سياسة عربية

إقالة جون بولتون.. هل تؤثر على النزاع في الصحراء المغربية؟

أبدت الجزائر والبوليساريو دعمهما لتصريحات بولتون حول سرعة إنهاء ملف الصحراء ـ أرشيفية

ستكون الرباط أكثر عواصم المنطقة المغاربية استفادة من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإقالة مستشاره في الأمن القومي جون بولتون، بالرغم من الصمت الرسمي للدول المعنية بالنزاع حول إقليم الصحراء الغربية (المغرب، والجزائر، وجبهة البوليساريو الانفصالية).


وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي المقال، جون بولتون، قد هدد في وقت سابق من هذه السنة، بأن بعثة الأمم المتحدة في إقليم الصحراء لن تستمر إلى ما لانهاية، وهو ما اعتبرته البوليساريو والجزائر وكذا المراقبون ضغطا على المغرب

نهاية شبح الحرب
اعتبر رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني، عبد الرحيم المنار اسليمي، أن "من الواضح أن إقالة مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون سيكون لها تأثير كبير على العديد من النزاعات في العالم منها نزاع الصحراء".


وتابع عبد الرحيم المنار اسليمي، في تصريح لـ"عربي21": "جون بولتون رجل حرب وخدماته الاستشارية التي يقدمها في البيت الأبيض لا تسير في اتجاه تهدئة النزاعات وإنما إشعالها".


وزاد: "ويلاحظ أنه كان وراء تقليص ولاية بعثة المينورسو إلى نصف سنة وإصدار مجلس الأمن لقرارين في السنة حول نزاع الصحراء، بل إنه هدد بإنهاء مهام المينورسو".


وسجل: "الشيء الذي يعني أنه كان يبحث عن الحرب في نزاع الصحراء بدون تقدير مخاطر هذه الحرب إن وقعت على الاستقرار الإقليمي في شمال أفريقيا".


وشدد على أن "الخطير في الأمر أنه حاول وضع نزاع الصحراء ضمن استراتيجية أمريكا في أفريقيا دون التمييز بين نقط الارتكاز الاستراتيجي في السياسة الخارجية الأمريكية في أفريقيا والتي يوجد المغرب من ضمنها، الشيء الذي جعله يصطدم بقيادة البنتاغون التي تعتبر المغرب شريكا استراتيجيا أمنيا لأمريكا في القارة الأفريقية".


وأفاد بأنه "يبدو أن جون بولتون حاول الانفراد بملف الصحراء داخل الإدارة الأمريكية وهو ما رفضه البنتاغون، لكن بولتون مارس تأثيرا في ملف الصحراء حيث استعمل آليات ضغط غيرت إيقاع النزاع".


وأوضح أن بولتون "ضغط لإدراج ملف الصحراء في اجتماعات ومداولات مجلس الأمن مرات عديدة، ويبدو أن باقي مكونات صناعة القرار في البيت الأبيض انتبهت خلال الثلاثة أشهر الأخيرة لضغوطات بولتون في هذا الملف فحاولت تحجيم دوره لصالح البنتاغون".


وقال: "اليوم بإقالة بولتون يكون البوليساريو والجزائر قد فقدا ورقة حاولا استعمالها في نزاع الصحراء، فبخروج بولتون من البيت الأبيض سيعود ملف الصحراء إلى وضعيته العادية بأن يصدر قرارا واحدا في السنة عن قرار مجلس الأمن، بمعنى أن أولوية النزاع ستعود إلى مسارها العادي بتحررها من ضغوطات جون بولتون الذي كان له فهم خاطئ ومتسرع لنزاع الصحراء ولدور البعثة الأممية وباقي البعثات في حفظ الأمن والسلم الدوليين".

 

اقرأ أيضا: جولة كوشنر.. هل يبتز ترامب المغرب بالصحراء لقاء صفقة القرن؟ 


صمت أطراف النزاع

تفاعل المراقبين من إقالة بولتون، قابله صمت رسمي لأطراف الصراع، فالمغرب والجزائر وجبهة البوليساريو الانفصالية، لم تبد أي تعليق على القرار.


غير أنه بالعودة إلى تصريحات بولتون السابقة حول ملف الصحراء، فلقد أبدت الجزائر والبوليساريو دعمها لتصريحات بولتون التي لوح فيها بضرورة سرعة إنهاء ملف الصحراء.


وسبق للباحث في العلاقات الدولية، خالد يا يموت، أن أشار إلى أنه "بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فإن الضغط يأتي من جانب الصحراء، حيث إن من الضغوط الأساسية التي تمارس على المغرب هي الصحراء".


وسجل في تصريحات سابقة لـ"عربي21"، أن "موقف أمريكا ظل تاريخيا غامضا في قضية الصحراء، واستقالة المبعوث الأممي هورست كوهلر عامل لصالحها للضغط على المغرب في هذه القضية". 


وشدد على أن "استقالة كوهلر التي قيل إنها لأسباب صحية، تعكس في الحقيقة درجة الضغط الذي مارسته أمريكا على الأمم المتحدة في ملف الصحراء، وانقلابها على اتفاق يقضي بإنهاء ملف الصحراء قبل نهاية 2020 مع فرنسا وإسبانيا".

تهديدات بولتون
وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، جون بولتون، قد لوح بوقف بلاده للمساعدات التي تمنحها لبعثات الأمم المتحدة السلام في القارة الأفريقية، وخصص الحديث عن منطقة الصحراء المغربية المتنازع عليها بين الرباط وبين جبهة البوليساريو الانفصالية.


وأعرب بولتون عن "إحباطه" أمام انسداد تسوية نزاع الصحراء بعد 27 سنة من تأسيس بعثة منظمة الأمم المتحدة المعروفة اختصارا بـ"مينورسو" من أجل تنظيم استفتاء لتقرير المصير في إقليم الصحراء المنتازع عليه.


وشدد بولتون على أن عهدة بعثة المينورسو ترتبط بالتطورات التي ستنجزها فوق الميدان من أجل الوصول إلى حل سياسي، فـ"النجاح ليس مجرد مواصلة المهمة إلى ما لانهاية".


وتساءل بولتون: "27 سنة من النشر وما زالت البعثة تراوح مكانها كيف لكم تفسير ذلك؟ من الضروري التركيز على الوسائل التي تسمح لبعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بتأدية عهداتها بنجاح".

 

اقرأ أيضا: أمريكا تهدد بوقف دعم بعثة الأمم المتحدة بالصحراء المغربية

 
وأكد أن "الموارد والاهتمام والجهد المبذول في إطار هذه البعثة كانت ستكون مجدية أكثر لو خصصت لتنمية شعوب المنطقة، فتسوية نزاع الصحراء سيمكن من إعادة توجيه التمويل الممنوح للبعثة نحو التنمية الاقتصادية".