صحافة دولية

موقع روسي: هكذا تحاول موسكو إعادة هيكلة جيش الأسد

تحظى روسيا بولاء قوات النمر بقيادة سهيل الحسن- تويتر

تناول موقع "نيوز ري" الروسي محاولات موسكو في إعادة هيكلة جيش النظام السوري، بحجة "إصلاحه"، لتفرض سيادة كاملة عليه.

 

وتحدث كذلك التقرير عن عودة جزء كبير من الأراضي السورية إلى سيطرة النظام، لكن ذلك لم يساعد الأسد على إزاحة العديد من العقبات التي تعترض طريقه.
 
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن مستقبل مؤسسات الدولة يعتمد إلى حد كبير على جيش النظام السوري. وخلال السنوات الأخيرة، حقق جيش الأسد تقدما ميدانيا، إلا أنه كان إلى حد كبير بفضل الدعم الخارجي، وهو ما يؤكد ضعف قدراته الدفاعية.  
 
وذكر الموقع أن القيادة الروسية تحاول إطلاق "عملية إصلاح داخل الجيش السوري"، لتفرض القيادة الروسية سيطرتها الكاملة على هيئة الأركان العامة السورية.

 

وقالت إن موسكو حوّلت مديرية الأمن العام في سوريا إلى هيكل مخلص للنظام، وذلك حسب ما ذكره المرصد السوري. 
 
ووفقا للمصدر ذاته، تحاول روسيا تحسين أداء ضباط القوات المسلحة والمخابرات السورية. وبحسب بعض البيانات، تم إنشاء وحدات خاصة للضباط في سجني عدرا وصيدنايا.

 

فيلق النمر
 
وأضاف الموقع أن المستشارين العسكريين الروس يواصلون تدريب العناصر المحلية، التي انضمت إلى صفوف قوات النمر، ليتم إرسالها في وقت لاحق إلى الشمال الغربي السوري للاتحاد مع قوات جيش النظام المنتشرة حول محافظتي إدلب وحماة.

 

ويقول فريق من الخبراء في المركز المستقل لدراسات السياسة الخارجية والاقتصاد، الذي يتخذ من إسطنبول مقرا له، في تقرير بعنوان "قوى النمر، أمل دمشق الوحيد"، إن "العميد وقائد قوات النمر، سهيل الحسن، بحاجة إلى قيادة الجيش السوري من أجل استعادة صلاحيته".

 

اقرأ أيضا: هل بدأت روسيا بتفكيك قوات سهيل الحسن الموالية للأسد؟

الفيلق الخامس


وأفاد الموقع بأنه في سوريا وبمساعدة من المستشارين العسكريين الروس، تم تشكيل الفيلق الخامس في تشرين الثاني/ نوفمبر من سنة 2016، الذي يتألف من حوالي 10 آلاف جندي.

 

ونفّذ الفيلق عددا من العمليات الهجومية الناجحة، بما في ذلك الهجوم على عناصر تنظيم الدولة في محافظة حماة سنة 2017. ويشير الخبراء إلى فاعلية الفيلق الخامس مقارنة مع وحدات أخرى من حكومة النظام السوري، بفضل المشاركة الفعالة للروس في عملية القيادة والتكوين والتدريب.
 
وأورد الموقع أن "الجدير بالذكر كون العديد من العوامل الرئيسية تقوض القدرة القتالية للقوات المسلحة الموالية للحكومة في سوريا، من بينها تفشي الفساد بين قيادات الجيش، وتدهور الأسلحة والعتاد، فضلا عن غياب الانضباط والقيادة المركزية".
 
وأشار إلى أن دخول مجموعات شيعية مؤيدة لإيران إلى سوريا من أجزاء مختلفة من غرب آسيا، بالإضافة إلى حقيقة أن هذه الوحدات لا تخضع في الغالب للقيادة المركزية، يثير استياء الأغلبية السنية.

 

اقرأ أيضا: النظام يجند قياديا معارضا سابقا لتشكيل فصيل جنوب سوريا

ومع ذلك، إن إيران، التي تلعب دورا رئيسا في سوريا، تعارض محاولات روسيا لإصلاح الوضع وتفكيك بعض الهياكل.
 
ونقل الموقع عن المحلل في مركز التحليل والتكنولوجيا في موسكو، أنطون لافروف، أنه مع استقرار الوضع في سوريا واستعادة سيطرة الحكومة على الأراضي، سينخفض عدد الجنود في جيش النظام السوري.

 

كما أن المليشيات الإقليمية، التي يزيد عددها الآن عن عدد الوحدات النظامية، سيتم طردها أو دمجها في الجيش النظامي تحت القيادة الشاملة.

 

وأضاف لافروف أن الخبراء العسكريين الروس يضطلعون بمجموعة واسعة من المهام، من بينها التدريب الأساسي للمقاتلين وإنشاء هيكل قيادة القوات، والمساعدة على استخدام المعدات الموردة من روسيا.
 
ووفقا لهذا الخبير، فإن "تشكيل الفيلق الخامس يمثل محاولة جدية تهدف إلى تكوين جيش جديد من الصفر، حيث بذل المختصون الروس الكثير من الجهد والوقت في سبيل تحقيق ذلك. وقد بات من الواضح أن القيادة الروسية ترى في الفيلق الخامس نموذجا أوليا للتنظيم المستقبلي للقوات البرية السورية".
 
ونقل الموقع عن الخبير العسكري الروسي، يوري لامين، أن سوريا لا تزال غير قادرة على استعادة الجيش النظامي بالشكل الذي كان عليه في فترة ما قبل الحرب، لا سيما بعد تكبده العديد من الخسائر خلال سنوات الحرب.

 

وقال: "تحاول روسيا منذ تدخلها في سوريا، استعادة القدرة القتالية للجيش السوري، وتجلى ذلك في إيلائها اهتماما خاصا لوحدات قوات النمر، التي تكونت منذ خريف 2015، فضلا عن مشاركتها بشكل مباشر في تكوين الفيلق الرابع والخامس".
 
وبحسب الخبير العسكري الروسي، فيكتور موراكوفسكي، الذي نقل عنه الموقع، فإن الوضع في سوريا يشير إلى أنه من المستحيل الاستغناء عن التشكيلات غير النظامية في الوقت الراهن. بالإضافة إلى ذلك، يعاني جيش النظام السوري من التفكك، حيت تحولت العديد من المجموعات إلى وحدات إقليمية، الأمر الذي أضعف قدرته على القيام بعمليات هجومية.

 

وقال: "ولكن لا يمكن القيام بإصلاح واسع النطاق للقوات المسلحة، ما دام النظام لم يستطع السيطرة على جميع الأراضي".