ملفات وتقارير

مملوك يرأس اجتماعا مع شخصيات عشائرية سورية.. ما الهدف؟

الدعوة وجهت لـ6 آلاف شخصية عشائرية من محافظات الرقة ودير الزور والحسكة- جيتي

كشفت مصادر محلية عن تحضيرات يقوم بها النظام السوري لعقد اجتماع مع الآلاف من الشخصيات التي تمثل العشائر العربية في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، ذات الغالبية الكردية المعروفة اختصارا بـ"قسد"، لبحث تداعيات الانسحاب الأمريكي.

وذكرت مواقع محلية من دير الزور، أنه من المقرر أن يعقد الاجتماع الذي سيرأسه رئيس مكتب الأمن القومي، اللواء علي مملوك، في ريف محافظة حماة بعد غد الجمعة، مؤكدة أنه تم توجيه الدعوة لـ6 آلاف شخصية عشائرية من محافظات الرقة ودير الزور والحسكة.

وأوضحت صحيفة "جسر"، أن النظام أوكل مهمة توجيه الدعوى لهؤلاء عن طريق حسام قاطرجي، الذي يعرف بأنه وسيط النظام في عقد صفقات النفط مع تنظيم الدولة "داعش" سابقا، والمليشيات الكردية لاحقا.

سباق سيطرة

وعن أهداف الاجتماع، عدّ رئيس تحرير موقع "الشرق نيوز" فراس علاوي، في حديث لـ"عربي21" أن الاجتماع يأتي في إطار سباق السيطرة على المنطقة بعد إعلان الولايات المتحدة عزمها الانسحاب من سوريا.

وقال، إن اهتمام النظام بالعشائر نابع من طبيعة المنطقة الاجتماعية التي يغلب عليها الطابع العشائري، وجميع القوى التي تحاول السيطرة على هذه المناطق تحاول إيجاد حاضنة شعبية تجنبا للرفض الشعبي من أبناء العشائر العربية، وعلى أمل أن تحظى بقبول من أبناء هذه المناطق.

وأشار علاوي في هذا السياق إلى اللقاءات المتكررة التي يقوم بها عدد من المسؤولين الأمريكان لشيوخ العشائر، وآخرها اللقاءات التي أجراها المستشار الرئيسي لقوات التحالف وليم روباك، قبل يومين بريف دير الزور الشرقي.

 

اقرأ أيضا: ما مصير المناطق الخاضعة لـ"قسد" خارج المنطقة الآمنة؟

وبالعودة إلى الاجتماع الأخير، اعتبر رئيس تحرير موقع "الشرق نيوز" أن النظام يحاول إيصال رسائل للمنظومة العشائرية، مفادها أن "تسلمه لهذه المناطق هو الحل الأفضل، وعلى العشائر رفض الوجود الكردي لخلق حالة من عدم الاستقرار".

الباحث بالشأن السوري، أحمد السعيد، أكد لـ"عربي21" أن سيطرة النظام على مناطق "قسد" لن تتم ما لم تعلن الولايات المتحدة عن انسحاب كامل وحقيقي من الشمال السوري.

تسريع انسحاب أمريكا


وقال: "إلى الآن لا يبدو أن الولايات المتحدة بصدد الانسحاب، وخصوصا أن عددا من المسؤولين في التحالف أكدوا بقاء واشنطن إلى حين التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا، الأمر الذي دفع بالنظام إلى السعي لتأليب العشائر على الوجود الأمريكي، على أمل تسريع انسحاب الأخيرة من سوريا، عبر تنفيذ عمليات مقاومة ضدها".

وأضاف أنه "من هنا يمكن فهم سياق هذا الاجتماع، مع الأخذ بالحسبان فشل المباحثات التي أجراها النظام السوري مع الوحدات الكردية".

واللافت بحسب الباحث ذاته، هو توكيل المهمة من قبل النظام إلى اللواء علي مملوك، الذي يعتبر رجل المهمات الصعبة لدى النظام، وقال: "فور ذكر مملوك يحضر في الذهن الدهاء والبطش بالخارجين عن سيطرة النظام، وهذا ما يريده النظام تماما، إما أن تكونوا معنا، أو تحملوا تبعات رفضكم، واستعدوا للمزيد من البطش".

 

اقرأ أيضا: تعزيزات أمريكية إلى سوريا.. هل عدلت واشنطن خطة الانسحاب؟

ورأى السعيد، أن حظوظ النظام قوية في هذه المناطق، بسبب خوف العشائر من تبعات الاعتراف بما يسمى بـ"الإدارة الذاتية" الكردية، وجعلها أمرا واقعا.