صحافة دولية

CNN: هكذا حقق FBI بإمكانية تنفيذ ترامب توجيهات روسية

سجلات الكونغرس كشفت عن تفاصيل جديدة حول كيفية قيام مكتب التحقيقات الفيدرالي بهذا التحقيق- جيتي

نشر موقع "سي إن إن" الأمريكي تقريرا سلط من خلاله الضوء على الفوضى التي جدت داخل مكتب التحقيقات الفيدرالي بعد عزل ترامب لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، جيمس كومي.

وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه في أعقاب هذه الخطوة، قرر ستة من كبار مسؤولي مكتب التحقيقات الفيدرالي فتح تحقيق ضد ترامب في محاولة لفهم تصرفاته التي يبدو وكأنها تخدم مصالح روسيا.

وقد ناقش مسؤولو مكتب التحقيقات مجموعة من الاحتمالات، وفقا لأجزاء من سجلات مقابلتين مغلقتين أجريت مع أعضاء الكونغرس الأمريكي.

 

ويتمثل الاحتمال الأول في أن دونالد ترامب عزل كومي بطلب من روسيا. أما الاحتمال الثاني، فيفيد بأن ترامب لم يكن على علاقة جيدة بالكرملين وكان يعمل ضمن حدود سلطته التنفيذية.

ونقل الموقع عن المستشار العام لمكتب التحقيقات الفيدرالي، جيمس بيكر، أن مسؤولي مكتب التحقيقات الفيدرالي كانوا يشكون فيما إذا كان ترامب يتصرف بناء على طلب وتوجيهات روسيا، فضلا عن تنفيذ أوامرها بطريقة ما.

 

وخلال السنة الماضية، أخبر بيكر المحققين قائلا: "لقد كانت هذه إحدى الاحتمالات، أما الاحتمال الآخر فيقول إن الرئيس بريء تماما، وقد ناقشنا ذلك أيضا".

 

كما أضاف بيكر أن "هناك مجموعة من الاحتمالات، التي يمكن أن تكون صحيحة. لهذا السبب، نحن بحاجة إلى إجراء تحقيق".


اقرأ أيضا : صحفي: مسودة مولر توضح كيف زعزع ترامب أمريكا لصالح روسيا


وأفاد الموقع أن مكتب التحقيقات الفيدرالي فتح تحقيقا ضد ترامب بتهمة إعاقة سير العدالة. وقد قالت صحيفة "نيويورك تايمز" أول أمس إن أحد الدوافع من وراء إجراء هذا التحقيق يتمثل في التأكد مما إذا كان تصرفات ترامب تصب في مصلحة موسكو أم لا.

تجدر الإشارة إلى أن سجلات الكونغرس كشفت عن تفاصيل جديدة حول كيفية قيام مكتب التحقيقات الفيدرالي بهذا التحقيق، إضافة إلى المناقشات التي كان تجري داخل المكتب خلال فترة مضطربة، وتحديدا قبل إجراء التحقيق الداخلي وتعيين المحامي الخاص، روبرت مولر.

وأورد الموقع أن الجمهوريين يرون أن تعليقات المسؤولين دليل على أنهم كانوا يخططون لإجراء هذا التحقيق منذ مدة، وليس بعد إقالة كومي.

 

ووفقا لتصريحات محامية مكتب التحقيقات الفيدرالي السابقة، ليزا بايج، فإن المكتب كان قد فكر سابقا في القيام بذلك حقا.

 

وعقب عزل كومي، أرسل بيتر سترزوك، وهو عميل سابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذي طُرد بسبب توجيهه انتقادات لترامب، رسالة نصية لبايج جاء فيها: "نحن بحاجة إلى فتح تحقيق الآن".

 

الجدير بالذكر أن بايج تعرضت لضغوطات خلال مقابلتها مع محققي الكونغرس حول معنى هذه الرسالة، حيث أكدت أنه كان متعلقا بفتح قضية حول تواطؤ محتمل لترامب مع روسيا.

وذكر الموقع أن بايج قدمت إفادتها مشيرة إلى أن محتوى الرسالة لا يعني أنه لم يكن بإمكانهم فتح القضية بوجود كومي كمدير للمكتب، فقد كان الموضوع محل نقاش لبعض الوقت.

 

كما قالت إن "الانتظار للقيام بهذه الخطوة كان من باب التردد والحذر من جانب المكتب فيما يتعلق بما يجب القيام به وما إذا كان هناك قدر كاف من التوقعات لفتح القضية".

وأفاد الموقع أن الرئيس ترامب هاجم في نهاية هذا الأسبوع، من خلال سلسلة من التغريدات، مكتب التحقيقات الفيدرالي وجيمس كومي حيث وصفه "بالشرطي ذا الأساليب الملتوية".

 

اقرأ أيضا :  إخفاء ترامب لمحاضر اجتماعاته مع بوتين تصل "النواب الأمريكي"

 

وقد نشر ترامب تغريدة ثانية جاء فيها: "لقد علمت للتو من صحيفة نيويورك تايمز الفاشلة أن القادة السابقين والفاسدين لمكتب التحقيقات الفيدرالي، الذين طردوا أو أجبروا على مغادرة الوكالة لأسباب سيئة للغاية، فتحوا تحقيقا ضدي، دون أي سبب وجيه أو دليل، بعد أن قمت بطرد جيمس كومي. إنها ادعاءات باطلة".

 

وفي شهادته أمام الكونغرس، قال جيمس بيكر إنه لم يناقش مع كومي احتمال أن تكون روسيا وراء طرده، لكنه في الحقيقة اجتمع مع مجموعة من حوالي ستة مسؤولين بمن فيهم أندرو ماكبي وبيتر ستروك وبايج، لمناقشة هذا الأمر.

 

وأضاف بيكر للمشرعين أن "عرقلة التحقيق سيضر بقدرتنا على معرفة ما فعله الروس، الأمر الذي سيمثل تهديدا للأمن القومي".

 

علاوة على ذلك، ذكر بيكر أن الفكرة التي تقر بأن ترامب تصرف بناء على طلب من روسيا، "تمت مناقشتها كمجرد افتراض نظري".

وأورد الموقع أنه خلال مقابلته مع المحققين، تم الضغط على كومي بسبب تقديم مذكرات تتضمن تفاصيل محادثاته مع الرئيس ترامب حول التحقيق الذي لا يزال مستمرا، في حين أنه لم يقدم أي مذكرات تتعلق بمحادثاته مع أوباما.

 

وفي رده على هذا الأمر، زعم كومي أن أوباما ناقش التحقيق المتعلق بقضية البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون على قناة فوكس نيوز، وبالتالي، فإنه لم يكن بحاجة للتذكير بهذا التعليق العلني.

وفي مواصلة لتبريراته، قال كومي إن "التعليقات العلنية بثت على نطاق واسع، مما يجعلها جلية بالنسبة لقيادة مكتب التحقيقات الفيدرالي".

 

وأضاف قائلا: "في حال لم أكشف عن محادثاتي مع الرئيس ترامب لمكتب التحقيقات الفيدرالي، فلن يتمكنوا من مساعدتي في معرفة ما يجب فعله بشأن الأمور التي من المحتمل أنها تعيق سير العدالة". 

وفي الختام، نوه الموقع بأن التحقيق الذي فتحه مكتب الحزب الجمهوري بشأن قضية كلينتون وترامب، والذي استوجب إجراء مقابلات مع مسؤولين تابعين لمكتب التحقيقات الفيدرالي، انتهى بعد أن سيطر الحزب الديمقراطي على مجلس النواب هذا الشهر.