صحافة دولية

إنترسبت: ما صلة "أفريكوم" بزيادة نشاطات الجهاديين بأفريقيا؟

إنترسبت: تصاعد العنف في أفريقيا منذ تأسيس أفريكوم- جيتي

نشر موقع "ذا إنترسبت" تقريرا أعده نيك تيرس، يتحدث فيه عن زيادة العنف في أفريقيا منذ إعلان الولايات المتحدة عن إنشاء "القيادة الأفريقية". 

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى دراسة أجراها المركز الأفريقي للدراسات الاستراتيجية التابع لوزارة الدفاع "البنتاغون"، وقدمت أرقاما ومعلومات حول توسع العمليات الأمريكية في القارة ومستوى الوجود العسكري وقدرات الجهاديين. 

ويلفت تيرس إلى أن عدد الجنود الأمريكيين ارتفع منذ بداية القيادة المركزية لأفريقيا أو "أفريكوم" إلى 170%، أي من 2600 إلى 7 آلاف جندي، فيما زادت العمليات العسكرية وبرامج التدريب والمناورات العسكرية بنسبة 1900% من 73 برنامجا ومناورة إلى 3500، مشيرا إلى أن عمليات الدرون وعدد وحدات الكوماندوز التي نشرت حول القارة ارتفعت أضعافا مضاعفة، إلى جانب حجم ونطاق القيادة المركزية وقواعدها العسكرية. 

ويكشف الموقع عن أن الولايات المتحدة أطلقت في الفترة الماضية 36 عملية ونشاطا في أفريقيا، أكثر من أي مكان في المنطقة أو العالم، بما في ذلك الشرق الأوسط الكبير، مشيرا إلى أن القوات الأمريكية المنتشرة حول القارة تقوم بتقديم استشارات وتدريب القوات المحلية والمشاركة معها، وجمع المعلومات الاستخباراتية، والقيام بعمليات مراقبة، وشن غارات جوية وأرضية، تركز على "التطرف العنيف" في القارة الأفريقية. 

ويورد التقرير نقلا عن بيان مهمة وأهداف "أفريكوم"، قوله إنها تعمل على تفكيك وتحييد التهديدات العابرة للحدود، ومن أجل "تعزيز الأمن الإقليمي والاستقرار والازدهار"، مستدركا بأنه خلافا لهذا الهدف، فإن هناك إشارات إلى تراجع الأمن والاستقرار في أفريقيا منذ بداية القيادة المركزية عملها، بحسب ما أورد تقرير المركز الأفريقي في وزارة الدفاع، وقال تحليل للمركز إن "مجمل نشاطات الجماعات الإسلامية المتشددة في أفريقيا زاد الضعف منذ عام 2012". 

وينوه الكاتب إلى أن هناك 24 جماعة إسلامية متشددة ناشطة في القارة، بعدما كان عددها في عام 2010 خمس جماعات، مشيرا إلى أن هناك 13 دولة أفريقية أصبحت معرضة لخطر هجمات من هذه الجماعات، أي بزيادة 160% في المدة ذاتها.

ويذكر الموقع أن "أحداث العنف" في القارة ارتفعت بنسبة 960%، من 288 حادثا عام 2009 إلى 3050 حادثا في عام 2018، مشيرا إلى أنه رغم حديث الخبراء عن عوامل أخرى، أسهمت في زيادة أحداث العنف في أفريقيا، إلا أن التداخل بينها وبين وجود القيادة المركزية الأمريكية ليس مصادفة.

وينقل التقرير عن مدير مشروع التسليح والأمن في مركز السياسة الدولية ويليام هارتونغ، قوله إن "الزيادة الحادة في الحوادث في أفريقيا تؤكد حقيقة أن نهج البنتاغون العسكري المفرط في مواجهة المشكلة كان فشلا ذريعا"، وأضاف أن "محاولة سحق مشكلة الإرهاب بالقوة ربما أسهمت في مفاقمة المشكلة، وأدت إلى استفزاز ردة فعل إرهابية، وخدمت بصفتها وسيلة للتجنيد لدى الجماعات المتطرفة". 

ويقول تيرس: "خذ مثلا الصومال، فعلى مدى العقد الماضي شنت (أفريكوم) مئات الغارات وعمليات الكوماندوز هناك، وقالت إنها قتلت 800 من الإرهابيين، معظمهم من حركة الشباب، وزاد عدد الغارات الجوية أضعافا، من 14 غارة عام 2016 في ظل باراك أوباما، إلى 47 غارة في ظل دونالد ترامب العام الماضي، إلا أن تحليل البنتاغون يشير إلى أن حصة حركة الشباب من الحوادث العنيفة في القارة هي 50% من مجمل العمليات كلها، وأن هذه النسبة لم تتغير منذ العقد الماضي". 

ويشير الموقع إلى أن عناصر تابعين لتنظيم الدولة في الصحراء الكبرى قاموا في تشرين الأول/ أكتوبر 2017 بمداهمة القوات الأمريكية قرب الحدود بين مالي والنيجر، وقتلوا أربعة من الجنود الأمريكيين، وجرحوا اثنين، وقالت واشنطن في البداية إن القتلى كانوا ضمن فرقة تقدم الاستشارة والتدريب للقوات المحلية، إلا أن ما كشف لاحقا أشار إلى أن الجنود كانوا يعملون مع القوات في النيجر، وكانوا يأملون بالاتصال مع فرقة كوماندو أمريكية أخرى لقتل أو اعتقال قائد تنظيم الدولة دوندون شيفو، لكن الظروف الجوية حالت دون ذلك، حيث تم عزل القوات القادمة من النيجر.

ويستدرك التقرير بأنه رغم هذه الجهود وعدد آخر من العمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة، إلا أن الجماعات الجهادية في منطقة الساحل والصحراء زادت عددا ونشاطا، بحسب المركز الأفريقي، مؤكدا أن العمليات المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتنظيم الدولة في الصحراء الكبرى، زادت من 192 عملية في عام 2017 إلى 464 العام الماضي، بالإضافة إلى أن عدد القتلى جراء هذه العمليات تضاعف من 529 إلى 1112. 

ويجد الكاتب أن هذا تطور مهم في ضوء التقرير الذي أعده مركز الدراسات الاستراتيجية في كلية الحرب التابعة للجيش الأمريكي عام 2000، وهي الدراسة التي فحصت "المناخ الأمني الأفريقي"، ولاحظت وجود جماعات انفصالية وحركات تمرد في "الدول الضعيفة" إلى جانب "جيوش أمراء الحرب"، لكنها لم تذكر شيئا عن الجماعات الإسلامية المتطرفة باعتبارها أكبر تهديد إرهابي عابر للحدود. 

ويختم "ذا إنترسبت" تقريره بالإشارة إلى أن المركز الأفريقي يتحدث الآن عن 24 جماعة إسلامية متشددة ناشطة، فيما قدرت قوائم رسمية أخرى العدد بـ50 جماعة تضم تلك التي تقوم بنشاطات غير شرعية. 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)