ملفات وتقارير

ما هي دلالات الخلاف بين الحريري و جنبلاط؟

النائب فيصل الصايغ: ما يجمعنا بالرئيس الحريري أكبر بكثير مما يفرقنا- موقع المستقبل
ترتب القوى السياسية في لبنان أوراقها بانتظار ما ستحمله المرحلة المقبلة من بعد أن أبصرت الحكومة الثانية في عهد رئيس الجمهورية ميشال عون النور بعد تسعة أشهر المشاورات.

وبدا جليا بروز خلافات بين حلفاء الأمس، فاحتدم السجال غير المباشر بين رئيس حزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحكومة سعد الحريري في دلالة على خلافات متراكمة أماط تشكيل الحكومة وتوجهاتها اللثام عنها رغم مشاركة اللقاء الديمقراطي الموالي لجنبلاط فيها بوزيرين.

وتشير مصادر إعلامية متطابقة إلى امتعاض الحريري من تغريدات جنبلاط الأخيرة على موقع تويتر والتي تناول فيها التحديات التي يجب أن تواجهها الحكومة، ومتسائلا في الوقت عينه عن مصير اتفاق الطائف في مجلس الوزراء الجديد، غير أنّ مصادر جنبلاط قلّلت لـ"عربي21" من أهمية التباينات وحصرتها باختلاف في الرؤية بخصوص بعض الملفات الإنمائية والاقتصادية.

وذهب مراقبون إلى إمكانية أن يلعب جنبلاط وفريقه دور المعارضة الداخلية في الحكومة، خصوصا أنه لا ينسجم مع توجهات التيار الوطني الحر الموالي لعون والذي يحظى مع تحالفاته القريبة بحصة الثلث في مجلس الوزراء.

لماذا الخلاف؟

ونفى عضو اللقاء الديمقراطي النائب فيصل الصايغ أن تكون مواقف الحزب الاشتراكي الأخيرة تحمل أهدافا سياسية، وأكد في تصريحات لـ"عربي21" أن "الملف الاقتصادي يفرض نفسه على المرحلة التي نمرّ بها، إضافة إلى تحديات معالجة الأزمات التي تعصف بنا في ظل وجود أعداد كبيرة من النازحين بالتزامن مع التراجع المعيشي والاجتماعي الكبير"، مشيرا إلى أنّ "البيان الوزاري سيتضمن بنودا لها علاقة بملف مؤتمر سيدر المانح للبنان لا سيما على صعيد الإصلاحات ومكافحة الفساد".

ورأى أنّ "الأعباء المترتبة على اللبنانيين من الناحية الاقتصادية والمفروضة من الحكومة خلال فترة الإصلاحات يجب أن تقترن بمحاربة للفساد المستشري في مفاصل الدولة ووقف الهدر"، لافتا إلى أن "مضامين البيان الوزاري الأخرى ستكون مشابهة لبيان الحكومة السابقة بما يتعلق بالمقاومة والنأي بالنفس والأمور الجدلية".

وقلّل الصايغ من أهمية الحديث عن خلافات بين الحريري وجنبلاط، قائلا: "ما يجمعنا بالرئيس الحريري أكبر بكثير مما يفرقنا"، موضحا: "لدينا رؤية خاصة في الحزب الاشتراكي بما يتعلق بملفات الخصخصة لكننا لسنا ضد قوانين الشراكة بين القطاعين العام والخاص، فالأمور تتطلب شفافية على أن يطلع اللبنانيون على كل التفاصيل"، وأكد أنّ حزبه سيكون له موقف بكيفية المقاربة في موضوع الشراكة بين القطاعين العام والخاص لضمان حقوق المواطنين، ونحن حريصون ومنحازون لمصلحتهم أكثر من أي أمر آخر".

وعن مدى قدرة الحكومة على معالجة أزمات ىالكهرباء والمياه، قال: "هنا تكمن المعضلة حيث تكلف الكهرباء ميزانية الدولة ملياري دولار ومن دون إصلاحها لا يمكن المضي في التحسينات المطلوبة وفق مؤتمر سيدر الذي يشترط ضبط عجز الميزانية بنسب مئوية محددة سنويا"، منتقدا دور التيار الوطني الحر الموالي لرئيس الجمهورية في ملف الكهرباء من دون أن يسميه، فقال: "هناك فريق سياسي (تيار عون) وضع يده على هذا الملف منذ عام 2010 من دون أن يقدم أي تحسينات"، مردفا: "انتقدنا كيفية تلزيم معمل ديرعمار الكهربائي"، خاتما حديثه بالدعوة الملحة بأن "تتم عملية التلزيمات وفق آلية محددة وشفافة بما يتيح الفرص أمام جميع الراغبين لتقديم عطاءاتهم".

سيطرة حزب الله

واعتبر تيار المستقبل أن التحدي الاقتصادي هو في أولوية الحريري، ولن يقبل بأن يتم المساس بما تم وضعه من خطط لتطوير الاقتصاد عبر الإصلاحات المطلوبة، وبالمقابل حذر ساسة لبنانيون من قوى 14 آذار من "أجندة حزب الله" الداخلية سياسيا واقتصاديا.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي شارل الشرتوني أنّ "الحزب يحاول الخروج من العتمة التي أدخل نفسه بها من خلال تحقيق الشرعية السياسية عبر الحكومة الحالية والتعويض عن عزلته الداخلية والخارجية بالاستناد لبنانيا على تحالفه المتذبذب مع رئيس الجمهورية ميشال عون"، مردفا في تصريحات لـ"عربي21": "التعاون ليس بناء وميثاقا بين الفريقين من الناحية السياسية وأيضا على الصعيد الاقتصادي والتربوي والإنمائي".

واتهم شرتوني حزب الله بأنه أدخل البلاد في مرحلة تعطيل خطيرة تمتد بداية من عام 2005 (اغتيال رفيق الحريري) لغاية الآن"، آملا "الخروج من هذه الدوامة والتخلص من مفكرة الحزب التي لا تولي اهتماما بحقوق الآخرين".

وحذر الشرتوني من "تطورات إقليمية ميدانية قد يكون الكيان الإسرائيلي أحد أطرافها، لأنهم يراقبون بقلق حجم السيطرة التي تمتد لحزب الله تدريجيا في لبنان والمنطقة".

اقرأ أيضا: جنبلاط يطلق تغريدة مثيرة ضد الحريري.. والأخير يرد