ملفات وتقارير

"نداء تونس" بعد السبسي.. هل يصمد ويحقق اختراقا بالانتخابات؟

مراقبون وسياسيون يقرون بحدوث تأثيرات لرحيل السبسي على واقع ومستقبل الحزب- أرشيفية

تشكّل وفاة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي تحديا لحزب نداء تونس في الانتخابات التشريعية المقررة في السادس من تشرين أول/ اكتوبر المقبل، لما كان يعنيه الراحل من مرجعية سياسية على اعتبار أنه الأب الروحي والمؤسس للحزب.


ويرى سياسيون ومراقبون تونسيون أن غياب السبسي عن المشهد سيكون له تأثير واقع الحزب في الحياة السياسية التونسية بشكل عام، وحضوره في الانتخابات المقبلة بشكل خاص.


وفي هذا الخصوص يقول الناطق الرسمي باسم حزب نداء تونس المنجي الحرباوي إن وفاة السبسي "سيكون لها تأثير، نظرا لأنه كان يمثل المرجعية الفكرية والسياسية والمؤسس للحركة وفي غيابه تغيب هذه المرجعية ".


إلا أن الحرباوي في تصريح لـ"عربي21"، يشير إلى أن "التأثير يبقى محدودا باعتبار أن الفقيد ترك الطريق واضحة من خلال التمسك بالخطوط الكبرى، المتمثلة خاصة في مواصلة الخط الإصلاحي الوطني التونسي والمسيرة البورقيبة، وبناء الدولة الوطنية والمحافظة على استقلال الدولة، مع الإصلاحات الضرورية فيما يتماشى مع الثورة وخاصة الديمقراطية".


العلاقة مع الأحزاب

 

وبخصوص العلاقة مع الأحزاب والحفاظ على التوافق، شدد الحرباوي على أن" حزب نداء تونس سيحافظ على علاقته بالأحزاب وخاصة التقدمية ومع حركة النهضة، التي تعتبر المنافس الأول والرئيسي، وذلك لن يتغير، ونداء تونس يلتقي معها في مسائل وطنية ويختلف معها في الفكر ورؤية المجتمع والدولة ".


وبشأن علاقة الحزب مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي شكّل حزب "تحيا تونس"، يقول الحرباوي إن "نداء تونس يختلف مع (تحيا تونس) اختلافات بسيطة من الممكن تجاوزها، خاصة أن أبرز أعضاء حركة تحيا تونس هم في الأصل كانوا ضمن نداء تونس، وما يجمعنا أكثر مما يفرقنا ولا وجود لإشكال سياسي مع حزب الشاهد".


استحقاق الانتخابات

 

وعن حظوظ الحزب في الانتخابات التشريعية القادمة وترشيح شخصية للانتخابات الرئاسية، شدد الحرباوي على أن "الحزب سيكون أكثر عزيمة، خاصة بعد وفاة المؤسس السبسي وتحقيق النجاح والفوز بأكثر من دائرة انتخابية".


وأضاف: تم تقديم ترشحات بـ 33 دائرة وترشيح شخصيات وطنية، ولكن لم نحدد بعد مرشحنا للانتخابات الرئاسية، نظرا لأنه كنا قد رشحنا الراحل السبسي"، لافتا إلى أن "الحزب سيجتمع الأربعاء وسيقرر من سيدعم ".

بدوره، يرى المحلل السياسي وأستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية عبد المجيد العبدلي أن حزب نداء تونس "سيبقى، لكنه أصبح شظايا لأنه تأسس حول شخص لا حول أفكار، وهو يفتقد لبرامج واستراتيجية ".

وعن حظوظه في الفوز في الانتخابات القادمة وتجاوز الخلافات مع الشاهد وحزبه، شدد العبدلي في حديثه لـ"عربي21" على أن "ذلك يعد صعبا جدا، خاصة أنهم جميعا يفتقدون للبرامج والرؤية، وإن حصل ذلك فإنه يعتبر نجاح أشخاص لا أحزاب".


"يفتقدون للبرامج"


أما المحلل السياسي عبد اللطيف الحناشي، فيشير بدوره إلى أن "حزب نداء تونس يعاني الكثير من المشاكل وستتكاثر بعد وفاة مؤسسه المرحوم السبسي، وجميع المؤشرات تدل على أن نداء تونس لن يبقى موحدا".

 

ويضيف أن "نتائج الانتخابات التشريعية ستظهر مدى أهميته ووفاء الناخبين والتفافهم حول الحزب، وأن تكون وفاة السبسي عاملا مساعدا على جمع الشمل من الجماهير وليس من النخبة والقيادات".
كما شدد الحناشي على ضرورة "انتظار نتائج الانتخابات التشريعية لمعرفة الوزن الحقيقي لنداء تونس وبقائه في الساحة السياسية".


يشار إلى أن حزب نداء تونس الذي تأسس في العام 2012، فاز في  انتخابات العام 2014، لكن سرعان ما عرف انشقاقات وخلافات خاصة بين القيادات البارزة في الحزب ونجل الرئيس حافظ قايد السبسي، وتكونت عدة أحزاب منشقة من صلب نداء تونس جراء انشقاقات بعد المؤتمر العام الذي عقد في نيسان/ أبريل الماضي.