سياسة دولية

لهذا السبب "غضبت" نيوزيلندا من أردوغان

أبلغ وزير الخارجية النيوزيلندي الوفد التركي باحتجاج بلاده- الإعلام التركي
أبلغ وزير الخارجية النيوزيلندي، وينستون بيترز، تركيا بانزعاج بلاده من تصرف كرره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال الأيام الماضية، في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في مدينة كرايست تشيرش بنيوزيلندا الجمعة، ما أدى لمقتل 50 شخصا وإصابة أكثر من 30 شخصا، بعضهم في حالة حرجة.

فبعد جهود قامت بها مواقع التواصل الاجتماعي لإزالة تسجيل الفيديو الذي بثه مباشرة منفذ الهجوم الأسترالي برينتون تارانت عبر صفحته على فيسبوك، حيث أزالت فيسبوك نحو 1.5 مليون نسخة منه خلال اليوم الأول بمفرده، لجأ الرئيس التركي لعرض التسجيل خلال تجمعات انتخابية لحزبه في عدد من المدن التركية، ضمن الاستعدادات للانتخابات المحلية التي ستجرى نهاية هذا الشهر.

واستخدم أردوغان نسخة من التسجيل، تم فيها تظليل بعض مشاهد الهجوم الدامي، ليتم عرضها على شاشات أمام الحشود، وليعلق عليها، ويرد أيضا على التهديدات التي جاءت في الدليل الذي تركه القاتل وراءه في أكثر من 70 صفحة، ويتضمن بشكل خاص تهديدات لتركيا وأردوغان شخصيا، إضافة إلى شرح مبادئه العنصرية تجاه المسلمين.

اقرأ أيضا: أردوغان للقاتل: يا عديم الشرف إسطنبول ليست نيوزيلندا

لكن وزير الخارجية النيوزلندي أبلغ الوفد التركي الذي وصل إلى كرايست تشيرش على أثر الجريمة، ويضم نائب الرئيس فؤاد أوكتاي ووزير الخارجية مولود تشاويش أوغلو، بأن هذا "ليس عادلا" تجاه بلاده، معتبرا أن ذلك يمكن أن يعرض المواطنين النيوزيلنديين في الخارج للخطر.

ورأى بيترز أن هذا ما حدث "لا يعبّر عن طبيعة هذا البلد (نيوزيلندا)، مع الأخذ بعين الاعتبار أن المتهم ليس مواطنا نيوزيلنديا". وقال الوزير النيوزيلندي: "أجرينا محادثات مطولة (..) للتأكد من عدم وجود صورة خاطئة عن بلادنا، نيوزيلندا".

اقرأ أيضا: وفد تركي رئاسي يعزي بضحايا اعتداء المسجدين بنيوزيلندا (صور)

من جهة أخرى، هاجم أردوغان خلال تجمعاته، بينها في غازي عينتاب وأنطاليا، زعيم المعارضة، كمال كليتشدار أوغلو، الذي تحدّث عن "تجذّر الإرهاب في دول العالم الإسلامي"، داعيا هذه الدول للبحث عن أسباب الإرهاب. واعتبر أردوغان أن كليتشدار أوغلو يكرر ما أدلى به السيناتور الأسترالي فريزر أنينغ، الذي حمّل المسلمين وبرامج الهجرة مسؤولية الاعتداء الإرهابي على المصلين في المسجدين، ووصف الإسلام بأنه "دين عنف".

وكان أردوغان قد أشار إلى أن منفذ الهجوم، الذي سبق أن زار تركيا عدة مرات، "زيّن أسلحته التي استخدمها خلال المجزرة بأسماء جميع أعداء الأتراك والمسلمين، بما في ذلك تاريخ حصار فيينا الثاني ورموز طغاة الحملات الصليبية". وأضاف قائلا: "الإرهابي هذى بأنهم سيأتون إلى إسطنبول ليهدموا المساجد والمآذن".