ملفات وتقارير

لماذا تحرض دار الإفتاء المصرية على قتل عناصر الإخوان؟

دار الإفتاء المصرية وصفت الإخوان بالخوارج
في فتوى مثيرة للجدل، وتأتي عقب إعدام النظام العسكري الحاكم لـ15 شابا مصريا، قالت دار الإفتاء المصرية، إن جماعة الإخوان المسلمين، هم خوارج هذا العصر وأعداء مصر، وما يقوم به الجيش والشرطة من مقاومة لتلك الجماعات هو أعلى أنواع الجهاد، داعية النظام في فتواها لمواصلة قتلهم بإجماع العلماء.

واتهمت دار الإفتاء عبر صفحتها بـ"فيسبوك"، جماعة الإخوان بأنها جماعة "إرهابية" وأنهم "خوارج العصر وأعداء مصر، نشروا الدمار والخراب باسم إقامة الدين، لم يقدموا عبر تاريخهم أي منجز حضاري يخدم وطنهم أو دينهم، اللهم إلا الشعارات الجوفاء والخطب الرنانة".




ووصفت الإفتاء الجماعة التي تمارس الدعوة الإسلامية منذ عشرينيات القرن الماضي، بأنها أضل فرقة منحرفة عرفها تاريخ الإسلام، وكتبت عبر صفحتها بـ"تويتر": "لم تعرف أمتنا الإسلامية على كثرة ما خرج فيها من فرق وتيارات منحرفة جماعةً أضل من جماعة الإخوان الإرهابية، فالدين مطيتهم، والكذب وسيلتهم، والنفاق صناعتهم، والقتل هوايتهم، والإرهاب طريقتهم، والشباب ضحيتهم، وإبليس قدوتهم، وتمزيق الأوطان هدفهم، والسياسة غايتهم".

 

 

 

 


وكالت الهيئة الرسمية القائمة على الفتوى في مصر الاتهامات للإخوان قائلة: "ثمانون عاما أو يزيد لم تقدموا لأمتكم إلا الإرهاب والقتل وتزييف الحقائق، ومهما بلغتم من إجرام وإرهاب فلن يثنينا إرهابكم وبغيكم عن مقاومة شركم وجهاد عدوانكم، ومهما مارستم من دجل وكذب فلن نتوقف عن فضح كذبكم وتفنيد ضلالكم".

وتابعت الإفتاء: "لن تهزم جماعة ضالة غارقة في الأوهام وطنا عريقا كمصر، وطن يحتضن التاريخَ بين ذراعيه، وتتكسر سيوف الباطل على أعتابه، وينتمي إليه التاريخ قبل أن يسطر في صفحاته، وجماعة الإخوان الضالة ساعة، ووطننا مصر الحق إلى قيام الساعة".

 

 

— دار الإفتاء المصرية ???? (@EgyptDarAlIfta) 21 فبراير 2019

 


وثمنت الإفتاء ما تقوم به قوات الجيش والشرطة بحق الشباب المصري من قتل وتصفية وإعدام، معتبرة أنه أفضل أنواع الجهاد، قائلة: "ما تقوم به مؤسسات الدولة وجيشها وشرطتها من مقاومةٍ للجماعات الإرهابية يعدُّ من أعلى أنواع الجهاد".

 

 

 

 

 


وفي تدوينة اعتبرها البعض تحريضا مباشرا للنظام على قتل المصريين من جماعة الإخوان المسلمين، قالت الإفتاء المصرية إن "النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بتتبع جماعات التطرف وأجمع العلماء على وجوب قتالهم".

 

 

 

 

 

 



تفضح ضحالتهم

وفي رده على تلك الفتوى قال القيادي بجماعة الإخوان المسليمن الدكتور جمال حشمت: "هذا الذي أفتى بقتل المسلمين بناء على خلاف سياسي دون أن ينظر إلى عقيدتهم وجهادهم وما قدموه لمصر وللدنيا؛ لهو سفيه مأفون عبد لحكام طغاة مغتصبين، قتلوا المصريين ودمروا مقدرات مصر ورهنوا إرادة الوطن للصهاينة وأعداء الأمة".

البرلماني السابق، أكد لـ"عربي21"، أن "ما قالوه اليوم قيل بكل عصور الانحطاط من علماء الإفك والسلطان؛ فلا عجب مما قالوه"، مشيرا إلى أنه "سقوط للمؤسسات التي يديرونها وسقوط لهم في أعين المصريين".

ويعتقد حشمت، أن هذه الفتوى "تعني انتهاء تأثيرهم على الجموع الواعية لحقيقة الأوضاع في مصر بعد الانقلاب العسكري الذي صاحبه انهيار لمنظومة القيم والأخلاق للشعب، وانهيار لمعايير العدل والحريّة"، مبينا أن "فتاوي مثل هؤلاء تفضح ضحالتهم العلمية وعمالتهم الوضيعة".

لماذا الآن؟


وفي تعليقه قال المحامي والخبير القانوني، الدكتور مختار العشري: "بعهد جمال عبدالناصر، حاول النظام العسكري إصدار مثل هذه الفتوى فكان الرفض التام من شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية آنذاك؛ وقت أن كان هناك علماء رجال".

المستشار القانوني لحزب الحرية والعدالة أضاف لـ"عربي21": "أما الآن فالأزهر الشريف ودار الفتوى خصمان شاركا بالانقلاب العسكري ولا يستغرب من أحدهما أن يصدر تلك الفتوى التي قد تكون سببا بخلود مصدرها بالنار لأنه سيكون شريكا بجرائم القتل ضد الشباب المسلم بمصر"، على حد وصفه.

 

اقرأ أيضا: انتقادات لدار الإفتاء المصرية بعد تشويهها صورة المسلمين

وأشار إلى جرائم النظام "بالقتل خارج إطار القانون بالآلاف في (رابعة) و(النهضة) وباقي الميادين، وبقتل الشباب السيناوي بحجة مكافحة الإرهاب، وقتل المختفين قسريا بدعوى تبادل إطلاق النار، وقتل الجنود والضباط بسيناء بحجة مقاومتهم للإرهاب، وقتلهم بالسجون العسكرية لرفضهم الانصياع لأوامر القتل".

وتساءل السياسي المصري: "لماذا تلك الفتوى المشبوهة الآن؟"، مجيبا بقوله: "بالطبع لغسل أيادي العسكر والقضاة والشرطة من دم أطهر شباب عرفتهم مصر تم إعدامهم ظلما وعدوانا بقضايا ملفقة واعترافات مردودة تمت كلها تحت إكراه وتعذيب لا يتحمله بشر".

وأضاف أيضا: "من أجل الشعور بالذنب لدى الضباط والجنود الذين ينفذون تلك الأحكام ولا يستطيعون النوم لشعورهم بالذنب لقتل نفس بغير نفس أو فساد في الأرض؛ فبدأ هؤلاء يتململون رفضا لسياسة القتلة بالنظام الحاكم المجرم فتأتي تلك الفتوى المشبوهه تطمينا لضمائرهم عساها أن تهدأ أو تموت".

وختم العشري بقوله: "هذه الفتوى إن صح صدورها عن دار الفتوى وليس من المجلس العسكري لهي جريمة كبرى بحق تلك المؤسسة والقائمين عليها وقد توردهم الهلاك إذا تم العمل بها لا قدر الله أو صدقها بعض المخدوعين فاستعانوا بها بتنفيذ ظلم أعظم مما هو موجود".

ولاقت فتوى الإفتاء قبولا من أنصار النظام وانتقادات من أنصار الإخوان عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها البعض فتوى مسيسة وتدعو الجيش والشرطة للقتل بدون محاكمة، ودفاع من الدار عن نفسها بعد تصديق مفتي الجمهورية شوقي علام، على إعدام 52 شابا مصريا بقضايا مسيسة منذ الانقلاب العسكري وحتى اليوم.