولكوز خلال الليل.


وأكدت على أن القيلولة في أوقات الظهيرة مفيدة للغاية، وتتسبب في زيادة الحيوية من جديد للشخص التي تبدأ بالانهيار مع الظهيرة.

وأشارت إلى أن بعض الشركات في الدول، تخصص غرف خاصة لموظفيها من أجل "القيلولة" التي من شأنها تزيد من كفاءة وحيوية الموظف بعدها.

متى نقوم بالتمرينات اللازمة؟

وأكدت المختصة، أن إجراء تمارين رياضية في ساعات الصباح الباكرة، وخاصة قبيل ارتفاع درجات الحرارة، قد يؤدي غلى انخفاض طاقة الشخص خلال ساعات النهار، ما يزيد من خطر الإصابة بالنوبة القلبية.

وأشارت إلى أن إجراء التمارين الرياضية في ساعات المساء، تزيد من درجة حرارة جسم الإنسان، لكن الشخص بحاجة لدرجة حرارة منخفضة لجسمه لكي يتمكن من النوم جيدا.

وأكدت على أن الأوقات المناسبة لإجراء تمارين رياضية، والتي يكون فيها فرصة التعرض للإجهاد، ولها تأثير إيجابي على النوم هي الفترة التي تكون بعد الظهيرة ما بين الساعة 15:00 و18:00.


وأضافت المختصة،أنه بإمكان الشخص ممارسة التمارين مثل رياضة "اليوغا" في ساعات المساء، والتي تعطي المرونة، ولا تتطلب جهدا كبيرا يؤثر على القلب.

متى يجب علينا أن نعمل؟

وحول الأوقات المناسبة للعمل، ذكرت المختصة أن الساعات التي يكون فيها العقل صافي الذهن هي ساعات الصباح، فيما تقل مستويات اليقظة والانتباه بعد الظهيرة، ومع ارتفاع نسبة السكر في الدم.

وأشارت إلى أنه من الصعب التركيز في اجتماعات العمل أو اللقاءات بعد الظهيرة، لذلك فالشخص بحاجة في حينها إلى القهوة أو غفوة قصيرة "قيلولة".

واستدركت بأنه إن كان الشخص يقوم بعمل إبداعي، فإن هذا التوقيت مناسب جدا، وذلك لأن الدماغ يتنقل من موضوع لآخر لأنه يواجه صعوبة في التركيز في فترة ما بعد الظهر، ولذلك بإمكانه إنتاج أفكار عظيمة لا يمكن توقعها أبدا.

 

اقرأ أيضا: دراسة: المشي ربع ساعة يوميا يزيد الأعمار ويعزز الإنتاجية

وأوضحت أنه وفقا لبعض الدراسات، فإن العقل لديه القدرة على حل المشاكل ذات الجانب التحليلي، بشكل أفضل، ويصبح أكثر إبداعا، في وقت الإرهاق.

ماذا نفعل للحفاظ على التوازن الطبيعي للساعة البيولوجية؟


ذكرت المختصة التركية، أنه أفضل نصيحة لتعيين الساعة البيولوجية بشكل صحيح هو أولا: من خلال "ضوء الشمس".

وأوضحت، أنه مع شروق الشمس، تبدأ الهرمونات بالإفراز بشكل يهيئ الجسم للاستيقاظ وإنهاء النوم.

كما أنه يفضل النوم أثناء الليل في غرفة معتمة تماما، لما لذلك أهمية لإفراز هرمون الميلاتونين.

وأشارت إلى أن مشاهدة ضوء الشمس في النهار، يساعد في تحسين المزاج.

وشددت على أنه في عطل الأسبوع، يجب علينا ألا ننام أكثر من اللازم، وعدم النوم في ساعات متأخرة، وعليه يجب ألا يميز الجسم بين أيام وعطلة الأسبوع قدر الإمكان.

وثانيا، أكدت المختصة على ضرورة إجراء الاجتماعات الهامة، والقيام بالمهام الصعبة خلال الساعات التي يكون فيها التركيز واليقظة في ذروتها.

وأضافت أننا بحاجة لبعض الوقت لتغيير نظام حياتنا اليومية بشكل أفضل بما يتناسب مع "ألساعات البيولوجية"، ولكننا في نهاية المطاف سنحصل على تحفيز وزيادة إنتاجية أكبر.

وثالثا، شددت المختصة، على عدم تناول الطعام في فترة الليل، ومن المفضل أن تكون آخر وجبة طعام قبل الساعة 19:00، ولنتوقف عن تناول الطعام بعدها حتى يحين وقت الإفطار.

وأضافت أنه إذا كنا جائعين، فمن الأفضل الابتعاد عن الكربوهيدرات أو الأطعمة المالحة والحلوى أو الدهنية، ويفضل تناول مجموعة متنوعة من البروتينات مثل الجبن أو الزبادي أو الخضراوات.

وختمت الطبيبة المختصة، بأن الدراسات أثبتت مؤخرا، أن 16 ساعة من الجوع والذي يعرف بـ"الصيام المتقطع"، يمكن أن يساعد على إعادة ضبط الساعة البيولوجية وتنظيمها.