ملفات وتقارير

بعد تهديد بعدوان جديد.. هل تنجح مصر بتثبيت التهدئة بغزة؟

وفد من المخابرات العامة المصرية وصل إلى قطاع غزة اليوم الثلاثاء- إعلام حماس

عادت المخابرات العامة المصرية، لبذل جهود جديدة لتثبيت التهدئة في قطاع غزة، وسط تساؤلات حول نجاحها في ظل تنصل الاحتلال من استحقاقات التهدئة سابقا.

وكشف مصدر لـ"عربي21"، أن مصر تبذل جهودا مكثفة لمنع التصعيد ولتثبيت تفاهمات التهدئة بين الاحتلال، والفصائل الفلسطينية في غزة.

 

وكانت جهود أممية ومصرية، قد توصلت لتفاهمات تهدئة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال، في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

وأنتجت مباحثات التهدئة في قطاع غزة، العديد من التفاهمات المتعلقة بتحسين الحياة المعيشية في القطاع المحاصر، إلا أن الاحتلال ماطل في استكمال تطبيق هذه التفاهمات.

وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، قال أمس الاثنين، إن مصر بصدد القيام بدفعة جديدة لإلزام الاحتلال بالتفاهمات، مشيرا إلى أن الاحتلال تنصل من التفاهمات عمليا، ولم يبدأ بالتحضير للمرحلة الثانية منها.

ولفت مصدر، إلى أن هنية، حصل على وعود في زيارته الأخيرة للقاهرة من المخابرات العامة المصرية، لإلزام الاحتلال بتفاهمات التهدئة.

 

اقرأ أيضا: وفد مصري يصل إلى قطاع غزة.. هذا ما سيناقشه

ونوه إلى أن وفد المخابرات العامة المصرية، الذي وصل إلى قطاع غزة اليوم، زار "إسرائيل"، ضمن جهوده لمنع تصعيد محتمل في القطاع.

 

عودة الوسائل الخشنة

وبحسب المصدر، فإن الفصائل الفلسطينية، أعطت تعليماتها لتصعيد فعاليات الإرباك الليلي شرق القطاع، والتفعيل التدريجي للوسائل الشعبية الخشنة التي توقفت عقب تفاهمات التهدئة الأخيرة، بما فيها الطائرات الورقية، التي شهدت أمس الاثنين، إطلاقا مكثفا باتجاه غلاف غزة.

 

ولفتت صحيفة معاريف العبرية، إلى "أن الاحتلال اتخذ قرارا الأسبوع الماضي، بالرد بشكل مكثف على كل محاولة إطلاق بالونات متفجرة، بعد أن تفجر بالون في كيبوتس وأحدث ضررا بمبنى ما".

في هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب، إن "القراءة السياسية والميدانية، تشير إلى استمرار تنصل الاحتلال، وتنكره من استحقاقات التهدئة مع قرب الانتخابات الكنيست في ظل التنافس بين الأحزاب الإسرائيلية".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أن نجاح الجهود المصرية، مرتبط بمدى قدرتها في الضغط على الاحتلال، وإلزامه باستحقاق التهدئة، والبدء بالمرحلة الثانية منها.

 

الضغط على الاحتلال

وقلل الغريب، من إمكانية إحداث اختراق حقيقي، مرجحا أن يشهد القطاع تصعيدا، في ظل عودة الأدوات الشعبية الخشنة التي ستتزايد تدريجيا، بهدف الضغط على الاحتلال للالتزام ببنود التهدئة.

ولفت إلى أن حركة حماس تسعى للضغط على الاحتلال، بعودة الوسائل الشعبية الخشنة، إلا أنها لا تهدف من وراء ذلك لجر المنطقة إلى مواجهة في ظل اشتداد حلقات الحصار على القطاع.

وأوضح أن "الأيام القليلة تحدد مسار الأحداث، والمؤشرات الأولية في ظل تصاعد أدوات مسيرات العودة مع القصف الإسرائيلي خلال الأيام الماضية لغزة، ومطالبة مستوطني الغلاف بالرد العسكري على غزة، ووضع حد للبلالين الحارقة التي تطلق من النشطاء.. كله يعزز خيارات التصعيد، ويرفع إمكانية احتمال مواجهة كلما اقتربنا من الانتخابات الإسرائيلية".

 

اقرأ أيضا: جهود مصرية لتثبيت تفاهمات التهدئة بغزة
 

الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا، أشار إلى أن مصر تواجه عقبة في إقناع الاحتلال بالالتزام الكامل بالتفاهمات، وترجمتها إلى أفعال خاصة في ما يتعلق بالمنحة القطرية، وتوسيع مساحة الصيد، وعدم الاعتداء على المحتجين على الحدود، وتسهيل الملف التشغيلي الذي تم توقيع جزء منه بين قطر والأمم المتحدة خلال الفترة الماضية، إضافة لحل مشكلة الكهرباء.

 

رد إسرائيلي على التفاهمات

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن الوفد المصري يحمل في جعبته، الرد الإسرائيلي في موقفه تجاه تفاهمات التهدئة، والتزامه. وقال: "إن كانت الإجابات إيجابية فستواصل الفصائل في غزة التهدئة، وتقليل الإجراءات التي ترافق مسيرات العودة، من إرباك ليلي، وفعاليات زكيم (شمال غزة البحرية)، وبالونات حارقة".

وقلّل القرا، من إمكانية نجاح الجهود المصرية، بسبب عدم وجود ضمانات حقيقية لإلزام الاحتلال باتفاق التهدئة، "التي تعتبر فقط قائمة على الورق وبشكل نظري بعيدا عن الترجمة العملية، والنجاح لن يكون سهلا في مهمة تلك الجهود".

 

وأشار إلى أن حركة حماس تريد أن تستثمر الانتخابات الإسرائيلية، بالتصعيد وتسخين الأوضاع في الجنوب، لصالح تحقيق إلزام الاحتلال بالتفاهمات التي تمت، والضغط على نتنياهو أمام خصومه الآخرين.