صحافة دولية

ما قصة تورط عميل إسرائيلي بقضية تدخل روسيا بانتخاب ترامب

سوريانو تلقى استدعاء من لجنة التحقيق بمجلس الشيوخ المكلفة بملف التدخل الروسي للاستماع له في جلسة مغلقة- جيتي

نشرت مجلة "لوبوان" الفرنسية تقريرا تحدّثت فيه عن تلقّي المستشار الأمني والتر سوريانو استدعاء من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي من أجل التحقيق في علاقته بروسيا والحاشية المحيطة بترامب.

 

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه ظهرت مؤخرا تسريبات متعلقة بوالتر سوريانو الذي تحوّل في غضون بضع سنوات من شخص مجهول إلى أحد أقوى عملاء الاستخبارات الاقتصادية في العالم.

 

ويُعرف سوريانو بقربه من بنيامين نتنياهو وعدد من رجال الأعمال لاسيما المليارديرات الروس. وقد تلقى استدعاء خلال شهر نيسان/ أبريل من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي في إطار التحقيق في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية.

وأوضحت المجلة أن فهم هذه القضية يتطلب العودة بضع سنوات إلى الخلف وتحديدا إلى سنة 2017، حين كشفت العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية عن تفكير أفراد من الشرطة من بين المكلفين بالتحقيق في قضية الفساد التي تطارد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في وضع سوريانو تحت الرقابة.

 

ومن هنا ظهر اسم والتر سوريانو للعلن، الذي يلقّب برجل الشبكات، خاصة شبكات المخابرات، وفي أوساط اليهود الأرثوذوكس، كما يترأس مجموعة "يونايتد سيكيورتي غروب ليميتيد" وهي شركة مقرها لندن. 

 

وأفادت المجلة، نقلا عن صحيفة "جلوبس" الإسرائيلية، بأن سوريانو يحظى بسمعة مرموقة لدى أغنياء رجال الأعمال ولا يتردد في استخدام أساليب "هجومية" مستغلا علاقاته داخل الجيش ووكالات الأمن السيبراني الإسرائيلي.

 

كما أن عمالقة العالم في هذا المجال يستعينون بخدماته لتتبّع منافسيهم، لاسيما في حالات النزاع التجاري أو التحقيقات القضائية.


اقرا أيضا :  "إنترسبت" يكشف: هكذا جندت الإمارات عميلا في البيت الأبيض


وذكرت المجلة أن روث باراسول، التي تترأس ثروة ضخمة وإمبراطورية القمار على الإنترنت "بارتيغايمنغ"، استعانت بخدمات والتر سوريانو سنة 2006 عندما كانت تحت ضغط تحقيق وزارة العدل الأمريكية.

 

وفي إنجلترا، لحقت مطوّري العقارات المعروفين باسم "لو كاندي براذرز" تهم وجهها لهم أحد منافسيهم حول استخدام شركة سوريانو "يونايتد سيكيورتي جروب ليميتيد" للتجسس عليه، إلا أنه وفقا لوثيقة قضائية، فشل صاحب الدعوة في إثبات ذلك.
 
ووفقا لمصادر من المجتمع الدولي للمخابرات، أصبح والتر سوريانو في غضون بضع سنوات رجلا جديرا بثقة العديد من أبناء الطبقة الأوليغارشية، ناهيك عن أنه يعتبر بمثابة "سوبر مستشار" بالنسبة للمليارديرات الروس.

 

كما عمل سوريانو لصالح ديمتري ريبولوفليف، مالك نادي موناكو، لإجراء تحقيقات حول تاجر الفنون إيف بوفييه، إلى جانب شخصيات أخرى لها علاقة بعالم كرة القدم. 

وتجدر الإشارة إلى أن والتر سوريانو رفض التعليق على هذه المعلومة، بينما أكد شخص من الأوليغارشية يدعى رومان إبراموفيتش، وهو مالك نادي تشيلسي، صحة هذه المعطيات.

وأشارت المجلة إلى أن المعلومات التي سربتها صحيفة "جلوبس" سنة 2017 حول تجسس محققين مزعومين مكلفين بالتحقيق في قضايا تطال بنيامين نتنياهو، قد مرت دون أن تترك انطباعا في أوروبا والولايات المتحدة، ولكنها أثارت فضيحة في إسرائيل.
 
وقد أخذت هذه القضية حجما أكبر بعد أن أجبر بنيامين نتنياهو على إنكار أي علاقة تربطه بسوريانو في حسابه على فيسبوك.

 

اقرأ أيضا : تسجيل صوتي يظهر عرقلة مقربين من ترامب لتحقيق مولر (استمع)

 

وفي حين نفى سوريانو لعب أي دور في هذه القضية، قرر ملاحقة رفيف دروكر، أحد أبرز الصحفيين الذين تجرؤوا على تداول اسم سوريانو في أحد البرامج التلفزيونية في إسرائيل. 

وأوردت المجلة أنه يوم الأربعاء الموافق للخامس من حزيران/ يونيو، كشف الموقع الأمريكي "بوليتيكو" أن والتر سوريانو تلقى استدعاء خلال شهر نيسان/ أبريل الماضي من لجنة التحقيق في مجلس الشيوخ الأمريكي المكلفة بملف التدخل الروسي للاستماع له في جلسة مغلقة.

 

ووقع صياغة نصّ الاستدعاء من قبل النائب الجمهوري في مجلس الشيوخ عن ولاية كارولينا الشمالية ريتشارد بور، والنائب الديمقراطي عن ولاية فيرجينيا مارك وارنر، قبل أيام من نشر المحقق الخاص روبرت مولر تقريره الذي برّأ فيه الرئيس الأمريكي من أي تهم موجهة إليه.
 
وفي الواقع، كان نص الاستدعاء واضحا حيث طلب المحققون من سوريانو توفير جميع المعلومات المتعلقة بالاتصالات التي أجراها من تاريخ 16 حزيران/ يونيو 2015 إلى اليوم، مع ذكر أسماء عدد من الشخصيات والشركات الروسية والأمريكية والإسرائيلية. 

وبيّنت المجلة أن مجلس الشيوخ طلب من والتر سوريانو توضيح طبيعة علاقاته بجميع موظفي ترامب تقريبا المكلفين بحملته الانتخابية لسنة 2016، انطلاقا من منظم الحملة بول مانافورت، إلى مستشاره الإعلامي ستيف بانون، مرورا بنائب مدير الحملة ديفيد بوسي، إلى جانب توضيح طبيعة علاقته بإريك برنس، رجل الأعمال المقرب من ترامب.

وأوضحت المجلة أن مجلس الشيوخ أراد في رسالته المُرسلة في شهر نيسان/ أبريل الماضي اختبار والتر سوريانو بشأن شركات الاستخبارات الإسرائيلية، بما في ذلك "بسي غروب" و"بلاك كيوب" و"ويكيسترات" و"أوربس بيزنس".

 

وقد تأسست الشركة الأخيرة من قبل كريستوفر ستيل، وهو جاسوس بريطاني سابق ندّد بالتدخل الروسي المحتمل في العملية الانتخابية في الولايات المتحدة.

 

وفي وقت لاحق، كشف التحقيق أن اللجنة الديمقراطية الوطنية منحت ستيل مقابلا ماليا من أجل تولي إجراء تحقيقاتها.

وأوردت المجلة أن مجلس الشيوخ يتساءل عما إذا كان لإسرائيل دور في انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة عن طريق توظيف أشخاص وشركات لها علاقة بالمليارديرات الروس، كما هو الحال بالنسبة لوالتر سوريانو، وهو ما يعتبر السبب وراء الاهتمام الخاص للمجلس الأعلى الأمريكي بأوليغ ديريباسكا.

 

وقد أُدرج ديبراسكا من قبل وسائل الإعلام ضمن القائمة السوداء للولايات المتحدة، إذ تتهمه وزارة الخزانة الأمريكية بلعب دور في التدخل الروسي في الحملة الرئاسية، إلا أنه يواصل نفي هذه الادعاءات.

وبالنسبة لقطاع الاستخبارات، يُعتبر سوريانو أحد أكثر المستشارين الموثوقين لدى أوليغ ديريباسكا. ووفقًا لمصدر مطلع على القضية، يعرف الطرفان بعضهما البعض شخصيًا، كما أنهما يلتقيان في بعض الأحيان في لندن رفقة مستشاريهما. 

 

وأضافت المجلة أن رئيس "يونايتد سيكيورتي جروب ليميتيد" اقترح على لندن القيام بمهام حماية خاصة بحاشية أوليغ ديريباسكا، بمن في ذلك والد زوجته فالنتين يوماشيف الذي كان جزءًا من طاقم الحراسة الشخصي لبوريس يلتسن.

 

كما يُعرف سوريانو بصلاته بالممول البريطاني ومستشار أوليغ ديريباسكا، نات روتشيلد، حيث تصدّر كلاهما عناوين الصحف الرئيسية في سنة 2008 لاسيما عند الإعلان عن اجتماعهما في إطار وليمة على متن يخت قبالة جزيرة كورفو.

وذكرت المجلة أن الأجهزة الأمنية الداخلية البريطانية تتعامل مع مسألة تواجد العديد من المليارديرات الروس على الأراضي البريطانية وخوضهم منافسة في الأعمال التجارية إلى جانب حضورهم أحيانا في مجال المخابرات، بمنتهى الجدية.

 

وقد ظهرت هذه الجدية منذ قضية العميل المزدوج سيرغي سكريبال الذي تعرّض إلى تسمّم في آذار/ مارس 2018 في مدينة ساليسبري في ظل ظروف غامضة.

ردا على السؤال حول علاقته بالمليارديرات الروس أشار محامي سوريانو، شلومو ريتشتشافين، إلى وجود "حملة" حالية تهدف إلى تشويه سمعة موكله قائلا: "نحن نوصي بشدة بعدم المشاركة فيها". وقد صرّح المحامي بأنه لا يتردد في مهاجمة وسائل الإعلام التي تعمل على نشر "الشائعات" وتلفيق "تصريحات كاذبة".

وفي الختام، أكدت المجلة أن محامي سوريانو رفض الإدلاء بأي تصريح في الوقت الحالي، إذ يقول: "أنتم لم تقوموا بتزويدنا بنسخة من المقال الذي تنوون نشره، وبالتالي لا يمكننا التعليق".