سياسة عربية

صحيفة روسية: لماذا أصبح نزاعنا مع إيران أمرا حتميا بسوريا

قوات روسية في سوريا- جيتي

نشرت صحيفة "سفابودنايا براسا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن مساعي إيران من أجل الإبقاء على بشار الأسد في الحكم على الرغم من فشله الذريع في الحفاظ على وحدة البلاد.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن القوات الموالية للنظام السوري لا تسيطر على جميع الأراضي السورية، ولولا مساعدة إيران ما كان باستطاعة الأسد السيطرة على ما يقع تحت تصرفه في الوقت الراهن.

وتعد إيران أول من وقف إلى جانب الأسد، حيث قدمت له الدعم المالي والعسكري. وقد لقي عدد من الجنود الإيرانيين حتفهم أثناء محاولة الحفاظ على النظام السوري، في الوقت الذي كان فيه ضباط الجيش السوري يلتحقون بصفوف المعارضة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من الجهد الذي بذله الإيرانيون في الحرب، تكبد الأسد العديد من الهزائم، وكان نظامه في مرحلة ما على وشك الانهيار لا سيما في ظل اقتراب الرافضين لنظامه من العاصمة دمشق، الأمر الذي لن يستطيع الإيرانيون فعل أي شيء حياله.

 

وعلى إثر ذلك، تدخلت روسيا التي تمكنت في فترة قصيرة من دفعهم نحو شرق سوريا، ليتم السيطرة على المنطقة في وقت لاحق. وبفضل الحليف الروسي، أصبحت الميليشيات الإيرانية تتحرك بحرية أكثر في المنطقة. وقد أثبت التعاون الروسي الإيراني بشكل عام فعاليته.

 

إقرأ أيضا: حرب نفوذ بين إيران وروسيا في سوريا.. هل تستغله إسرائيل؟

وذكرت الصحيفة أن الوضع في سوريا يزداد تعقيدا بسبب تواجد الإيرانيين بالإضافة إلى عدد كبير من مقاتلي حزب الله، حيث يثير تزايد نفوذهم في سوريا استياء ممثلي النخبة المحلية بما في ذلك العلويين. أما بالنسبة لروسيا، فقد تسبب لها هذه الجماعات العديد من المشاكل في المستقبل، خاصة خلال فترة التسوية بعد الحرب وصعوبة نزع السلاح منهم.

وتعتمد علاقات موسكو مع إسرائيل كثيرا على السياسة التي ينتهجها الكرملين مع طهران وحزب الله نفسه، وهو ما يثير ضجة كبيرة في إسرائيل في الوقت الراهن ويعجل بحاجة القيادة الروسية لحل مشكلة التواجد الإيراني في المنطقة.

وأفادت الصحيفة بأن روسيا قررت حل مشكلة التواجد الإيراني باستخدام أحد أخطر الأساليب الممكنة، ألا وهو التدخل العسكري. وحسب العديد من وسائل الإعلام السورية والعراقية والإسرائيلية، وقعت خلال الأسابيع الأخيرة عدة اشتباكات بين الميليشيات الإيرانية والقوات النظامية بدعم من الجيش الروسي. وتشير بعض المعلومات إلى شن روسيا غارات على بعض المواقع الإيرانية والمستودعات في شرق سوريا.

وتابعت "لكن من الصعب تصديق هذه المعلومات، لا سيما أن المصادر الرئيسية لها ترتبط بطريقة أو بأخرى بالمعارضة السورية. في المقابل، يقر الكثيرون بأن روسيا تسعى لإضعاف تأثير إيران على بشار الأسد. وفي وقت سابق، قامت روسيا بتفكيك قواعد إيرانية على الأراضي السورية، ومارست ضغطا كبيرا على حزب الله وطردت مقاتليه من العديد من المدن والقرى السورية".

ونقلت الصحيفة عن المستشرق الروسي أوليغ غوشين أنه لا يوجد في هذه المواجهات "ما يثير الدهشة، إذ أن ذلك ممكن الحدوث مستقبلا. ومن حيث المبدأ، لا يمكن أن تكون هذه المواجهات ناتجة عن تجهيز الإيرانيين للمقاتلين الموالين لهم في سوريا، وتقديم الحرس الثوري الإيراني مبادئ توجيهية لهم". وخلافا للاعتقاد السائد، فإن السوريين "لا يرغبون في التواجد الإيراني داخل سوريا لسبب بسيط وهو أن إيران دولة دينية على عكس سوريا الدولة العلمانية".

وأضاف الخبير أنه آن الأوان لحل مسألة الوجود الإيراني والميليشيات الموالية لطهران بطريقة ما، بعد أن باتت سوريا أكثر عرضة للقصف الإسرائيلي لا سيما في ظل استمرار تواجد الميليشيات الإيرانية على أراضيها. ويتوجب على روسيا إزاحة إيران من المنطقة أو تدريبها على ضبط النفس، وكلاهما لن يكون سهلا على موسكو.

ونوهت الصحيفة بأن الجيش الروسي متواجد في سوريا لمساعدة السوريين ودعمهم، وتنفيذ عمليات مشتركة معهم ضد الأعداء. وفي حال، أصبحت إيران عدوا لسوريا فإن مساعدة روسيا لسوريا في هذا الشأن أمر متوقع، وذلك بحسب الخبير الروسي.