صحافة دولية

صحيفة : هل يقود "المحافظون الجدد" الحرب ضد إيران؟

تتجه الأنظار نحو بولتون، الذي ظل ينتظر لسنوات الفرصة لخوض معركته الخاصة- جيتي

نشرت صحيفة "الكونفيدينسيال" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن احتمال نشوب حرب بين الولايات المتحدة وإيران، خاصة أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون يساهم مؤخرا في التحريض ضد إيران.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن وزير الدفاع الجديد باتريك شاناهان، قدّم خلال الأسبوع الماضي بناء على طلب البيت الأبيض، خطة لإرسال نحو 120 ألف جندي إلى الشرق الأوسط في حال أصرت إيران على استكمال برنامجها النووي أو مهاجمة القوات الأمريكية المنتشرة في المنطقة.

 

وبعد ساعات، أكدت مصادر أخرى أن هذا الإجراء كان بناء على مجموعة من السيناريوهات التي تم النظر فيها لاستخدام القوة ضد إيران إذا اقتضى الأمر.

وبينت الصحيفة أن هذه الأحداث تندرج في سياق متوتر نتج إثر فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة ضد إيران، وتصنيفها الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، فضلا عن انسحاب طهران من عدة أقسام من الاتفاقية النووية بعد سنة من انسحاب أحادي الجانب للولايات المتحدة من الاتفاقية.

 

لكن إرسال حاملات الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن ومجموعة من القاذفات إلى الشرق الأوسط بسبب التهديدات المزعومة للميليشيات التي تدعمها إيران ضد القوات الأمريكية، قد زاد من حالة عدم اليقين.

وأوردت الصحيفة أن بعض المحللين يرون أن الهجمات الأخيرة ضد ناقلات النفط في الميناء الإماراتي والهجوم على خط أنابيب النفط في السعودية من قبل ميليشيات الحوثي قد يكون بدعم من طهران، في إطار استعراض العضلات دون إثارة رد فعل مسلح.

 

ومن المتوقع أن تحدث مواجهات إذا هاجمت إيران مباشرة الجنود الأمريكيين أو أغلقت مضيق هرمز، الذي يعد ممر نفط حيوي بالنسبة لهم.

وذكرت الصحيفة أن الحكومة الايرانية أنكرت الاتهامات الموجهة إليها بشدة زاعمة أنها ضحية لمؤامرة "متشددة" حاكتها إدارة ترامب وأعداؤها الإقليميون، بما في ذلك إسرائيل والسعودية والإمارات.

 

ويبدو أن الصراع من أجل القيادة الإقليمية قد يمهد الطريق لنشوب تدخل مسلح. فإلى جانب بنيامين نتنياهو الذي فاز في الانتخابات الإسرائيلية الشهر الماضي، يعد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، من أشد المتحمسين لاتخاذ إجراء حازم ضد إيران. كما يبدو جون بولتون حريصا على تشغيل آلة الحرب.

يقول خبراء عسكريون إن إرسال حاملات يو إس إس أبراهام لنكولن إلى الخليج ليس قرارا فجائيا؛ وإنما يخطط له منذ أشهر.

 

ولهذا السبب، تتجه الأنظار نحو بولتون، الذي ظل ينتظر لسنوات الفرصة لخوض معركته الخاصة.

وأشارت الصحيفة إلى أن بولتون هو الذي طلب خطة نشر أكثر من 100 ألف جندي، وظل في المكتب البيضاوي لأكثر من سنة بحثا عن إجراء حاسم ضد إيران. ومنذ تعيينه مستشارا للأمن القومي، أوضح بولتون أن الخيار العسكري ضد نظام آية الله كان من أولوياته.

 

وفي شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، بعد تعرض قاعدة أمريكية في العراق لهجوم بسيط بقذائف الهاون من قبل ميليشيا شيعية، أطلق بولتون جميع الإنذارات في البنتاغون ووزارة الخارجية من خلال طلب خطط لتنفيذ عملية عقابية في الأراضي الإيرانية.

ونوهت الصحيفة بأن بولتون ربما أخذ الأمور على محمل الجد، وهذه ليست المرة الأولى التي يكشف فيها أوراقه. ففي السنوات الأخيرة، كتب بولتون سلسلة من المقالات التي تدعو إلى إطلاق عملية عسكرية لتعطيل برنامج طهران النووي.

 

اقرا أيضا : هذا هو الوضع في واشنطن.. بولتون يدفع للحرب وترامب يفضل التروي

 

ولعل أكثرها شهرة، مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" في آذار/ مارس 2015، أشار فيه إلى أن الاتفاقية التي تفاوضت عليها حكومة باراك أوباما في ذلك الوقت لن تمكنهم من إيقاف الإيرانيين وسينتهي بها المطاف إلى إطلاق سباق نووي في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وقد صرح بولتون في إحدى المناسبات بأن الهجوم ضد إيران يجب أن يقترن بدعم أمريكي قوي للمعارضة الإيرانية بهدف تغيير النظام في طهران.

 

وهو ما يفعله مستشار الأمن القومي في هذا الوقت، حيث يسعى إلى تعزيز العلاقات مع مجموعات مثل حركة مجاهدي خلق، التي تتمتع ببنية تحتية مهمة للتجسس والتخريب داخل البلاد.

وأضافت الصحيفة أنه في سنة 2003، كذب بولتون عمدا بشأن أسلحة الدمار الشامل العراقية. وبعد سنوات عاد بولتون بقوة دافعة جديدة مع إدارة ترامب، فبعد أن دعا إلى توجيه ضربة وقائية ضد كوريا الشمالية، حاول عمدا تخريب المحادثات مع بيونغ يانغ من خلال الإشارة إلى "النموذج الليبي" لنزع السلاح النووي. ولعل أكثر ما يخشاه الكوريون الشماليون هو أن ينتهي بهم المطاف مثل نظام معمر القذافي للتخلص من أسلحتهم النووية.

وفي الختام، أفادت الصحيفة بأن بولتون يدرك أن فرصة خوض حربه قد لا تسنح مرة أخرى، لذلك يبذل قصارى جهده لتحقيق مراده، الأمر الذي يجعل احتمال نشوب نزاع مسلح واردا بما فيه الكفاية. كما أعرب وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هنت، عن قلقه من هذه الفرضية.